باب الشهادات. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله: " باب الشهادات " الشهادات جمع شهادة وهي إخبار الإنسان بما يعلم من مرئي أو مسموع أو مذوق أو مشموم، يعني الحواس الأربعة السمع والبصر والشم والذوق وربما نزيد الخامسة وهي اللمس، فهذا هي الشهادة أن يخبر بما يعلمه من مسموع أو مرئي أو مذوق أو مشموم أو ملموس، وقولنا بما يعلمه يفيد أنه لا يمكن أن يشهد بالظن، لابد من العلم وطرق العلم هي الحواس، هناك شيء يعلم بالاستفاضة ولكن المعلوم بالاستفاضة لا يخرج عن هذه المدركات الخمسة، يعني يستفيض عند الناس كذا وكذا، مثلًا قدمت إلينا جنازة وقالوا هذا فلان بن فلان نشهد بأن فلانًا مات بأي طريق؟ بالاستفاضة إذ أن الإنسان ليس جالسًا عنده حين احتضر وخرجت روحه نشهد أن فلان بن فلان، وهل نحن عنده حين ولدته أمه على فراش أبيه؟ الجواب لا، لكن نشهد بماذا؟ بالاستفاضة نشهد أن فلانًا أمير على البلد الفلاني، فهل نحن قد شهدنا قرار السلطان بأنه أمير أو القاضي مثلًا؟ لا هذا يكون بالاستفاضة، فإذن طرق العلم بالمشهود به تكون كم؟ ستة، السمع والبصر والشم والذوق واللمس والاستفاضة، النكاح مثلًا أتينا إلى محفل، ما هذا؟ قالوا فلان تزوج بنت فلان هل نحن عند العقد؟ الجواب لا، لكن نشهد بالاستفاضة وهلم جرًّا، إذن لا يجوز أن يشهد بالظن ولو كان عنده قرائن قوية فإنه لا يشهد.