تتمة شرح قول المصنف " ... أو ترك منها تشديدة أو حرفا أو ترتيبا لزم غير مأموم إعادتها...". حفظ
الشيخ : ترك منها حرفا وهذا يقع كثيرا من الذين يُدغمون يقرؤها بسرعة ويُدغم فيترك، يُسقط حرفا فيقول مثلا غير مغضوب عليهم غير مغضوب عليهم، يُسقط "أل" فلا تصح، كذلك يقول "أو ترتيبا" وهذا ينبغي أن يُضمّ للأمور الأربعة إذا أخلّ بترتيبها فقال الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين الرحمان الرحيم فإنها لا تصح، لماذا؟ لأنه أخلّ بالترتيب وترتيب الأيات توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وليس اجتهاديا ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ضعوا هذه الأية في مكان كذا من سورة كذا فهو توقيفي ولو لم يكن بالنسبة للفاتحة إلا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم إياها على هذا الترتيب الذي أجمع عليه المسلمون فإذا أخلّ بترتيبها فقدّم بعض الأيات أو بعض الكلمات على بعض فإنها لا تصح، إذًا ممكن نقول الأيات، إيش بعد؟ الكلمات، الحروف، الحركات، الترتيب، خمسة، الموالات، هذه خارجة عن القراءة الظاهرة يقول " لزِم غير مأموم إعادتها " غيرَ بالنصب على أنها مفعول مقدّم للزِم وإعادة فاعل مؤخّر يعني لزِمت إعادتها على غير المأموم، لماذا؟ لأن قراءة الفاتحة في حق المأموم على ما ذهب إليه المؤلف ليست بواجبة فلو تركها المأموم عمدا، لو ترك الفاتحة عمدا لم يلزمه إعادتها، لماذا؟ لأن القراءة ليست ركنا ولا واجبا في حقه ولكن مع ذلك يحرم عليه أن يُنكّس الأيات أو أن يُنكّس الكلمات، إنما من حيث وجوب إعادة الفاتحة لا، لا يجب على المأموم على ما ذهب إليه المؤلف وقوله " لزِم غير مأموم إعادتها " ظاهر كلامه أنه يعيدها من أولها فلو أسقط "أل" من قوله (( غير المغضوب عليهم )) فظاهر كلامه أنه يلزمه إعادة الفاتحة كلها وليس هذا بوجيه وقد لا يكون هذا مراده بل يلزمه إعادة ما أخلّ به وما بعده لأن ما قبله وقع صحيحا والمدة ليست طويلة حتى نقول إنه لو أعاد من حيث أخلّ لزِم طول الفصل بين الجزء الصحيح الأول والجزء الصحيح الثاني لأن قل كل الفاتحة لا تستوعب زمنا طويلا وعلى هذا فإذا أخلّ بشيء من أخرها فإنه لا يلزمه إلا، هاه؟ إلا إعادة ما أخلّ به وما بعده، طيب، إعادة ما أخلّ به واضح لكن ما بعده؟ مراعاة للترتيب، طيب، فإن كانت في أول الأية مثل (( الحمد لله رب العالمين )) هاه؟ يلزمه من الأول لأن كلما حصل بعد هذا لا بد فيه من الترتيب، نعم، " لزِم غير مأموم إعادتها " ثم قال المؤلف، طيب، بقي علينا كيف يقرأ هذه السورة؟ نقول يقرؤها معربة مرتبة متوالية وينبغي أن يفصل بين أياتها، يقف عند كل أية فيقف سبع مرات (( الحمد لله رب العالمين )) فيقف (( الرحمن الرحيم )) فيقف (( مالك يوم الدين )) يقف (( إياك نعبد وإياك نستعين )) يقف (( اهدنا الصراط المستقيم )) يقف (( صراط الذين أنعمت عليهم )) يقف (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) يقف لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف عند كل أية وإن لم يقف فلا حرج لأن وقوفه عند كل أية على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب لأنه من فِعْل النبي صلى الله عليه وسلم دون أمره وما فعله النبي عليه الصلاة والسلام من دون أمر مما يتعبّد به فهو للإستحباب كما مرّ علينا في أصول الفقه أن الفعل المجرّد يُفيد الإستحباب ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علّم المسيء في صلاته بل لما قال، لما أمره أن يقرأ ما تيسر من القرأن لم يقل ورتل أو قف عند كل أية.
طيب، فإن قال قائل ذكرتم أنه إذا أبدل حرفا بحرف فإنها لا تصح فما تقولون فيمن أبدل الضاد في قول (( ولا الضالين )) بالظاء، قلنا في ذلك وجهان للفقهاء، لفقهاء الحنابلة وجه لا تصح لأنه أبدل حرفا بحرف والثاني والوجه الثاني تصح وهو المشهور من المذهب وعلّلوا ذلك بتقارب المخرجين وبصعوبة التفريق بينهما وهذا الوجه هو الصحيح وعلى هذا فمن قال غير المغضوب عليهم ولا الظالين فصلاته صحيحة ولا يكاد أحد من العامّة يُفرّق بين الضاد وبين الظاء، أي نعم، ومنها أيضا يقول المؤلف.