ما هو الرد الشرعي على من قال إني مضطر لوضع المال في البنك ؟ حفظ
ثم أنا أتعجب من هذا المنطق أن هذا الغني وين يذهب بماله ؟ يا أخي هل هو هذا الغني يرفع راية ويضعها على رأس داره ومكتوب عليها بالقلم العريض هنا أموال كثيرة بالملايين فتعالوا أيها السراق واللصوص وهو موضوع في المكان الفلاني ، ما أحد يفعل هذا ، فإذا لماذا يتخذ هؤلاء الناس عذرا أنه يخشى على ماله أن يسرق ، فهل هو يعلن عن ماله أين هو ؟ لكن هذا مما يسول الشيطان ويوسوس لبني الإنسان انك أنت إذا وضعت مالك في مكان ما تتسلط عليه اللصوص ، فأودعه في البنك ، هذا يقال عذر أقبح من ذنب المسلم إذا اتخذ سببا ماديا للمحافظة على ماله وانضم إلى ذلك إيمانه بالله عزوجل ربه فسيعيش مرتاح البال مطمئن القلب بخلاف هؤلاء الكفار وأشباههم من المسلمين ضعيفي الإيمان الذين قلدوا الكفار والذين قال الله في حقهم: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) .. فالمسلم لما تأتيه الآية (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. هذا شأنه ، شأن الكافر الذي لا يؤمن بهذه الآية لا إيمان قلبي ولا إيمان فعلي ، المسلم قد يؤمن أن هذا كلام الله وهو حق لكن لا يتجاوب معه ولا يتفاعل معه ، فإذا ما الذي استفاد من هذا الإيمان ؟لم يستفد منه شيئا ، لذلك على المسلم أن يتخذ الأسباب الجائزة شرعا ثم يتوكل على رب الأرباب ، وليس من هذا القبيل أبدا أن الغني يودع ماله في البنك لنقول بعد ذلك ماذا يفعل بهذه الفوائد التي يسمونها بغير اسمها ، ويجب أن تنتبهوا لهذه الحقيقة ، الربا يسمونها فائدة ، هذه التسمية حرام لأنها تغير من حقيقة الحكم الشرعي ، فائدة كلمة ناعمة توحي إلى الإنسان أن هذا الربح الذي جاءه بطريق الربا من البنك فائدة ، لكن هو ربا ، والربا كما يقول الرسول عليه السلام: ( عاقبة الربا إلى قل ). عاقبة الربا إلى قل يعني بدل أن ينموا ويزداد فهو يقل وينقص عكس ما تراه من هؤلاء الناس ، لذلك لا يجوز للمسلم أن يودع ماله في البنك لأي سبب من الأسباب ، لأنه كما قلنا " الغاية لا تبرر الوسيلة " وكما قال الشاعر العربي القديم:
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
على المسلم أن يتقي الله عزوجل في ماله وأن يتخذ الأسباب الشرعية المحافظة عليه ويتوكل على الله ربه تبارك وتعالى ، حينئذ سيستغني عن البنك بأصله وفصله ثم لا يرد السؤال الذي أوردته أنت في أول سؤالك أنه هل يجوز له أن يأخذ هذه الربويات التي يسمونها بالفوائد ويدفعها ضرائب للحكومة ؟ الذي يفعل هذا يخطئ مرتين ، الخطأ الأول أنه يبرر لنفسه أن يودع ماله ليأخذ منه الربا ، والخطأ الثاني أن يدفع المحرم بمحرم ، الضرائب هذه مكوس في اللغة العربية ، مكوس وليس هناك في الإسلام مكوس ، فهو يدفع الحرام بالحرام وهذا لا يجوز في الإسلام ، لذلك نحن لا نستطيع أبدا أن نبرر أولا للمسلم مهما كانت أحواله وظروفه أن يودع ماله في البنك ليأخذ الربا عليه ثم أن يصرف هذا الربا في دفع الفرائض التي فرضت عليه ظلما وهي الضرائب ، فلا يجوز لا هذا ولا هذا في دين الإسلام ، فعلى كل مسلم أن يتقي الله عزوجل وأن يحافظ على ماله بالسنن المشروعة ليست إلا . نعم .
الطالب : جزاك الله خيرا نحن نعرف أن الله عزوجل ...والحمد لله هذه الضرائب التي نحن ندفع من أموالنا فما بالنا نحن نترك المال وندفع لهم في دولتنا ... كثيرا ليس مثل هنا بعدين حصل شيء جديد الإنسان إذا أراد أن يبني بيت يأخذون ضرائب لهذا السبب يأخذون تقريبا كما يساوي هذا البيت ، نحن ندفع هذا من أموالنا وإلا يجوز أن ...
الشيخ : أنت مكانك راوح يعني أنت ما خرجت عن سؤالك السابق ، وهذا تكرار معناه أن نعيد الجواب السابق ، وهذا تكرار ما تحته فائدة ، نعم ، يعني أليس جواب سؤالك أن ندفع الشر بالشر ؟ في أكثر من هذا ؟ ندفع الشر بالشر هذا مخالف للإسلام يا أخي .
الطالب : هم يفعلون الشر ، فالشر بالشر .
الشيخ : لذلك قلت لك آنفا
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
يعني نحن لا يجوز لنا أن ندفع الشر بالشر إنما أدفع بالتي هي أحسن (( ادفع بالتي هي أحسن .. هذا نص القرآن الكريم ، وإلا عاد كلامي السابق ، نحن إذا فعلنا هذا أولا أقررنا التعامل مع البنوك ، أحللنا الربا والله قد حرمه ، ثانيا هذا الظلم الذي يلحقنا من بعض الحكام ندفعه بهذا الظلم الذي نحن نرتكبه مختارين غير مضطرين ، لا يجوز هذا أبدا بل على المسلم أن يراقب الله تبارك وتعالى و أن يؤمن به حق الإيمان وهذا الظلم يا أخي ليس عندكم فقط ، في كثير من البلاد حتى بلاد الكفر ولعلكم سمعتم أن في بريطانيا مثلا الضرائب تبلغ إلى ثمانين في المائة أو تسعين ، طيب هذا ليس عندكم فقط حتى في البلاد الراقية زعموا كبريطانيا وهم كفار فيدفعون لأنهم يعيشون في اطمئنان ، وإلى آخره