وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئاً فإنما أقطع له قطعةً من النار ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : نبدأ بدرس الليلة إن شاء الله، قال وعن أم سلمة نقل ابن حجر رحمه الله في البلوغ عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم ) إلى آخره من المعلوم أن الجملة هنا خبرية وأنها مؤكدة بـ إنّ، فقد يقول قائل: لماذا تؤكد بـ إنّ وهي جملة ابتدائية ليست إنكارية حتى تحتاج إلى تأكيد؟ فيقال: إنها أكدت لما يأتي بعدها وهي قوله: ( فمن قطعت له من حق أخيه شيئًا ) إلى آخره، وقوله: ( تختصمون إليّ ) قد يقول قائل: كان المتوقع أن يقول تختصمون عندي فلماذا قال إليّ؟ قلنا: لأن معنى تختصمون أي ترفعون الخصومة إليّ ففيه تضمير في هذا الفعل تضمير والتخاصم هو تنازع الخصمين أيهما أحق ( فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ) لعل هنا للتوقع يعني فيتوقع أن يكون بعضكم ألحن بحجته من بعض، يعني أفصح لأن هذه ألحن في الأصل اللحن هو الميل ومنه لحن المتكلم في الإعراب يقال هذا لاحن، لكن هنا من باب السلب ألحن يعني أبلغ حجة بحيث لا يكون في حجته ميل ( فأقضي له على نحو ما أسمع منه ) أقضي له أي أحكم له على نحو ما أسمع منه بناء على إيش؟ بناء على الظاهر لأنه أفصح من ذاك وأقوى في الحجة وأشد تعبيرًا وتأثيرًا فيقضي له عليه الصلاة والسلام على نحو ما يسمع منه ( فمن قطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقتطع له قطعة من النار ) متفق عليه، نعم إيش؟
الطالب : أقطع.
الشيخ : فإنما أقطع له ( فمن قطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقطع له قطعة من النار ) متفق عليه، قوله: ( من قطعت له من حق أخيه ) يشمل الحقوق المالية والجنائية والشخصية وغيرها أي حق، ( فإنما أقطع له قطعة من نار ) على حد قول الله تعالى: (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا )) لأن آكلي مال اليتامى يأكلونها بغير حق، وهذا الذي حكم له وهو مبطل يأكله بغير حق فكأنما يأكل نارًا والعياذ بالله.
الطالب : أقطع.
الشيخ : فإنما أقطع له ( فمن قطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقطع له قطعة من النار ) متفق عليه، قوله: ( من قطعت له من حق أخيه ) يشمل الحقوق المالية والجنائية والشخصية وغيرها أي حق، ( فإنما أقطع له قطعة من نار ) على حد قول الله تعالى: (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا )) لأن آكلي مال اليتامى يأكلونها بغير حق، وهذا الذي حكم له وهو مبطل يأكله بغير حق فكأنما يأكل نارًا والعياذ بالله.