الفتوى الحموية الكبرى-02
الشيخ محمد أمان الجامي
الفتوى الحموية الكبرى
الحجم ( 7.29 ميغابايت )
التنزيل ( 2474 )
الإستماع ( 807 )


1 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وإنما قدمت " هذه المقدمة " لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم وإعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك وبدلالات كثيرة ؛ وليس غرضي واحدا معينا وإنما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء ... " . أستمع حفظ

3 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وإذا كان كذلك : فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة : مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى وهو فوق كل شيء وهو على كل شيء وأنه فوق العرش وأنه فوق السماء : مثل قوله تعالى (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) (( إني متوفيك ورافعك إلي )) (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) (( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )) (( بل رفعه الله إليه )) (( تعرج الملائكة والروح إليه )) (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) (( يخافون ربهم من فوقهم )) (( ثم استوى على العرش )) في ستة مواضع (( الرحمن على العرش استوى )) (( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )) (( تنزيل من حكيم حميد )) (( منزل من ربك )) إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة ..." . أستمع حفظ

6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه ؛ وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار :( فيعرج الذين باتوا فيكم إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم بهم ). وفي الصحيح في حديث الخوارج : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء ) وفي حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره : ( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ) وذكره . وقوله في حديث الأوعال : ( والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه ) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وقوله في الحديث الصحيح للجارية : ( أين الله ؟ قالت في السماء قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) .وقوله في الحديث الصحيح : ( إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي ) وقوله في حديث قبض الروح : ( حتى يعرج بها إلى السماء التي فيها الله تعالى ) ... " . أستمع حفظ

8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وقول عبد الله بن رواحة الذي أنشده للنبي صلى الله عليه وسلم وأقره عليه : شهدت بأن وعد الله حق * * * وأن النـــــار مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء طاف * * * وفوق العرش رب العالمينا . وقول أمية بن أبي الصلت الثقفي الذي أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال : ( آمن شعره وكفر قلبه ) : مجدوا الله فهو للمجد أهل * * * ربنا في السماء أمسى كبـــيرا بالبناء الأعلى الذي سبق الناس * * * وسوى فوق السماء سريرا شرجعا ما يناله بصر العيـ * * * ـن ترى دونه الملائك صـــــــــورا وقوله في الحديث الذي في المسند : ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) . وقوله في الحديث : ( يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ) إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علما يقينيا من أبلغ العلوم الضرورية أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام ؛ إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته ... " . أستمع حفظ

10 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مائين أو ألوفا .ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من سلف الأمة - لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف - حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا . ولم يقل أحد منهم قط إن الله ليس في السماء ولا إنه ليس على العرش ولا إنه بذاته في كل مكان ولا إن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه و لا إنه لا متصل ولا منفصل ولا إنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها ؛ ... ". أستمع حفظ

15 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... فإن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة في الكتاب والسنة ؛ من هذه العبارات ونحوها ؛ دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم على خير الأمة : أنهم يتكلمون دائما بما هو إما نص وإما ظاهر في خلاف الحق ثم الحق الذي يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا ؛ حتى يجيء أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها . لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا في معرفته على مجرد عقولهم وأن يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا ؛ لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة : أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير ؛ بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا في أصل الدين فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء : إنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيا وإثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة ... " . أستمع حفظ

17 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به - سواء كان موجودا في الكتاب والسنة أو لم يكن - وما لم تجدوه مستحقا له في عقولكم فلا تصفوه به . ثم هم ههنا فريقان : أكثرهم يقولون : ما لم تثبته عقولكم فانفوه - ومنهم من يقول : بل توقفوا فيه - وما نفاه قياس عقولكم - الذي أنتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافا أكثر من أي اختلاف على وجه الأرض - فانفوه وإليه عند التنازع فارجعوا . فإنه الحق الذي تعبدتكم به ؛ وما كان مذكورا في الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا أو يثبت ما لم تدركه عقولكم - على طريقة أكثرهم - فاعلموا أني أمتحنكم بتنزيله لا لتأخذوا الهدى منه ؛ لكن لتجتهدوا في تخريجه على شواذ اللغة ووحشي الألفاظ وغرائب الكلام . أو أن تسكتوا عنه مفوضين علمه إلى الله مع نفي دلالته على شيء من الصفات ؛ هذا حقيقة الأمر على رأي هؤلاء المتكلمين ... " . أستمع حفظ