العقيدة الطحاوية-37
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الطحاوية
الحجم ( 3.71 ميغابايت )
التنزيل ( 1348 )
الإستماع ( 443 )


1 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح " ... (( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) ، (( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )). ونظائر هذا المعنى في القرآن كثيرة. ولا بد لكل عبد أن يتقي أشياء، فإنه لا يعيش وحده، ولو كان ملكا مطاعا فلا بد أن يتقي أشياء يراعي بها رعيته. فحينئذ فلا بد لكل إنسان أن يتقي، فإن لم يتق الله اتقى المخلوق، والخلق لا يتفق حبهم كلهم وبغضهم، بل الذي يريده هذا يبغضه هذا، فلا يمكن إرضاؤهم كلهم، كما قال الشافعي رضي الله عنه: رضا الناس غاية لا تدرك، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه فلا تعانه. فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور، وإرضاء الخالق مقدور ومأمور. وأيضا فالمخلوق لا يغني عنه من الله شيئا، فإذا اتقى العبد ربه، كفاه مؤنة الناس. كما كتبت عائشة إلى معاوية، روي مرفوعا، وروي موقوفا عليها: ( من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله، عاد حامده من الناس له ذاما ) . فمن أرضى الله كفاه مؤنة الناس ورضي عنه، ثم فيما بعد يرضون، إذ العاقبة للتقوى، ويحبه الله فيحبه الناس، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أحب الله العبد نادى: يا جبرائيل، إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبرائيل، ثم ينادي جبرائيل في السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ) ، وقال في البغض مثل ذلك... " . أستمع حفظ

2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... فقد بين أنه لا بد لكل مخلوق من أن يتقي: إما المخلوق، وإما الخالق. وتقوى المخلوق ضررها راجح على نفعها من وجوه كثيرة، وتقوى الله هي التي يحصل بها سعادة الدنيا والآخرة، فهو سبحانه أهل للتقوى، وهو أيضا أهل المغفرة، فإنه هو الذي يغفر الذنوب، لا يقدر مخلوق على أن يغفر الذنوب ويجير من عذابها غيره، وهو الذي يجير ولا يجار عليه. قال بعض السلف: ما احتاج تقي قط، لقوله تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر الله وليتب إليه، ثم قال تعالى: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))، أي فهو كافيه، لا محوجه إلى غيره... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ

3 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح .: " ... وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب، وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب! وهذا فاسد، فإن الاكتساب: منه فرض، ومنه مستحب، ومنه مباح، ومنه مكروه، ومنه حرام، كما قد عرف في موضعه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين، يلبس لامة الحرب، ويمشي في الأسواق للاكتساب، حتى قال الكافرون: (( مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق )). ولهذا تجد كثيرا ممن يرى الاكتساب ينافي التوكل يرزقون على يد من يعطيهم، إما صدقة، وإما هدية، وقد يكون ذلك من مكاس، أو والي شرطة، أو نحو ذلك، وهذا مبسوط في موضعه، لا يسعه هذا المختصر. ... " . أستمع حفظ

4 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الأقوال التي في تفسير قوله تعالى: (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) . وأما قوله تعالى: (( كل يوم هو في شأن )) فقال البغوي. قال مقاتل: نزلت في اليهود حين قالوا: إن الله لا يعطي يوم السبت ! قال المفسرون: من شأنه أنه يحيي ويميت، ويرزق، ويعز قوما ويذل آخرين، ويشفي مريضا، ويفك عانيا، ويفرج مكروبا، ويجيب داعيا، ويعطي سائلا، ويغفر ذنبا، إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء ..". أستمع حفظ

6 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض، ولا معقب ولا مزيل ولا مغير، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه ". هذا بناء على ما تقدم من أن الله تعالى قد سبق علمه بالكائنات، وأنه قدر مقاديرها قبل خلقها، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء |)..."مع تعليق الشيخ " . أستمع حفظ