فوائد حديث : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ). حفظ
الشيخ : فمن فوائد هذا الحديث: فضيلة هذه المساجد الثلاث ووجه ذلك أنها هي التي أذن بشد الرحل إليها، ومن فوائده أيضًا من فوائد هذا الحديث: أنه لا يشد الرحل إلى المقابر لزيارتها لأن هذا المكان يختص بالبقعة، ولا شيء من البقعة يخصص إلا هذه الثلاثة، ومن فوائد هذا الحديث: أن شد الرحل يختص بالمساجد المعينة الثلاثة وينبني على ذلك أننا لا نشد الرحل إلى مسجد في مكة سوى مسجد الكعبة، لأن المسجد الحرام هو المسجد الذي فيه الكعبة كما جاء ذلك صريحًا في حديث مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ) وهذا هو الذي تشد إليه الرحال، ومن فوائد هذا الحديث: ما ذهب إليه بعض العلماء بأنه لا فضل في المسجد النبوي إلا المسجد الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأما الزيادات فهي خارجة عنه وهذا ليس بصحيح، والصحيح أن ما زِيد في المسجد فله حكمه سواء كان في المسجد الأقصى أو النبوي أو الحرام، ودليل ذلك أن الصحابة لما زادوا في المسجد النبوي ما زادوا لم يكونوا يتركون الصلاة في المسجد الأول، نعم لم يكونوا يتركون الصلاة في الزيادة بل كانوا يصلون في الزيادة ويرون أنها داخلة في المسجد وهو كذلك، ولهذا قال العلماء: ما زِيد في هذه المساجد فله حكمها ولو بلغ ما بلغ، طيب إذن التخصيص بمكان معين من أجل البقعة ينهى عنه عن شد الرحل إليه، أما إذا كان لغرض آخر فلا بأس، كتجارة أو علم أو سهولة مؤونة أو ما أشبهها، وعن أبي سعيد الخدري نعم قال.