ما حكم صلاة الجماعة ؟ وتتمة الكلام عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . حفظ
قال تعالى ثلاث أوامر هنا : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) شو معنى قوله تعالى (( أقيموا الصلاة )) بعد أن قال (( أقيموا الصلاة )) يبين أن الركوع مع الراكعين هو من إقامة الصلاة أي من تكميلها وتقويمها أي صلوها مع الجماعة ، اليوم جماهير المسلمين المصلين لا كلام لنا مع التاركين للصلاة والمعرضين عنها وإنما الذين يصلون ، يهملون الصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد ، والله يأمرنا في صريح القرآن بأن نصليها مع الجماعة ، لأنه بعد أن قال (( وأقيموا الصلاة ..)) .. قال : (( واركعوا مع الراكعين )) . يعني صلوا مع جماعة المسلمين ، والسنة قد جاءت مؤكدة لهذا المعنى الذي أجمل في هذه الآية (( واركعوا مع الراكعين )).. صلوا مع المصلين أي مع جماعة المسلمين ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( من سمع النداء ولم يجب ولا عذر له فلا صلاة له ) . فأحدنا يكون في حانوته ، يكون في تجارته ، يكون في معمله يسمع النداء يقول " حي على الصلاة حي على الفلاح " فيظل باركا في محله لا يتحرك ، لمن هذا الأذان ؟ للمسلم المصلي ، ولذلك أكد عليه الصلاة والسلام هذا الذي أفادنا إياه في الحديث السابق حيث قال: ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يتأخرون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ) . يعني صلاة العشاء ، هكذا الحديث في الصحيحين ، لكن شبه لك بحديث آخر وهذا يأتي ذكره ، هذا الحديث يفيد فرضية صلاة الجماعة في المسجد مع المسلمين ودلالته على ذلك واضحة ظاهرة ، لأنه عليه السلام همّ بحرق المتخلفين في بيوتهم عن صلاة الجماعة ، أن يحرقهم بالنار ، همّ ولم يفعل لحكمة واضحة ظاهرة ، ذلك أنه يعلم عليه الصلاة والسلام إن في البيوت النساء وفي البيوت الأطفال وكل هؤلاء لا يجب عليهم الصلاة في المسجد بل قد صرح بأن صلاة النساء في بيوتهن خير لهن ، فلو أنه عليه السلام نفذ ما هم به لإصابت النار الذين لا يستحقون العذاب بالنار وهم الصبيان والنساء فكان هذا الحديث من بديع أساليب الرسول عليه الصلاة والسلام في تربية الناس أنه يهددهم بالحرق بالنار ، ثم لا يفعل لماذا ؟ لأن هناك من يساكنهم في بيوتهم من لا يجوز حرقهم بالنار لأنهم غير مكلفين أن يصلوا بالمساجد ، فهذا الحديث يبين أهمية الصلاة في المساجد فلا ينبغي للمسلم أن يكتفي بأداء الصلاة في بيته في دكانه في حانوته وبظن أنه هو اتقى الله عزوجل وأقام الصلاة ، لا ، ما أقام الصلاة كما أمر الله ، لأن من أمر الله (( واركعوا مع الراكعين )).. وقد بين الرسول عليه السلام هذا الأمر الإلهي وأكده بأن الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة يستحقون العذاب في الدنيا ، يستحقون الحرق في النار بالدنيا قبل الآخرة (( ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )). ثم جاء التأكيد على ما سبق حينما جاء الرجل الضرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عمرو ابن أم مكتوم الذي نزل في حقه قوله تبارك وتعالى: (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى )) . كان هذا من أهل الصفة ومن كبار الصحابة وأفاضلهم ، كان ضريرا أعمى فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :" يا رسول الله إن داري شاسعة بعيدة عن المسجد وفي طريقي الأشجار والأحجار " شوفوا القيود هذه ، الدار بعيدة وفي طريقي الأشجار والأحجار مش الطريق معبد كما هو الطرق اليوم ، " وليس لي قائد يقودني ، أفتجد لي رخصة في أن أدع الصلاة مع الجماعة في المسجد " قال له عليه السلام في أول الأمر ( نعم ) ، لما انصرف قال ( هاتوا الرجل قال أتسمع النداء ؟ ) قال : " نعم " ، قال ( فأجب ) ، فماذا يقول المسلم اليوم بالنسبة لجماهير المصلين الأصحاء الأقوياء الذين يضعون أنفسهم دون منزلة الأعمى ، الأعمى الذي في طريقه الأشجار والأحجار وليس له قائد يقوده قال له عليه السلام مادمت أنك تسمع الأذان فعليك أن تصلي في المسجد مع المسلمين ، كل هذا إذا يؤكد لنا أن صلاة الجماعة أيضا فريضة من فرائض الصلاة فلا يقنع المسلم أن يصلي الصلاة في أي مكان خارج المسجد ويعتل ويعتذر بأنه مشغول وزبائنه ما بحضروا وما يأتوا ولأنه يكون غائبا في الصلاة ، هذا منطق مادي محض لا ينبغي للمسلم أن يتورط فيه وأن يتخذ ذلك سبيلا أو عذرا له ليتساهل بالقيام بما فرض الله عليه ألا وهو صلاة الجماعة في المساجد ، هذا حكم صلاة الجماعة ، وحديث التحريق من الأدلة القوية في فرضية صلاة الجماعة ، في الصلوات الخمس ، لماذا ؟ لأن هناك حديثا آخر ، الحديث الذي ذكرناه وهو من رواية الشيخين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن هناك حديث يرويه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد هممت أن أحرق بيوت المتخلفين عن صلاة الجمعة ). هذا حديث آخر يا أبو عدنان ، متخلفين عن صلاة الجمعة ، فإذا معنى ذلك أن صلاة الجماعة مثل صلاة الجمعة ، كل من الجماعتين يجب على المسلم الغير معذور أن يحضرهما من كان له عذر في أن يترك صلاة الجمعة فله عذر في أن يترك صلاة الجماعة ، ومن لا فلا ، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
الطالب : قلت بين السجدتين في ضابط ... .
الشيخ : كيف ؟ .
الطالب : في ضابط ذكر معين بين السجدتين ... .
الشيخ : هذا صحيح ، ملاحظتك في محلها ، لكن لعله فيما ذكرناه آنفا يعني تذكير فيما بعد من الضوابط ، فنحن قلنا إن الضابط لاطمئنان المصلي في صلاته قلنا إنه إذا ركع أن يقول على الأقل ثلاث تسبيحات حتى يحقق الاطمئنان الذي هو ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا به ، كذلك إذا رفع رأسه من الركوع فأن يضبط هذا الاطمئنان وهو قائم ، بأن يقول أثناء الانتقال " سمع الله لمن حمده " فإذا قام فعلا يقول وهو قائم " ربنا ولك الحمد " فهذا يقينا قد أدى الركن الذي هو الاطمئنان ، كذلك إذا سجد فيسبح على الأقل ثلاث تسبيحات حتى يساعده وقت أدائه لهذا التسبيح أن تستقر حتى أعضاؤه وهو ساجد ، فإذا رفع رأسه من الركوع من السجود فهنا ينبغي أيضا أن يضبط نفسه وما يتابع السجدة ...
الطالب : قلت بين السجدتين في ضابط ... .
الشيخ : كيف ؟ .
الطالب : في ضابط ذكر معين بين السجدتين ... .
الشيخ : هذا صحيح ، ملاحظتك في محلها ، لكن لعله فيما ذكرناه آنفا يعني تذكير فيما بعد من الضوابط ، فنحن قلنا إن الضابط لاطمئنان المصلي في صلاته قلنا إنه إذا ركع أن يقول على الأقل ثلاث تسبيحات حتى يحقق الاطمئنان الذي هو ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا به ، كذلك إذا رفع رأسه من الركوع فأن يضبط هذا الاطمئنان وهو قائم ، بأن يقول أثناء الانتقال " سمع الله لمن حمده " فإذا قام فعلا يقول وهو قائم " ربنا ولك الحمد " فهذا يقينا قد أدى الركن الذي هو الاطمئنان ، كذلك إذا سجد فيسبح على الأقل ثلاث تسبيحات حتى يساعده وقت أدائه لهذا التسبيح أن تستقر حتى أعضاؤه وهو ساجد ، فإذا رفع رأسه من الركوع من السجود فهنا ينبغي أيضا أن يضبط نفسه وما يتابع السجدة ...