شرح قول المصنف"...باب سجود السهو...". حفظ
الشيخ : وبمناسبة هذا نقول باب سجود السهو، سجود السهو من باب إضافة الشيء إلى سببه والإضافات كما تعلمون كثيرة الأنواع فقد يضاف إلى زمانه وقد يضاف إلى مكانه وقد يضاف إلى سببه وقد يضاف إلى نوعه المهم أن الإضافات كثيرة ولهذا يقدّرون الإضافة أحيانا باللام وأحيانا بمن وأحيانا بفي وأكثرها تقديرا ما يقدر باللام، يقدر بفي إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف وبمن إذا كان جنسا له، أو نوعا وباللام فيما عدا ذلك فقوله تعالى (( بل مكر الليل والنهار إذا تأمروننا أن نكفر بالله )) هذا على تقدير في لأن الليل ضرف للمكر وقولك خاتم حديد على تقدير من ، وقولك كتاب زيد على تقدير اللام، طيب سجود السهو هل هو على تقدير من أو اللام أو في ؟
الحضور : اللام .
الشيخ : سجود السّهو، السجود للسهو يعني الذي سببه السهو والسهو تارة يتعدى بعن وتارة يتعدى بفي فإن عدي بعن صار مذموما وإن عدّي بفي صار معفوا عنه فإذا قلت سها فلان في صلاته فهذا من باب المعفو عنه فإن قلت سها فلان عن صلاته صار من باب المذموم ولهذا قال الله تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) أي غافلون لا يهتمون بها ولا يقيمونها فهم على ذكر من فعلهم بخلاف الساهي عن صلاته فليس على ذكر من فعله وبذلك يقال سهى في صلاته، طيب المراد هنا السهو في الصلاة والسهو في الصلاة واقع من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مقتضى الطبيعة البشرية ولهذا لما سها في صلاته قال ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فهو من طبيعة البشر ولا يعني ذلك أو لا يقتضي ذلك أن الإنسان معرض في الصلاة لأننا نجزم أعظم الناس إقامة للصلاة الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك وقع منه السّهو لكن هو من طبيعة البشر .