شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الاستفتاح. حفظ
الشيخ : ولكننا لم نشرح حديث أبي هريرة فهل تودّون أن نشرحه الأن؟ نعم؟ هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبّر في الصلاة سكت هنيهة ومن حِرْص أبي هريرة رضي الله عنه على العلم بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له حين قال له يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال ( لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا غيرك لما أرى من حرصك على العلم ) ثم قال ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ) المهم إنه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير والقراءة ومعلوم أن الصلاة ذِكر، كلها ذكر تشتمل على ما من شيء منها إلا وفيه ذكر قولي وفعلي، وما من أمر مشروع فيها من الأفعال إلا وله ذكر، كل الأفعال التى فيها مشروعة لها ذكر، طيب.
علِم أنه لا بد أن يقول شيئا فقال أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول، وكلمة ما تقول يدُل على أنه كان يعتقد أنه يقول شيئا لأنه لم يقل هل أنت ساكت؟ قال ( أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) فسأل الله أن يُباعد بينه وبين خطاياه كما يُباعد بين المشرق والمغرب وهذا أعني المباعدة بين المشرق والمغرب هو غاية ما يُبالغ فيه الناس فالناس يُبالغون في الشيئين المتباعدين إما بما بين السماء والأرض وإما بما بين المشرق والمغرب ومعنى باعد بيني وبينها هل المراد باعد بيني وبين فعلها بحيث لا أفعلها أو باعد بيني وبين عقوبتها؟ نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نشوف اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وهذه الجملة تدل على أن المراد بذلك الخطايا التى وقعت منه لأنه قال نقّني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس أي كما يغسل الثوب الأبيض إذا أصابه الدنس فيرجع أبيض وإنما ذكر الأبيض لأن الأبيض هو أشد ما يُؤثر فيه الوسخ بخلاف الأسود ولهذا أنتم في أيام الشتاء إذا لبستم الثياب السود تبقى عندكم عليكم شهرا، نعم، أو أكثر لكن الأبيض لا يبقى أسبوعا إلا وقد تدنّس فلهذا قال كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس وهذا ظاهر أنه في الذنوب التى فعلها يُنقى منها، وبعد التنقية قال اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد.
إذًا فالذي يظهر أن الجملة الأولى في المباعدة أن لا أفعل الذنوب أن لا أفعل الخطايا ثم إن فعلتها فنقني منها ثم أزل أثارها أيضا بزيادة التطهير بالماء والثلج والبرد، ظاهر؟ طيب.
هنا قال بالماء والثلج والبرد، الماء لا شك أنه مطهر لكن الثلج والبرد ما مناسبته هنا مع أن المعروف أن الماء الساخن أبلغ في التنظيف؟ قال أهل العلم لأن الذنوب ءاثارها العذاب بالنار والنار حارة والحرارة يُناسبها بالتنقية منها الشيء البارد فالماء فيه التنظيف والثلج والبرد فيه التبريد فلهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين ما فيه التنظيف وما فيه التبريد وهذا لا شك أنه وجه حسن، طيب، هذا هو معنى حديث أبي هريرة رضي الله عنه وبقي أن يُقال هل النبي صلى الله عليه وسلم يُخطئ أم ماذا؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغسلني من خطاياي ) ( من خطاياي ) فأضاف الخطايا إلى نفسه وقال ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجِلّه علانيته وسره وأوله وأخره ) وقال الله تعالى (( فاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) وقال الله تعالى (( ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر )) ولكن الشأن كل الشأن هل هذه الذنوب تبقى؟ الجواب لا، فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الإقرار على الذنب، معصوم من ذلك بخلاف غيره، بخلاف غيره فإنه يذنب وقد يُقَرّ على ذلك ويستمر في معصيته وقد لا يُغفر له، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مغفور له، مغفور له الذنب ولا يُقرّ عليه، عليه الصلاة والسلام بل لا بد أن يُنبّه عليه مهما كان الأمر (( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفورا رحيم )) هذا هو فصل الخطاب في هذه المسألة التى تنازع الناس فيها.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبّر في الصلاة سكت هنيهة ومن حِرْص أبي هريرة رضي الله عنه على العلم بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له حين قال له يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال ( لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا غيرك لما أرى من حرصك على العلم ) ثم قال ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ) المهم إنه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير والقراءة ومعلوم أن الصلاة ذِكر، كلها ذكر تشتمل على ما من شيء منها إلا وفيه ذكر قولي وفعلي، وما من أمر مشروع فيها من الأفعال إلا وله ذكر، كل الأفعال التى فيها مشروعة لها ذكر، طيب.
علِم أنه لا بد أن يقول شيئا فقال أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول، وكلمة ما تقول يدُل على أنه كان يعتقد أنه يقول شيئا لأنه لم يقل هل أنت ساكت؟ قال ( أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) فسأل الله أن يُباعد بينه وبين خطاياه كما يُباعد بين المشرق والمغرب وهذا أعني المباعدة بين المشرق والمغرب هو غاية ما يُبالغ فيه الناس فالناس يُبالغون في الشيئين المتباعدين إما بما بين السماء والأرض وإما بما بين المشرق والمغرب ومعنى باعد بيني وبينها هل المراد باعد بيني وبين فعلها بحيث لا أفعلها أو باعد بيني وبين عقوبتها؟ نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نشوف اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وهذه الجملة تدل على أن المراد بذلك الخطايا التى وقعت منه لأنه قال نقّني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس أي كما يغسل الثوب الأبيض إذا أصابه الدنس فيرجع أبيض وإنما ذكر الأبيض لأن الأبيض هو أشد ما يُؤثر فيه الوسخ بخلاف الأسود ولهذا أنتم في أيام الشتاء إذا لبستم الثياب السود تبقى عندكم عليكم شهرا، نعم، أو أكثر لكن الأبيض لا يبقى أسبوعا إلا وقد تدنّس فلهذا قال كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس وهذا ظاهر أنه في الذنوب التى فعلها يُنقى منها، وبعد التنقية قال اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد.
إذًا فالذي يظهر أن الجملة الأولى في المباعدة أن لا أفعل الذنوب أن لا أفعل الخطايا ثم إن فعلتها فنقني منها ثم أزل أثارها أيضا بزيادة التطهير بالماء والثلج والبرد، ظاهر؟ طيب.
هنا قال بالماء والثلج والبرد، الماء لا شك أنه مطهر لكن الثلج والبرد ما مناسبته هنا مع أن المعروف أن الماء الساخن أبلغ في التنظيف؟ قال أهل العلم لأن الذنوب ءاثارها العذاب بالنار والنار حارة والحرارة يُناسبها بالتنقية منها الشيء البارد فالماء فيه التنظيف والثلج والبرد فيه التبريد فلهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين ما فيه التنظيف وما فيه التبريد وهذا لا شك أنه وجه حسن، طيب، هذا هو معنى حديث أبي هريرة رضي الله عنه وبقي أن يُقال هل النبي صلى الله عليه وسلم يُخطئ أم ماذا؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغسلني من خطاياي ) ( من خطاياي ) فأضاف الخطايا إلى نفسه وقال ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجِلّه علانيته وسره وأوله وأخره ) وقال الله تعالى (( فاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) وقال الله تعالى (( ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر )) ولكن الشأن كل الشأن هل هذه الذنوب تبقى؟ الجواب لا، فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الإقرار على الذنب، معصوم من ذلك بخلاف غيره، بخلاف غيره فإنه يذنب وقد يُقَرّ على ذلك ويستمر في معصيته وقد لا يُغفر له، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مغفور له، مغفور له الذنب ولا يُقرّ عليه، عليه الصلاة والسلام بل لا بد أن يُنبّه عليه مهما كان الأمر (( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفورا رحيم )) هذا هو فصل الخطاب في هذه المسألة التى تنازع الناس فيها.