شرح قول المصنف " ... وإن خرج أهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوم لم يمنعوا ..." حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف " وإن خرج أهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوم لم يمنعوا " أهل الذمة هم الذين بقوا في بلادنا وأعطيناهم العهد والميثاق على حمايتهم ونصرتهم بشرط أن يبذلوا الجزية وقد كان هذا موجودا حين كان الإسلام عزيزا أما اليوم فإنه متعذر إلا أن يشاء الله في المستقبل لكن على كل حال إذا طلب أهل الذمة أن يستسقوا بأنفسهم منفردين عن المسلمين بالمكان لا باليوم فإنه لا بأس به مثل أن يقولوا نحن نخرج للشمال شمال البلد وأنتم في جنوب البلد فإننا نمنحهم ذلك وإن كان صلاتهم باطلة ودعاءهم باطلا ولكن إذا دعا المضطر ربه عز وجل فإنه يجيب دعاءه ولو كان مشركا ولو علم الله أنه سيشرك بعد النجاة كما قال الله تعالى (( فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ )) فينجيهم الله عز وجل لأنه يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا فنحن لا نمنعهم أن ينفردوا عنا بمكان لا أن ينفردوا بيوم لو قالوا نحن نريد أن ننفرد بيوم أنتم يوم الأحد نحن يوم الاثنين أو بالعكس فإننا لا نوافقهم لماذا ؟ لأنه ربما ينزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه فيكون في ذلك فتنة ويقال هم الذين على حق ومثل ذلك أهل البدع لو أن أهل البدع طلبوا منا أن ينفردوا بمكان أذنا لهم فإن طلبوا أن ينفردوا بزمان منعناهم لأننا إذا منعنا أهل الذمة مع ظهور كفرهم فمنعنا لأهل البدع من باب أولى لو جاءنا قوم من الصوفية نحن نريد أن نستسقي في يوم الاثنين وأنتم يوم الأحد قلنا لا أو من الرافضة قالوا نحن نريد أن نستسقي في يوم الاثنين وأنتم يوم الأحد قلنا لا لأنه لو صادف أن ينزل المطر فيه يوم استسقائهم حصل بذلك مفسدة كبيرة فإن قال قائل هل هذا أمر ممكن أو أمر فرضي أي أن ينزل المطر في يوم يستسقي فيه أهل الذمة أو أهل البدع هل هو أمر فرضي أو أمر قد يقع فالجواب أنه أمر قد يقع فإن قال قائل كيف يقع وفيه فتنة وإغراء بهذا المذهب الباطل أو هذا الدين الباطل فالجواب أن ذلك من الفتن التي يفتن الله بها عباده نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن قد يفتن الله العباد بشيء يكون سببا في ضلالهم من حيث لا يشعرون طيب فإن طلب أهل الذمة أن يخرجوا معنا قالوا نحن لا نريد الانفراد لا بالمكان ولا بالزمان فإننا لا نمكنهم لقول الله تعالى (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )) طيب أهل الذمة هل كل كافر عقدنا معه الذمة أو يختص بجنس معين من الكفار ؟ المذهب يختص بجنس معين من الكفار وهم ثلاثة اليهود والنصارى والمجوس والصحيح أنه عام لكل كافر كل كافر أبى الإسلام ورضخ للجزية فإننا نعقد معه الذمة لأن حديث بريدة بن الحصيب الذي ثبت في صحيح مسلم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام من جملة ما ذكر ( أنه إذا نزل على أهل حصن وأبوا الإسلام يطلبوا منهم الجزية ) .