بيان سنية جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية وقبل القيام . حفظ
الطالب : هل الأفضل للإنسان ... يجلس جلسة الاستراحة أم يوافق الناس ...
الشيخ : آه ، لاشك أن جلسة الاستراحة هذه سنة مؤكدة ، لكن يجب أن تبحث المسألة متعلقة بالمصلي الحريص على إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وليس بمن جانبه لا يفعل مثله أو يفعل مثله هذا شيء ثاني لا نتكلم فيه ، فجلسة الاستراحة سنة مؤكدة لأن الصحابة الذين نقلوا إلينا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكروا جلسة الاستراحة من جملة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء في حديث مالك بن الحويرث " أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوتر من صلاته لم ينهض ... ثم قام متعمدا على كفيه " ، كذلك جاءت هذه الجلسة في حديث أبي حميد الساعدي ، أبو حميد الساعدي كان في مجلس ذات يوم وفيه نحو عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لهم ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " قالوا : " لست بأعلمنا بصلاته " يعني قالوا شو الفرق بيننا وبينك ، أنت صاحبت الرسول ونحن صاحبناه ، قال : " بلى " قالوا : " فأعرض هات تانشوف " ، فذكر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي رآها على الرسول عليها ، من جملتها ذكر جلسة الاستراحة هذه ، فكان جوابهم الاعتراف له بدقة العناية بحفظ السنة فيما يتعلق بالصلاة قالوا له : " صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " ، هذه الصفة مع الأسف لم يكن في الأئمة المعروفين والمتبعين عند جماهير المسلمين كأبي حنيفة مثلا والإمام ... ، فهو أورد إشكالا أو شبهه في هذه الجلسة مع اعترافه بثبوتها عن الرسول عليه السلام ، الشبهة اللي اعترضها أنه لعله فعل ذلك لحاجة ، وحينما بدن يعني أسن الرسول لكن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يرونه يفعل هذا وأحدهم أبو حميد الساعدي كأنه يتحداهم في الحديث السابق ، ثم ما وسعهم إلا أن يقولوا له
: " صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، إذا كان بدك تقول هذه الجلسة ليست من سنة الرسول وإنما فعلها لأنه بدن عليه السلام أي لأنه ثقل جسمه أي لأنه كان بحاجة إليها ، أما أنتم فيا معشر الشباب فلستم بحاجة إليها فلا تفعلونها ، كيف يخفى هذا الأمر وهذه الحقيقة لو كان ... على شهود عيان من أصحاب الرسول الكرام ، هذا أبعد ما يكون عن الصواب ، لذلك الإمام النووي رحمه الله من فضائله أنه يؤكد في كتابه الكبير والعظيم فعلا " المجموع شرح المهذب " ينصح بأن على المصلي أن يحافظ على هذه الجلسة فإنها صحيحة ثابتة عن جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذه ... نعم ؟ . الطالب : الاستراحة قبل القيام ؟ .
الشيخ : أينعم ، لا ينهض فورا ، هذه الجلسة يفعلها المصلي إذا صلى لوحده أو صلى إماما ، ثم إذا صلى مقتديا بالإمام وهو لا يجلس جلسة الاستراحة فيتابعه ، وهذا الذي أردت أن أفصل الكلام .
الطالب : متابعة الإمام ...لا يعلم يفعلها أو لا ؟ .
الشيخ : لو قلت ربما لا يعلم ممكن تكون العبارة صحيحة أما لا يعلم ؟
الطالب : ربما ....
الشيخ : ولذلك قلت لك ربما لا يعلم .
الطالب : لكن لابد أن يعلم ، لأنه في يوم من الأيام يكون قريبا منه فيعرف صفة صلاته أنها تصلي هكذا فيبني على ذلك أنه يجلس جلسة الاستراحة أو لا يجلس .
الشيخ : أينعم ، شوف بارك الله فيك ، لازم الإنسان يكون واضح جدا ، لابد أنك صليت مرة أو أكثر وراء إمام ما فرأيته يجلس جلسة الاستراحة ومئات الصلوات صليتها بعيدا عنه لا تراه ، لا تراه فأنت تراه وما تراه ، أنت في هذه الصلاة التي تصلي بعيدا عنه أنت تراه ، وما تراه ، أي تراه رؤية عينية لا تراه رؤية بصرية ، لأنك عرفت من الأيام الأولى السابقة عندما كنت تتمكن من الصلاة خلفه بأنه يفعل جلسة الاستراحة ، فذلك لو صليت في الصفوف الأخيرة أن تفعل فعله لأنك تعلم أنه يأتي بهذه السنة ، ولذلك الشبهة هذه ما هي مشكلة يعني يقال للإنسان افعل بما تعلم ، افعل بما تعلم ، إذا كنت تعلم أن هذا الإمام يجلس هذه الجلسة فافعلها وإذا كنت تعلم أنه لا يفعلها فتابعه ، تأتي الصورة الثالثة والله أنا لا أدري أن هذا الإمام يفعل جلسة الاستراحة أم لا يفعل ، لأنه ما رأيته من الأيام السابقة لم أراه ، حينئذ حافظ على السنة حتى يتبين لك أنه ما يعينك على أن تترك هذه السنة حتى لا تضيع واجب متابعة الإمام .
الطالب : وكذلك نفس الشيء .
الشيخ : كل شيء ، نعم .
الطالب : ...موضوع واحد ...
الشيخ : قولك موضوع واحد بشارة ...