شرح قول المصنف " ... ومعه أهل الدين والصلاح والشيوخ والصبيان المميزون... ". حفظ
الشيخ : قال " ومعه أهل الدين والصلاح والشيوخ والصبيان المميزون " معه أهل الدين والصلاح لأن هؤلاء أقرب إلى إجابة الدعوة وقوله أهل الدين والصلاح من باب عطف المترادفين لأن كل صاحب دين فهو صاحب صلاح وقوله الشيوخ الكبار الذين أمضوا أعمارهم في الدين والصلاح لأنهم أقرب إلى الإجابة ومعهم الصبيان المميزون الذين لم يبلغوا لأنه لا ذنوب لهم فيكونون أقرب إلى الإجابة من من ملأت الذنوب صحائفه وقوله مميزون خرج به الصغار الذين لم يميزوا فإنهم لا يخرجون لأنه ربما يحصل منهم من الأذية والصياح والبكاء أكثر مما يحصل من المنفعة وقول المؤلف معه ظاهر كلامه أنهم يصحبونه في الممشى لأنه قال " يخرج ومعه " ويحتمل أنه أراد المعية في الصلاة لا في كونهم يخرجون مصاحبين له في سيره إلى المسجد وهذا هو الأقرب أن المراد بالمعية هنا المعية في الصلاة لأنها هي المقصودة عندي يقول ويباح التوسل بالصالحين وهذه عبارة على إطلاقها فيها نظر ولكنهم يريدون بذلك رحمهم الله التوسل بدعائهم بدعاء الصالحين لأن دعاء الصالحين أقرب إلى الإجابة من دعاء غير الصالحين ودليل هذه المسألة أعني التوسل بدعاء الصالحين ما حصل من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين خرج يستسقي ذات يوم فقال " اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " ثم قال " قم يا عباس فادع الله " فقام فدعا فسقاهم الله وأما التوسل بالصالحين بذواتهم فهذا لا يصح وذلك لأن التوسل فعل ما يكون وسيلة للشيء وذات الصالح ليست وسيلة للشيء ما هي العلاقة بين دعاءه وذات الرجل الصالح وأقبح من ذلك أن يتوسل بالقبور فإن هذا قد يؤدي إلى الشرك الأكبر ودعاء أهل القبور .