تتمة شرح قول المصنف"... وما عدا الشرائط والأركان والواجبات المذكورة سنة...". حفظ
الشيخ : إن قال قائل أيهما أفضل الواجب أو السّنة ؟ قلنا الأفضل الواجب بدليل السمع والعقل الدليل السمعي على أن الواجب أفضل من السّنّة قوله سبحانه تعالى في الحديث القدسي ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) وهذا صريح ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) أما الدليل العقلي فإن إيجاب الله له على العباد يدل على تأكّده وأنه لا يستقيم الدين إلا به وعدم إلزام الله العباد بالسنة يدل على أنها ليست كتأّكد الواجب وما كان أوكد ففعله أحب إلى الله لا شكّ لولا شدة محبة الله له ما ألزم الله به العباد ومن العجب أن الشيطان يخفف على الإنسان أن يتصدّق بالعشرة من ماله ويثقل عليه أن يؤدّي درهما واحدا زكاة عن ماله، تجد الناس في باب الزكاة أشحّة بخلاء يلتمسون الرّخص لعلهم يجدون عالما يقول ليس عليكم زكاة في هذا لكن في باب الصدقة ما يهمه أن يتصدّق بأكثر من الزكاة يأتي لشخص يقول له جزاك الله خيرا أفتنا ما تقول في الدَّين إذا كان على معسر هل فيه الزكاة ؟ قال نعم فيه الزكاة لأنه ملكه تملك أن تسقطه وتملك أن تطالب به ولو مت لورث عنك فهو مالك فعليك الزكاة في الدين ولو كان على شخص معسر، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد، طيب أنا أطلب من فقير خمسين ألف ريال، خمسين ألف ريال كم فيها ؟
الحضور : ... .
الشيخ : خمسين ألف ريال؟ ألف ومائتين وخمسين، طيب فيها ربع العشر كم عشر خمسين جزاكم الله خير ؟
الحضور : ... .
الشيخ : خمسة آلاف، كم ربعها ؟
الحضور : ... .
الشيخ : ربع الخمسة ألف ومائتين وخمسين، ... على دين عند معسر عندي في هذه الفتوى نظر يقول وهو عامي اذهب إلى عالم آخر ذهب إلى عالم آخر قال ما تقول في دين على معسر هل فيه زكاة ؟ قال لا، الدين الذي على معسر كالمعدوم لأنك لا يمكنك أن تطالب به ولا أن تطلب الشخص (( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) قال هذا القول هو الراجح !!
الحضور : يضحكون .
الشيخ : ليش ؟ لأنه وافق الهوى، فأقول إن الناس الآن في باب الزكاة تجد الواحد منهم يلتمس الرخص من أقوال العلم لكن في باب الصدقة يسهل عليه حتى في الصلاة الآن، في صلاة الفريضة يأتي الشيطان يلعب على الإنسان في الوساوس ويفتح عليه كل باب فإذا جاءت النافلة خشع خشوعا عجيبا وهذا من الشيطان لأن إذا كنت تعطي النافلة شيئا فأعط الفريضة أضعاف الأشياء لأنها أحب إلى الله وهي رأس مالك في الحقيقة طيب المؤلف يقول " وما عدا ذلك فهو سنّة " سنن أي نعم وما عدا ذلك من الشرائط والأركان والواجبات المذكورة سنّة ثم بين المؤلف رحمه الله الأحكام لكل واحد من الأشياء الأربعة .