أخطأ الإمام في القراءة فسجد للسهو، فهل صلاته صحيحة أم باطلة ؟ حفظ
السائل : سؤال يعني يتعلق بالصلاة في أحد المرات كنت أصلي في القاهرة فصلى فينا الإمام وأخطأ في القراءة فسجد سجود السهو ظنا منه أن هذا يجبر خطأ التلاوة فحصل خلاف بعد الصلاة قال أحد الإخوة اللي كانوا حاضرين وأظنه من تونس قال إحنا في مذهبنا الشافعية إنه هذه الصلاة باطلة لأنو أحدث سجود ما هو صحيح يعني ؟
الشيخ : ... .
السائل : وقال ينبغي إعادة الصلاة البعض طبعا خرج من المسجد وبعض أصابه الشك خلاص هل عليه شيء في مثل هذه الحالة وهل يجب متابعة الإمام في هذا الخطأ أم لا ؟
الشيخ : متابعة الإمام يا أخي قاعدة من قواعد الشريعة لا بد من تطبيقها سواء كان مصيبا أو مخطئا سواء كان قاصدا أو ساهيا لقوله عليه السلام : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا صلى قائما صلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) هذا نص صريح في أن الإمام إذا ترك ركنا من أركان الصلاة معذورا وهو القيام بسبب عجزه ومرضه فينبغي على غير المعذورين أي على الأصحاء السليمين أن يتابعوه وأن يشاركوه في القعود فيصلون قاعدين بقعوده
ثم عندنا بعض النصوص الأخرى تؤكد لنا أن متابعة هذه المأمورين في الطرف الأول من الحديث : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) أننا نتبعه ولو كان مخطئا فمثل ما لو نسي التشهد الأول كما ذكرنا في أول الجلسة وقام ناسيا فذكر فإن تذكر وعاد بالتفصيل السابق بيانه تبعناه وعدنا معه إلى التشهد وإما لم يعد لأنه كان استتم قائما اتبعناه على خطئه ثم إذا سجد سجدتين سهو سجدنا معه أيضا بل قد يقع في عهده عليه السلام ما هو أهم من هذه الصورة وهي أنه صلى صلاة الظهر خمس ركعات ولما سلم بهم قالوا له : يا رسول الله أزيدت الصلاة قال : ( لا ) قالوا : صليت خمسا فسجد سجدتي السهو ثم قال : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فاتبع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلـم في هذه الزيادة وهم يعلمون إلى آخر لحظة وفيما بعدها أيضا أن صلاة الظهر أربع ولذلك قالوا له يا رسول الله لأن هذا احتمال وارد أن زيد في الصلاة قال لا قالوا له إذا صليت خمسا أنت كنت ساهيا فصلى ركعتين فسجد سجدتين وبين لهم سبب السهو بقوله عليه السلام : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) في هذا الحديث رد للحديث المشهور والذي جاء في مطلع الإمام مالك بدون إسناد : ( إنما أنسى لأشرع ) هذا الحديث لا أصل له رواية وهو باطل دراية لأن هذا الحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم يبين وجهة زيادة الركعة الخامسة بضعف بشريته فيقول : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) الشاهد هنا أن أصحابه صلى الله عليه وسلـم تابعوه في الزيادة هذه الزيادة لو وقعت عمدا أبطلت الصلاة لكن لما وقعت منه عليه السلام سهوا جبر هذه الزيادة سجدتا السهو ففي هذه الحالة لما اتبع أصحابه النبي صلى الله عليه وسلـم أخذنا منه حكما أن هذه الحادثة إذا وقعت فهي تقع كثيرا وسئلنا عنها مرارا وتكرار ماذا يفعل هؤلاء المقتدون إذا قام الإمام الخامسة نقول لا بد من إتباعه وهنا شبهة يذكرها بعض الشراح يقولون : " إنما اتبع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلـم النبي في هذه الزيادة لأن الزمن زمن تشريع " هذه شبهة ترد تخطر في البال لكننا نقول لو كانت هذه الشبهة عذرا أي الصحابة المتبعون له وليس لمن بعدهم نتبع إمامهم فيما إذا وقع مثل هذا السهو لبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن مثل هذه المتابعة الأصل فيها أنه لا يجوز لأن فيه زيادة ركن منكم لكن أنتم لا بأس عليكم في اتباعكم إياي لظنكم أنه يمكن أنه جاء شرع جديد كان لو كان هذه الشبهة لها وجه من النظر لكان عليه الصلاة والسلام لجاء بشرع يتناسب مع الزمن الذي سيأتي من بعده عليه السلام وقد وقع مثل ما وقع له مع بعض الأئمة ولعله يحسن هنا أن نذكر والوقت الآن قد ينطق بلسان الحال بالانصراف نذكر بمثل قوله عليه السلام لما تحدث عن أيام الدجال وأن يوما من أيامه كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم هذه جاء ذاك السؤال تكفينا خمس صلوات في مثل تلك الأيام قال : ( لا اقدروا لها قدرها ) إذا أعطانا حكما عن أمر يختلف عن الأيام التي تكون في زمنه عليه السلام أو في ما بعده من الأزمان ومن هنا يذكرنا هذا التشريع الدقيق بقوله صلى الله عليه وسلـم : ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) فلو كان هناك شرع جديد يختلف عن الأئمة الذين يأتون من بعده عليه والسلام والمقتدين به لبين لهم أن هذه خصوصية ولذلك ما ينبغي أن نلتفت إلى مثل هذه الشبهة أي " إنما اتبع أصحابه النبي لأنه زمن تشريع " وأما معنى ... لو كان الأمر كذلك لكان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلـم أن يبين الأمر للناس وألا يكتمه (( وما كان ربك نسيا )) وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .