فوائد حديث : ( وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فكفر عن يمينك وائت الذي هو خيرٌ ... ). حفظ
الشيخ : من فوائد هذا الحديث: أن الأيمان لا تحرّم الشيء ولا توجبه لقوله: ( فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك ) ولو كانت تحرّم أو توجب للزم مقتضاها، ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يحلف باليمين إذا كان خيرًا لقوله: ( فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك وائت الذي هو خير ) ومن فوائد الحديث: الانتقال عن المفضول إلى الأفضل ولو عينه الفاعل ينتقل عن المفضول إلى الأفضل ولو كان المفضول قد عيّن، دليله: ( كفر عن يمينك وائت الذي هو خير ) ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للرجل الذي نذر إن فتح الله على رسوله مكة أن يصلي في بيت المقدس قال: ( صلّ ها هنا ) فأعاد عليه فقال: ( صلّ ها هنا ) فأعاد عليه فقال له: ( شأنك ) فهذا يدل على أن الانتقال عن المفضول إلى الفاضل جائز ولو كان المفضول قد عيّن، وبناء على ذلك لو أن إنسانًا أوقف بيتًا على ما يفعله كثير من الناس فيما سبق على أضاحي وعشاء في رمضان ورأى الناظر أن يصرفه في بناء المساجد، فهل يجوز أن يغير شرط الواقف؟ الجواب: نعم يجوز، لأن هذا أفضل فيكون الانتقال إلى الأفضل عن المفضول ولو كان معينًا مما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث: وجوب التكفير عن اليمين بالحنث لقوله: ( كفّر عن يمينك ) ومن فوائده: جواز الإجمال في القول إذا كان قد فصّل في موضع آخر لقوله: ( كفّر عن يمينك ) ولم يذكر الكفارة لكنها كانت معلومة عند عبدالرحمن بن سمرة وأشباهه، فإذا كان التفصيل معلومًا فلا بأس أن يخاطب بالمجمل.