شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... وهو الاسم المنصوب , الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل , نحو قولك : " جاء الأمير و الجيش " , و " استوى الماء و الخشبة " ... " . حفظ
الشيخ : وهذا يقول المؤلف في تعريفه: " هو الاسم المنصوب الذي يُذكر لبيان من فُعل معه الفعل " فقوله: الاسم خرج به الفعل والحرف، المنصوب خرج به المرفوع والمجرور، وهذان القيدان جنس ولا فصل؟
الطالب : جنس.
الشيخ : جنس، " الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل " هذا فصل، خرج به بقية المنصوبات، ولو قال المؤلف: الاسم المنصوب الذي يذكر بعد واو بمعنى مع لكان أوضح، الاسم المنصوب الذي يذكر بعد واو بمعنى مع لكان أحسن، لأن قوله: " الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل " يشمل حرف العطف في مثل: قام زيد وعمرو، إلا أن قوله المنصوب يمنع فيما إذا كان العطف على مرفوع أو مجرور، لكن ما قلناه أوضح، الاسم المنصوب الذي يذكر بعد واو بمعنى مع، طيب مثال ذلك: جاء الأميرُ والجيشَ، هنا يجوز في الجيش الرفع عطفًا على الأمير، وحينئذ لا يدخل في هذا الباب، لأنك ستقول: جاء الأميرُ والجيشُ فيكون اسمًا غير منصوب، ويجوز أن تقول جاء الأميرُ والجيشَ على ما مثل به المؤلف، وحينئذ يكون مفعول معه وتكون الواو بمعنى مع، جاء الأمير مع الجيش، عرفتم ولا لأ؟ طيب إذن يجوز في هذا التركيب وجهان: الوجه الأول جاء الأميرُ والجيشُ، والوجه الثاني جاء الأمير والجيشَ، فعلى الأول تكون الواو عاطفة، وعلى الثاني تكون الواو واو المعية، ولنعربه على الوجهين فنقول: جاء الأمير والجيش، جاء فعل ماضي مبني على الفتح، الأمير فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والواو حرف عطف، والجيش معطوف على الأمير، والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، الوجه الثاني: جاء الأمير والجيشَ، نقول: جاء الأمير جاء فعل ماضي، والأمير فاعل، والواو واو المعية، والجيشَ اسم منصوب بواو المعية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، عرفتم؟ طيب المثال الثاني: استوى الماء والخشبةَ، هذا ما يجوز فيه العطف، استوى الماء والخشبةَ، يعني استوى مع الخشبة، أي: صار مساويَا لها، وهذا لا يجوز أن تكون الواو عاطفة، لأنك لو جعلت الواو عاطفة، صار هناك استواءان، استواء للماء واستوء للخشبة، وهذا يفسد المعنى، لأن المعنى أن الماء حاذى الخشبة، حاذاها وساواها، وعلى هذا فيتعين في هذا المثال أن تكون الواو واو المعية، أن تكون الواو واو المعية، نعم طيب فتقول: استوى فعل ماض، تقول في الإعراب استوى فعل ماضي مبني على؟
الطالب : الفتح.
الشيخ : لأ.
الطالب : السكون.
الشيخ : لأ.
الطالب : ...
الشيخ : لأ.
الطالب : الفتح المقدر.
الشيخ : لأ، على فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والماء فاعل مرفوع وعلامة ضمة ظاهرة في آخره، الواو واو المعية، الخشبةَ اسم منصوب بواو المعية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، طيب نطق ناطق فقال استوى الماء والخشبةِ.
الطالب : خطأ.
الشيخ : خطأ ليش؟
الطالب : لأنه لا وجه للجر.
الشيخ : لأنه لا وجه للجر، وهنا يجب أن ينصب على المعية، قد نطق آخر فقال: استوى الماء والخشبةُ.
الطالب : ما يصح.
الشيخ : ما يصح، لأن الخشبة ما استوت، لكن الماء هو الذي ساوى؟ الخشبة، تعرفون وش معنى هذا؟ البئر في عليها خشبة، والماء بدأ يرتفع شيئًا فشيئًا حتى وصل إلى الخشبة، حينئذ نقول استوى والخشبةَ يعني أن الماء ساواها، طيب هذا المفعول معه، إذن هو الاسم المنصوب الذي يقع بعد واو بمعنى مع، قام زيد وعمرو.
الطالب : عطف.
الشيخ : عطف ولا واو معية؟ قام زيد وعمرًا؟
الطالب : معية.
الشيخ : واو معية يجوز هذا وهذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز هذا وهذا طيب، لكن يقول العلماء في الكتب الموسعة: إن الأصل العطف، الأصل العطف إلا لسبب، وعلى هذا فإذا قلنا جاء زيد وعمرو كان أفصح من قولنا جاء زيد وعمرًا، لأنه على الأصل، أما لو قلت: قمت وزيدًا فهنا المعية أحسن، أفصح، لأنه لا يعطف على الضمير المتصل إلا بعد الضمير المنفصل، قال ابن مالك:
" وإن على ضمير رفع متصل *** عطفت فافصل بالضمير المنفصل
أو فاصل ما وبلا فصل يرد *** في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد "

المهم على أيش نقول: يجوز في كل واو عطف أن تكون بمعنى مع، إلا إذا كان العطف على فعل لا يقع إلا من اثنين فهنا لا تجوز المعية، خذوا القاعدة هذه: كل حرف عطف في الواو يجوز أن يجعل للمعية إلا إذا كان الفعل لا يقع من اثنين فيتعين العطف، مثل: تشارك زيد وعمرو، هنا لا يمكن أن نقول وعمرًا ليش؟ لأن أصل التشارك لا تقع إلا من اثنين، فإذا قلت وعمرًا، كأنك قلت ما وقعت إلا من واحد، طيب تقاتل زيد وعمرًا؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ها ما يجوز؟ ليش؟
الطالب : الفعل يقع من اثنين.
الشيخ : لأن تقاتل ما تكون إلا من اثنين، ولو قلت: زيد وعمرًا معناه أنه صار من زيد وحده، وهذا ممتنع، القاعدة عندنا في باب المعية في باب المفعول معه: أن كل واو عطف يجوز أن تكون واوًا للمعية إلا ها؟ إذا وقعت بعد فعل لا يقع إلا من اثنين، فهنا لا يجوز أن تكون واوًا للمعية، طيب سافر زيد وعمرو؟
الطالب : واو عطف.
الشيخ : يجوز ولا ما يجوز؟
الطالب : يجوز هذا وهذا.
الشيخ : المهم يجوز العطف والمعية، يجوز أن تكون واو عطف وأن تكون واو معية، فتقول: سافر زيد وعمرو وسافر زيد وعمرًا، لكن الأرجح وعمرو لأن الأصل العطف الأصل بالواو أن تكون عاطفة، ولا تكون غير عاطفة إلا لسبب، ثم قال المؤلف: " وأما خبر كان وأخواتها " بعد أن أنهينا هذا سآتي ببيت يتضمن المفاعيل الخمسة قال فيه الناظم:
" ضربتُ ضربًا أبا عمرو غداة أتى *** وسرتُ والنيلَ خوفًا من عقابك لي "
هذا يتضمن المفاعيل الخمسة الجيد منكم يبينها لنا ها؟ البيت "
ضربتُ ضربًا أبا عمرو غداة أتى *** وسرتُ والنيلَ خوفًا من عقابك لي "

هذا فيه خمسة مفاعيل طيب ها نعم؟
الطالب : المفاعيل ولا البيت؟
الشيخ : اذكر البيت والمفاعيل؟
الطالب : " ضربتُ ضربًا أبا عمرو غداة أتى *** ... "
الشيخ : نعم.
الطالب : " *** وسرتُ والنيلَ خوفًا من عقابك لي "
الشيخ : نعم ضربًا؟
الطالب : ضربًا.
الشيخ : المفعول المطلق الذي هو المصدر، أبا عمرو؟
الطالب : مفعول به.
الشيخ : غداة أتى؟ يسمى مفعولًا فيه، الظرف يسمى مفعولًا فيه، طيب وسرت والنيل؟
الطالب : مفعول معه.
الشيخ : مفعول معه، خوفًا من عقابك لي.
الطالب : مفعول لأجله.
الشيخ : مفعول لأجله، نعم طيب نشوف سرت والنيل هل يجوز أن تكون الواو هنا عاطفة.
الطالب : لا.
الشيخ : لأ ليش؟
الطالب : لأجل الضمير.
الشيخ : لا مهو عشان الضمير، لأن النيل لا يسير، لا لا هذا جريان مهو يمشي، أنا معك هل نحن الآن نتوقع أن النيل يجري للجزيرة العربية؟ ما نتوقع، لكن يسير في مجراه، ولذلك نقول سرت والنيل لا يمكن أن تكون الواو عاطفة، وهي نظير قول المؤلف هنا: استوى الماء والخشبةَ، طيب الخلاصة الآن يمكن تتضح لكم، إذا كان الفعل لا يقع إلا من واحد؟
الطالب : جاز الوجهان.
الشيخ : إذا كان لا يقع إلا من واحد فهي للمعية فقط، إذا كان لا يقع إلا من واحد، إذا كان لا يقع إلا من اثنين امتنعت المعية، إذا كان لا يقع إلا من اثنين امتنعت المعية، إذا كان يقع من الاثنين جميعًا جاز الوجهان.
الطالب : العطف والمعية.
الشيخ : طيب هذه كأنها غريبة شوي، إذا كان الفعل لا يكون إلا من واحد امتنع العطف وصارت الواو للمعية، إذا كان لا يمكن إلا من اثنين؟
الطالب : امتنع العطف.
الشيخ : امتنعت المعية ووجب العطف، إذا كان يقع من هذا وهذا جاز الوجهان، والعطف أرجح إلا لسبب، تمام الأول ولا مو تمام؟
الطالب : تمام.
الشيخ : طيب إذا قلت: اشترك زيد وعمرو وش اللي يمتنع؟
الطالب : المعية.
الشيخ : المعية، ليش لأن اشترك يقع من اثنين، فلا بد من العطف، طيب سرت والنيل؟
الطالب : يمتنع العطف.
الشيخ : يمتنع العطف، لأن السير من واحد، ولو عطفت جعلت السير من اثنين، استوى الماء والخشبة مثله، يمتنع العطف لأنك لو عطفت لكان يتساوى الماء والخشبة، يعني يقع الفعل منهما جميعًا، وليس كذلك لأن معنى استوى الماء والخشبة: ساواى الماء الخشبة، طيب استوى البر والشعير؟
الطالب : العطف والمعية.
الشيخ : يجوز الوجهان، لكن العطف أرجح إلا لسبب، لأن الاستواء يكون من الشعير ويكون من البر طيب.