تتمة شرح قول المصنف "... وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار وأفضلها ثلث الليل بعد نصفه...". حفظ
الشيخ : تعليل أخر أنه إذا نام سدس الليل نقضت هذه النوْمة سهره وأصبح أمام الناس وكأنه لم يقم الليل فيكون في هذا إبعاد له عن الرياء بخلاف ما لو قام إلى الفجر فإنه تجِده في أول النهار ينعس فيقول الناس هذا الرجل لم يبِت الليل إلا قائما، إذًا الأفضل ثلث الليل بعد النصف لينام في أخر الليل، فإن قال قائل لماذا لا تجعلون الأفضل ثلث الليل الأخر لأن ذلك وقت النزول الإلهي فنقول جوابا عليه إن الذي يقوم ثلث الليل بعد نصفه سوف يُدرك النزول الإلهي، يُدرك نصف النزول الإلهي لأنه سيأخذ السدس الأول من السدس الأخير فيحصُل المقصود والنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي قال ( أفضل الصلاة صلاة داود ) وفصّلها صلى الله عليه وسلم، فهذا الرجل الذي يقول الثلث بعد النصف لا يفوته النزول الإلهي.
طيب ولهذا قال " أفضلها ثلث الليل بعد نصفه " يبقى النظر من أين يتقيّد النصف؟ أو من أين يبتدأ وإلى أين ينتهي؟ فالظاهر أنه من غروب الشمس إلى طلوع الفجر فيكون في الشتاء بعد مُضِيّ ست ساعات من الغروب لأن الشتاء ليلُه اثنتا عشرة ساعة ويكون في مثل هذا الوقت بعد خمس ساعات من الغروب لأن هذه الأيام الليل حوالي عشر ساعات، المهم أنه يختلف فقِس من غروب الشمس إلى طلوع الفجر والنصف ما بينهما هذا هو نصف الليل.
قال " وثلث الليل بعد نصفه " .