وعنه رضي الله عنه قال: ( كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: لا ومقلب القلوب ) رواه البخاري. حفظ
الشيخ : درس اليوم الليلة يقول: " وعنه رضي الله عنه أي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( كانت يمين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ومقلب القلوب ) رواه البخاري " كانت يمينه يعني قسمه الذي يقسم به وهذا ليس كل يمين ليس كل يمين بل أحيانًا يقول والذي نفسي بيده وأحيانًا يقول والله وأحيانًا يقول وربي كما أمره الله: (( قل بلى وربي لتبعثن )) فالمهم أن الرسول كان يقسم بهذا فيكون معنى قوله كانت يمين أي من أيمان الرسول صلى الله عليه وسلم لا ومقلب القلوب، ويحتمل أن المعنى يمينه التي يجتهد فيها يقول: ( لا ومقلب القلوب ) وقوله لا هذه للتنبيه وليست للنفي لأن هذا القسم يكون في الإثبات فتقول لا ومقلب القلوب لأفعلن كذا وكذا أو لا أفعلن كذا وكذا فتكون لا هنا كـ لا في قوله تعالى: (( لا أقسم بيوم القيامة )) (( لا أقسم بهذا البلد )) (( لا أقسم برب المشارق )) وما أشبه ذلك، وقوله: ( مقلب القلوب ) مقلب القلوب يعني أنه يصرف إرادة الإنسان إلى ما كان يريد يصرف إرادة الإنسان عما كان يريد فيقلب قلبه، وتقليب القلوب حسب مشيئته سبحانه وتعالى قد يقلب القلب والعياذ بالله من خير إلى شر، ومن أسباب تقليب القلوب إلى شر ألا يقبل الإنسان الحق أول مرة ويكون عنده تردد فإن الله يقول: (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة )) أي: لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة فإذا رأيت النفي كأنه لا يقبل الحق لأول مرة يتبين له فاعلم أنك على خطر أنك تبتلى بأن ترد الحق ولا تؤمن به، وهذا كقوله تعالى: (( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج )) تختلف عليهم الأمور ويضلون والعياذ بالله، فاقبل الحق من أول ما يأتيك حتى يكون قلبك سليمًا قابلًا لشرع الله عز وجل.