الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها: صحة النذر الذي لم يسم ويدل على صحته ترتب الحكم عليه، لأن ما ليس بصحيح لا يترتب عليه شيء، لكن إذا صح رتبت عليه الأحكام، ووجه قوله: ( فكفارته كفارة يمين )، ومن فوائده أيضًا: أن نذر المعصية منعقد منعقد، ولكن لا يجوز الوفاء به، بل يكفّر كفارة يمين، ووجه ذلك ظاهر لأنه إذا كان النذر الذي لم يسم فيه كفارة اليمين فنذر المعصية الذي يحرم الوفاء به من باب أولى، ومن فوائد الحديث: تقديم طاعة الله على هوى النفس لقوله: ( فكفارته كفارة يمين ) يعني: ولا يعصي الله مع أن الرجل الذي نذر أن يفعل المحرم إنما نذره لأن نفسه تهواه، فيقال له رضا الله فوق هواك خالف الهوى وكفّر كفارة يمين، ومن فوائد الحديث: أن نذر المستحيل منعقد نذر المستحيل منعقد، ولكن فيه كفارة يمين لقوله: ( ومن نذر نذرًا لا يطيقه ) ومن فوائد هذا الحديث: أن الطاقة وعدمها تختلف باختلاف الناس، فمن الناس من يطيق ما لا يطيقه الآخرون، فكل إنسان بحسبه والقاعدة أن من نذر نذرًا لا يطيقه فإن عليه كفارة يمين ولا يكلف نفسه بذلك، ومن فوائد هذا الحديث: أنه شاهد لقول الله تعالى: (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) وقوله: (( واتقوا الله ما استطعتم )) بدليل أن الإنسان لم يلزم بفعل المنذور إذا كان لا يطيقه، ولكن عليه كفارة يمين.