الشيخ : من فوائد هذا الحديث أولًا: النهي عن النذر، وهل النهي هنا للكراهة أو للتحريم؟ أكثر العلماء يقولون: إنه للكراهة، ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية مال إلى التحريم وهو الذي مشى عليه صاحب سبل السلام أنه للتحريم، والقول بأنه للتحريم قول قوي فإن قال قائل: كيف تقولون إنه للتحريم والله تعالى مدح الموفين بالنذر فقال: (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرًا )) وإذا كانت النتيجة ممدوحة كان السبب ممدوحًا؟ قلنا: هذا غلط أولًا: الآية الكريمة هل المراد بقوله: (( يوفون بالنذر )) أي بما نذروه على أنفسهم وكلفوا به أنفسهم؟ أو المراد العبادات الواجبة؟ فيها قولان والآية محتملة لأن العبادة الواجبة تسمى نذرًا كما قال تعالى في الحجاج: (( ثم ليقضوا تفثهم )) إيش؟ (( وليوفوا نذورهم )) مع أنهم ما نذروا (( وليطوفوا بالبيت العتيق )) وما دامت الآية محتملة فمع الاحتمال يسقط الاستدلال، وحينئذ نقول الآية لا تعارض الحديث والمراد بقوله: (( يوفون بالنذر )) أي: بما نذروه على أنفسهم وعاهدوا به الله عز وجل وهو أن يسمعوا ويطيعوا لأمر الله هذا المراد، وليس المراد النذر الخاص الذي هو إلزام المكلف نفسه شيئًا، ومن فوائد هذا الحديث: أن النذر لا يرد قضاء لا يجلب خيرًا ولا يدفع شرًّا لقوله: ( إنه لا يأتي بخير ) فإن قال قائل: ومن أين لكم أنه لا يدفع الشر؟ قلنا: إن دفع الشر خير، أليس كذلك؟ فيكون عامًّا لا يأتي بخير لا في جلب منفعة ولا في دفع مضرة ثم إن الغالب أن الذين ينذرون يريدون حصول الخير، ومن فوائد هذا الحديث: ذم البخل لقوله: ( وإنما يستخرج به من البخيل ) ولا شك أن البخل خلق ذميم ولكن والإسراف كذلك خلق ذميم، ولهذا مدح الله الذين يكونون بين هذا وهذا فقال: (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا )) نحن نقول أنفق لكن بدون إسراف وبدون بخل، قم بالواجب وقم بما تقتضيه المروءة بين الناس ولا تزد على ذلك والاقتصاد نصف المعيشة، وإذا قال قائل: هل من البخل البخل بالنفس الذي هو الجبن؟ يمكن أن يقال إن ذكر البخل والجبن فالبخل في المال والجبن في النفس، وإن أطلق البخل فقد يشمل البخل في النفس وهو الجبن، لأن بعض الناس يجود بماله ولا يهمه لكن لا يجود بنفسه جبان، هذا نقول إنه بخيل يعني قد يشمله لفظ البخيل يقال اخرج اغزوا قال والله أخاف تجيني رصاصة نعم يجد رجل معه متاعه فيقول هذا معه مسدس ويهرب من الرجل هذا ليش لأنه جبان لأنه جبن هذا بخيل بنفسه، لكنه تجد هذا الرجل عند بذل المال بسخاء نقول هو كريم بماله بخيل بنفسه، لكن الذي يظهر من الحديث أن المراد بالبخيل هنا البخل بالمال لقوله: ( وإنما يستخرج ) والذي يستخرج هو المال ( إنما يستخرج به من البخيل ) طيب إذن في الحديث ذم البخل وكما قلنا إنه ينبغي للإنسان بل يجب أن يكون إنفاقه بين بين بين البخل والإسراف، نعم؟
الطالب : جزاك الله خير القسم الخارج من النذر.
الشيخ : نعم.
الطالب : من الكتاب.
الشيخ : نعم.
الطالب : هذا القسم ذكرنا عليه كفارة اليمين.
الشيخ : نعم.
الطالب : مع أنه ...
الشيخ : اصبر جزاك الله خير يبي يجينا بالكتاب نعم
الطالب : توفيت امرأة وعليها نذر.
الشيخ : عليها إيش؟
الطالب : نذر نذرت أن تصوم شهرين ثم توفيت قبل أن توفي.
الشيخ : إيه.
الطالب : فهل لأوليائها أن يقضوا عندها؟