كتاب العتق. حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى: " كتاب العتق " أخر المؤلف كتاب العتق إلى آخر أحاديث الأحكام تفاؤلًا بأن يعتقه الله تعالى من النار، وقد سلك ذلك بعض أهل العلم، ومن العلماء من جعل كتاب العتق بعد المواريث لأن صلته بالمواريث أن العتق يحصل به الولاء والولاء أحد أسباب العتق الثلاثة، فلكل من المؤلفين وجهة نظر، ونسأل الله أن يعتقنا وإياهم من النار العتق هو تحرير الرقبة وتخليصها من الرق هذا العتق، ولا بد أن يعرف ما هي الأسباب التي يكون بها الإنسان البشر رقيقًا، لأنه لا يمكن أن نعرف العتق حتى نعرف الرق، الرق سببه شيء واحد وهو الكفر ليس له سبب سوى ذلك ليس سببه الجوع فيبيع الإنسان ولده أو ابنته وإنما سببه الكفر، وذلك أن المسلمين إذا قاتلوا الكفار وغلبوا عليهم واستولوا على نسائهم وذرياتهم، فإن هؤلاء النساء والذرية يكونون أرقاء بمجرد السبي يعني بدل أن كانوا أحرارًا في الأول يكونون الآن أرقاء مملوكين للمسلمين، فإذن السبب الوحيد للرق هو إيش؟ الكفر هذا هو السبب، ثم بعد ذلك يأتي الإنتاج فإذا أنتجت الأمة إنتاجًا فإنما يأتي منها يكون رقيقًا إلا إذا أتت به من سيدها فإنه يكون حرًّا وتكون هي أم ولد هذه واحدة أو إذا استثني حملها فإنه يكون حرًّا وما عدا ذلك فإن حملها يكون رقيقًا تبعًا لأمه، حتى لو تزوجت رجلًا حرًّا وأتت منه بولد فالولد رقيق لسيدها، ولهذا حرّم الله على عباده أن يتزوج الإنسان أمة إلا بشروط قال: (( ذلك لمن خشي العنت منكم )) وألا يجد طورًا أي مهرًا حرًا، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله إذا تزوج الحر أمة رقّ نصفه لأن أولاده يكونون أرقاء إلا بشرط طيب، إذن سبب الرق الكفر أو النتاج من امرأة رقيقة يأتي الآن دور العتق، العتق له أسباب أسباب متعددة وإنما كثرت أسباب العتق دون أسباب الرق، لأن الشارع له تطلع وتشوف إلى التحرير ولهذا جعل له أسباب كثيرة من أجل أن يقل رقّ الناس بعضهم بعضًا، فمن أسباب العتق نعم فالعتق يحصل بأمور، الأول: اللفظ بأن يقول السيد لرقيقه أنت حر، إذا قال أنت حر صار حرًّا، أو أتى بلفظ يدل على ذلك بأي لغة كانت فإنه يكون حينئذ حرًّا بإيش يا عبد الحميد؟
الطالب : بقوله أنت حر.
الشيخ : بالقول، يكون التحرير أيضًا بالفعل، يكون التحرير بالفعل وذلك بالتمثيل بالعبد إذا مثّل به فإنه يعتق عليه كيف التمثيل بأن يقطع طرفًا من أطرافه أنملة من أنامله شيئًا من أذنه.