1 - تتمة قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... أهل بيته صلى الله عليه وسلم هم من تحرم عليهم الصدقة ، وهم : آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل العباس ، وكلهم من بني هاشم ، ويلحق بهم بنو المطلب ؛ لقوله عليه السلام : ( إنهم لم يفارقونا جاهلية ولا إسلاما ) فأهل السنة والجماعة يرعون لهم حرمتهم وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كما يحبونهم لإسلامهم ، وسبقهم ، وحسن بلائهم في نصرة دين الله عز وجل . و ( غدير خم ) بضم الخاء قيل : اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة . وقيل : خم اسم غيضة هناك نسب إليها الغدير ، والغيضة : الشجر الملتف وأما قوله عليه السلام لعمه : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ؛ فمعناه : لا يتم إيمان أحد حتى يحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أولا : لأنهم من أوليائه وأهل طاعته الذين تجب محبتهم وموالاتهم فيه ، وثانيا : لمكانهم من رسول الله ، واتصال نسبهم به . ... " . أستمع حفظ
3 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة : خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده ، وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ... " . أستمع حفظ
4 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... أزواجه صلى الله عليه وسلم هن من تزوجهن بنكاح ، فأولهن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، تزوجها بمكة قبل البعثة ، وكانت سنه خمسا وعشرين ، وكانت هي تكبره بخمسة عشر عاما ، ولم يتزوج عليها حتى توفيت ، وقد رزق منها بكل أولاده إلا إبراهيم ، وكانت أول من آمن به ، وقواه على احتمال أعباء الرسالة ، وقد ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين عن خمس وستين سنة ، فتزوج بعدها سودة بنت زمعة ( رضي الله عنها ) . وعقد على عائشة رضي الله عنها ، وكانت بنت ست سنين ، حتى إذا هاجر إلى المدينة بنى بها وهي بنت تسع . ومن زوجاته أيضا أم سلمة رضي الله عنها ، تزوجها بعد زوجها أبي سلمة . وزينب بنت جحش تزوجها بعد تطليق زيد بن حارثة لها ، أو على الأصح زوجه الله إياها . وجويرية بنت الحارث ، وصفية بنت حيي ، وحفصة بنت عمر ، وزينب بنت خزيمة ، وكلهن أمهات المؤمنين ، وهن أزواجه صلى الله عليه وسلم في الآخرة ، وأفضلهن على الإطلاق خديجة وعائشة رضي الله عنهما ... " . أستمع حفظ
6 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : "... والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ... " . أستمع حفظ
8 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون : إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم ... " . أستمع حفظ
10 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون ، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بفضل سابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين : إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا ؛ فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور ... " . أستمع حفظ
11 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... يريد أن أهل السنة والجماعة يتبرءون من طريقة الروافض التي هي الغلو في علي وأهل بيته ، وبغض من عداه من كبار الصحابة ، وسبهم ، وتكفيرهم . وأول من سماهم بذلك زيد بن علي رحمه الله لأنهم لما طلبوا منه أن يتبرأ من إمامة الشيخين أبي بكر وعمر ليبايعوه أبى ذلك ، فتفرقوا عنه ، فقال : " رفضتموني " ، فمن يومئذ قيل لهم : رافضة . وهم فرق كثيرة : منهم الغالية ، ومنهم دون ذلك . ويتبرءون كذلك من طريقة النواصب الذين ناصبوا أهل بيت النبوة العداء لأسباب وأمور سياسية معروفة ، ولم يعد لهؤلاء وجود الآن . ويمسك أهل السنة والجماعة عن الخوض فيما وقع من نزاع بين الصحابة رضي الله عنهم ؛ لا سيما ما وقع بين علي وطلحة والزبير بعد مقتل عثمان ، وما وقع بعد ذلك بين علي ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم ، ويرون أن الآثار المروية في مساوئهم أكثرها كذب أو محرف عن وجهه ، وأما الصحيح منها ؛ فيعذرونهم فيه ، ويقولون : إنهم متأولون مجتهدون وهم مع ذلك لا يدعون لهم العصمة من كبار الذنوب وصغارها ، ولكن ما لهم من السوابق والفضائل وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه قد يوجب مغفرة ما يصدر منهم من زلات ؛ فهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون ، وأفضلها ، ومد أحدهم أو نصيفه أفضل من جبل أحد ذهبا يتصدق به من بعدهم ، فسيئاتهم مغفورة إلى جانب حسناتهم الكثيرة . ... " . أستمع حفظ
14 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... يريد المؤلف رحمه الله أن ينفي عن الصحابة رضي الله عنهم أن يكون أحدهم قد مات مصرا على ما يوجب سخط الله عليه من الذنوب ، بل إذا كان قد صدر الذنب من أحدهم فعلا ؛ فلا يخلو عن أحد هذه الأمور التي ذكرها ؛ فإما أن يكون قد تاب منه قبل الموت ، أو أتى بحسنات تذهبه وتمحوه ، أو غفر له بفضل سالفته في الإسلام ؛ كما غفر لأهل بدر وأصحاب الشجرة ، أو بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أسعد الناس بشفاعته ، وأحقهم بها ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا في نفسه أو ماله أو ولده فكفر عنه به . فإذا كان هذا هو ما يجب اعتقاده فيهم بالنسبة إلى ما ارتكبوه من الذنوب المحققة ؛ فكيف في الأمور التي هي موضع اجتهاد والخطأ فيها مغفور . ثم إذا قيس هذا الذي أخطئوا فيه إلى جانب ما لهم من محاسن وفضائل ؛ لم يعد أن يكون قطرة في بحر . فالله الذي اختار نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي اختار له هؤلاء الأصحاب ، فهم خير الخلق بعد الأنبياء ، والصفوة المختارة من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم . ومن تأمل كلام المؤلف رحمه الله في شأن الصحابة عجب أشد العجب مما يرميه به الجهلة المتعصبون ، وادعائهم عليه أنه يتهجم على أقدارهم ، ويغض من شأنهم ، ويخرق إجماعهم . . إلى آخر ما قالوه من مزاعم ومفتريات ... " . أستمع حفظ
16 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح . ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله . ومن أصول أهل السنة : التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ، والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها ، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة ، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة ... " . أستمع حفظ
18 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... ومن أصول أهل السنة : التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ، والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها ، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة ، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة ... " . أستمع حفظ
19 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة ، ودلت الوقائع قديما وحديثا على وقوع كرامات الله لأوليائه المتبعين لهدي أنبيائهم . والكرامة أمر خارق للعادة ، يجريه الله على يد ولي من أوليائه ؛ معونة له على أمر ديني أو دنيوي . ويفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تكون مقرونة بدعوى الرسالة ، بخلاف الكرامة ... " . أستمع حفظ
21 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ويتضمن وقوع هذه الكرامات حكما ومصالح كثيرة ؛ أهمها : أولا : أنها كالمعجزة ، تدل أعظم دلالة على كمال قدرة الله ، ونفوذ مشيئته ، وأنه فعال لما يريد ، وأن له فوق هذه السنن والأسباب المعتادة سننا أخرى لا يقع عليها علم البشر ، ولا تدركها أعمالهم . فمن ذلك قصة أصحاب الكهف ، والنوم الذي أوقعه الله بهم في تلك المدة الطويلة ، مع حفظه تعالى لأبدانهم من التحلل والفناء . ومنها ما أكرم الله به مريم بنت عمران من إيصال الرزق إليها وهي في المحراب ؛ حتى عجب من ذلك زكريا عليه السلام ، وسألها : أنى لك هذا . وكذلك حملها بعيسى بلا أب ، وولادتها إياه ، وكلامه في المهد ، وغير ذلك ثانيا : أن وقوع كرامات الأولياء هو في الحقيقة معجزة للأنبياء ؛ لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعتهم لأنبيائهم ، وسيرهم على هديهم . ثالثا : أن كرامات الأولياء هي البشرى التي عجلها الله لهم في الدنيا ؛ فإن المراد بالبشرى كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم ، ومن جملة ذلك الكرامات . هذا ؛ ولم تزل الكرامات موجودة لم تنقطع في هذه الأمة إلى يوم القيامة ، والمشاهدة أكبر دليلا . وأنكرت الفلاسفة كرامات الأولياء كما أنكروا معجزات الأنبياء ، وأنكرت الكرامات أيضا المعتزلة ، وبعض الأشاعرة ؛ بدعوى التباسها بالمعجزة ، وهي دعوى باطلة ؛ لأن الكرامة كما قلنا لا تقترن بدعوى الرسالة .... " . أستمع حفظ
23 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... لكن يجب التنبه إلى أن ما يقوم به الدجاجلة والمشعوذون من أصحاب الطرق المبتدعة الذين يسمون أنفسهم بالمتصوفة من أعمال ومخاريق شيطانية ؛ كدخول النار ، وضرب أنفسهم بالسلاح ، والإمساك بالثعابين ، والإخبار بالغيب ... إلى غير ذلك ؛ ليس من الكرامات في شيء ؛ فإن الكرامة إنما تكون لأولياء الله بحق ، وهؤلاء أولياء الشيطان ... " . أستمع حفظ
25 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً ، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس ، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة ، وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف ، وانتشر في الأمة ... " . أستمع حفظ