تتمة شرح قول المصنف "... وتسبيحتا الركوع والسجود...". حفظ
الشيخ : قال المؤلّف رحمه الله تعالى " وتسبيحتا الركوع والسجود " وهذا مثنى تسبيحتا مثنى معطوف على ما سبق وهو مرفوع بالألف وألف المثنى إذا تلاها همزة الوصل حذفت نطقا لا كتابة، طيب قال الركوع والسجود ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين المؤلف رحمه الله هاتين التسبيحتين لكنه بيّنها فيما سبق حيث ذكر أنه يقول في الركوع والسجود سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى إذن فقول المصلي في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى واجب والدليل على هذا أنه لما نزل قول الله تعالى (( فسبح باسم ربك العظيم )) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوها في ركوعكم ) وهذا بيان من النبي صلى الله عليه وسلم لموضع هذا الذكر أو هذا التسبيح ومن المعلوم أن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن يجب علينا أن نرجع إليه لأن أعلم الخلق بكلام الله رسول الله ولهذا كان تفسير القرآن بالسنة هو المرتبة الثانية فالقرآن يا عبد الرحمن يفسّر أولا بالقرآن مثل (( القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث )) ويفسر بعد ذلك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تبين مثل هذه الآية (( فسبح باسم ربك العظيم )) قال ( اجعلوها في الركوع ) وهذا بيان لموضع هذا التسبيح وقد يبين النبي صلى الله عليه وسلم المعنى مثل قوله تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) الحسنى هي الجنّة والزيادة هي النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى هكذا فسّره النبي صلى الله عليه وسلم وأما تسبيحة السجود فهي أيضا مفسرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم حين نزل قوله تعالى (( سبح اسم ربك الأعلى )) .