تحت باب الترغيب في مكارم الأخلاق
تتمة شرح حديث :( تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلمٌ.
كذلك أيضا من النصح لله عز وجل أن تعظمه أن تعظمه لا تستهزئ ولا تسخر به ولا تنتهك حرماته وعلى هذا فتكون النصيحة لله تتضمن جميع أنواع العبادة لله عز وجل ومن النصيحة لله أيضا أن تؤمن بما له من الأسماء والصفات فإن ذلك من أعظم النصيحة لله لأن من لم يؤمن بذلك فهو بين أمرين إما مكذب وإما معتدي كل من لم يؤمن بما سمى الله نفسه به ووصفها به فهو بين أمرين إما مكذب وإما إيش وإما معتدي لا يمكن أن يخرج عن هذا إما مكذب فيقول مثلا ليس لله وجه وليس لله عين وليس لله يد وإما معتدٍ بصرف اللفظ عما أراد الله إلى ما لم يرد الله وهذا يكون معتديا من وجهين:
الوجه الأول صرف اللفظ عما أراد الله كالذي يلوي عنق البعير إلى جهة غير الاستقامة
والثاني إثبات ما لم يرد الله إثبات ما لم يرد الله لأن هؤلاء المعطلة الذين يقولون أراد الله باليد كذا أراد الله بالوجه كذا نقول لهم بكل سهولة ما دليلكم على أن الله أراد بهذا كذا وهل الله عز وجل عاجز على أن ينطق بما قلتم إنه مراده الجواب أبدا ليس بعاجز إذا كان ليس بعاجز وقد قال اليد والوجه كيف نقول إنه لا لم يرد اليد ولا الوجه ولهذا نقول كل من أنكر اسما من أسماء الله أو صفة من صفاته فإنه لا يخرج عن إحدى الدائرتين وهما التكذيب أو العدوان التكذيب يعني يقول ليس لله وجه ليس لله يد أو العدوان وذكرت لكم العدوان يكون بأمرين
الأول إيش صرف اللفظ نعم عما أراد الله
والثاني إثبات معنى لم يرده الله عز وجل طيب هذا أيضا من النصح لله عز وجل لكتابه النصح لكتاب الله أن تؤمن أنه كلام الله حقا حروفه ومعانيه هذا من النصح لكتاب الله لأن الإنسان إذا لم يعتقد هذه العقيدة صار كلام الله وكلام الناس على حد سواء لكن إذا اعتقد أنه كلام الله سبحانه وتعالى وأنه تكلم به لفظا ومعنى لا شك أنه سيكون في قلبه من تعظيم هذا الكتاب ما لم يكن لو لم يعتقد ذلك ولهذا نقول القائلون بأنه مخلوق لم يعظموا هذا القرآن أبدا جعلوه كسائر المخلوقات بل عطلوا الأمر والنهي لأنك إذا قلت أنه مخلوق صار معنى أقيموا الصلاة صار شيئا حروفا مخلوقة على هذا اللفظ على خط مستقيم إيش طولي ثم دائرة ثم ياء معقوفة ثم ميم مدورة ثم واو أيضا مقوسة إذا صار المخلوق ليس له معنى إطلاقا ولهذا قال علماء السنة من قال إن القرآن مخلوق فقد أبطل الأمر والنهي لأن لا تشركوا بالله مثلا لا تشركوا ماذا تكون إذا قلنا إنها مخلوقة صار المعنى أن الله خلق شيئا على هذه الصفة على هذه الصورة لا يدل على معنى لا يدل على معنى الآن مثلا نجد في النجوم ما يسمى بالقوس نجوم ... كأنها قوس لو أن إنسان قال هذه علامة استفهام هل أحد يطيعه على ذلك
الطالب : لا
الشيخ : هي في السماء تشاهدونها بعد العشاء على صورة استفهام هكذا لو قال قائل هذه استفهام من الله عز وجل يصح؟ لا يصح هذه المخلوقات خلقها الله على هذا الوجه كذلك إذا قلنا القرآن مخلوق صار معناه أنه أشكال خلقها الله على هذا الشكل إذن من النصيحة لكتاب الله أن يؤمن الإنسان بأنه إيش كلام الله حقيقة تكلم الله به حرفا ومعنى ومن النصيحة لكتاب الله التصديق بكل ما فيه من الأخبار سواء كان عن الله أو عن اليوم الآخر أو عن الأمور الماضية أو عن الأحوال المستقبلة كل خبر في القرآن فإن من النصيحة أن يؤمن الإنسان به وألا يتردد في قبوله حتى لو فرضنا أن العقل قد يستبعده فلا يجوز أن نحكم بالعقل على ما في كتاب الله يجب أن نؤمن وإن كان العقل إيش يستبعده طيب
من النصيحة لكتاب الله امتثال أوامر القرآن امتثال أوامر القرآن سواء كانت أدبية أم خلقية أم تعبدية يجب أن تمتثل أوامر القرآن على حسب ما يقتضيه النص لأن هذا من النصيحة لإيش لكتاب الله كم هذا
الطالب : اثنان
الشيخ : ثلاثة طيب الرابع الاجتناب لما نهى الله عنه لما نهى عنه القرآن أن تجتنب كل ما نهى عنه القرآن فمن لم يقم بذلك فإنه ليس بناصح للقرآن طيب
النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام والمراد بقوله رسوله فيما يظهر المراد العموم وإن كان يحتمل أن يكون المراد الخصوص لأن ظاهر قوله كتابه أنه القرآن فلنقل إنه الخصوص المراد به الخصوص فكيف النصيحة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
أولا تصديق أنه رسول من عند الله تصديقا جازما لا يعتريه شك هذه واحدة
ثانيا الإيمان بأنه بشر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك لغيره نفعا ولا ضرا فمن قال إنه يملك النفع والضر فإنه لم ينصح للرسول عليه الصلاة والسلام لأن الرسول قال ( ما أحب أن تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) فإذا غلوت فيه فما نصحت له لأنك فعلت ما لا يحبه
ومنها من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام الإيمان بأنه عبد لله وكفى به شرفا أن يكون عبدا لله عز وجل فتؤمن بأنه عبد لا حق له في الربوبية إطلاقا وحينئذ يبطل تعلق الناس بالرسول عليه الصلاة والسلام في دفع ضرر أو جلب نفع نعم إلا ما كان قادرا عليه في حياته فهذا شيء آخر من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام أن تؤمن بكل خبر أخبر به كل خبر أخبر به لابد نعم لا بد أن تؤمن به لتكون ناصحا له لكن هذا الحكم فيما علمنا أنه قاله لأن بيننا وبين الرسول واسطة قد يعزى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ما لم يقله ولهذا ليس الخبر الذي جاء في السنة كالخبر الذي جاء في القرآن ليش لأن الخبر الذي جاء في السنة يحتاج إلى النظر أولا في سنده هل صح أم لا؟ لكن إذا علمت علما يقينيا أو ظننت ظنا قويا أن الرسول قاله فإن من النصيحة له أن تصدقه وتؤمن بخبره عليه الصلاة والسلام حتى وإن استبعده عقلك لأنك لو أنكرت ما يستبعده عقلك لم تكن مؤمنا في الواقع بل متبعا لهواك
من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام طاعته فيما أمر ألا تعصيه فيما أمر فإن ذلك من النصيحة له ولا يرد على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم أحيانا يعارضون الرسول عليه الصلاة والسلام لكن إذا انكشف لهم الأمر سلموا واستسلموا غاية الاستسلام
مثال ذلك لما أمرهم حين طاف وسعى في البيت في حجة الوداع أمر من لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة ناقشوه في ذلك ( وقالوا يا رسول الله قد سمينا الحج كيف نجعلها عمرة وقالوا يا رسول الله نحل الحل كله قال نعم قالوا يا رسول الله نأتي النساء قال نعم قالوا نذهب إلى منى وذكروا أحدا يقطر منيا ) إلى هذا الحد وهي كلمة قد يستحي منها كثير من الناس لكن كل هذا يريدون من الرسول إيش أن ينسخ ما أمرهم به لكنه حتى مع ذلك قال ( افعلوا ما آمركم به ) هل فعلوا أو لا؟ فعلوا فلا يعد هذا من ترك النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام لأن المراجعة في وقت التشريع جائزة إذ قد يختلف الشرع
ولهذا لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام في تحريم لحوم الحمر أمر أن تكسر القدور لأنها حرمت الحمر وهي تفور على النار قد ذبحوها وقطعوا لحمها وجعلوها في القدور فحرمت وأمر أن تكسر القدور ( فقالوا يا رسول الله أو نغسلها فقال أو اغسلوها ) هنا الأمر الأول ايش نسخ بالأمر الثاني فالصحابة يراجعون الرسول صلوات الله وسلامه عليه لعل الأمر ينسخ ومثل ذلك أيضا تأخرهم عن الحلق في صلح الحديبية حيث تأخروا يرجون النسخ فلما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام بمشورة أم سلمة رضي الله عنها إليهم ودعا بالحلاق وحلق رأسه جعلوا يقتتلون على حلق رؤوسهم رضي الله عنهم المهم أن من النصيحة للرسول إيش طاعته فيما أمر ولا يرد على ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم أحيانا يناقشونه لأنهم يناقشونه لا عصيانا ولكن يرجون إيش يرجون النسخ وقد وقع النسخ بعد مراجعتهم إياه كما في حديث تكسير القدور التي تفور بلحوم الحمر طيب
النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام من النصيحة له أن يجتنب الإنسان ما عنه نهى وزجر فإذا نهى عن شيء فليجتنبه حتى وإن هوته نفسه لأن الخير فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلم أن العاقبة ستكون حميدة إذا نصحت للرسول عليه الصلاة والسلام وقد أشار الله إلى النصح له ولرسوله في قوله (( ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج )) متى (( إذا نصحوا لله ولرسوله )) فلابد من النصح للرسول من النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا الذب عن سنته لأن النبي صلى الله عليه وسلم له أعداء قال الله تعالى (( وكذلك جعلنا لكل نبيا عدوا )) من من (( من المجرمين )) فله أعداء فمن النصيحة له أن تذب عن سنته صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والإقرارية وهذا أمر ظاهر فالسكوت عن الذب عن سنته هذا ليس من النصيحة له بل عليك أن تذب عن سنته صلوات الله وسلامه عليه في كل ما دعت الحاجة إلى ذلك
ومن النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام إعانته ومشاركته في الجهاد في سبيل الله كما وقع لمن للصحابة رضي الله عنهم فإنهم خرجوا مع الرسول وقاتلوا معه ولم ينخذل عنه إلا من كان منافقا كما في غزوة أحد وإلا فكلهم يخرجون معه والذين تخلفوا عنه عاتبهم الرسول عليه الصلاة والسلام أشد عتاب ككعب بن مالك وصاحبيه حتى تابوا إلى الله عز وجل فمحى الله عنهم ما جرى
والرابع لله ولكتابه ولرسوله والرابع لأئمة لأئمة المسلمين أئمة جمع إمام والمراد به كل من يقتدى به فيشمل الأمراء ويشمل العلماء ويشمل أئمة المساجد ويشمل مدراء المدارس وغيرهم لأن الأئمة جمع إمام والمراد ايش؟ كل من يؤتم به سواء إمامة كبرى أو صغرى إمامة دينية أو إمامة أميرية النصح لولاة الأمور أو لأئمة المسلمين أمر مهم وهو أهم من النصح لعامتهم ولكن كيف يكون ذلك لابد من سلوك الحكمة في النصيحة لهم فالعلماء لهم نصيحة خاصة والأمراء لهم نصيحة خاصة والطرق الموصلة إليهم تختلف أيضا باختلاف الأحوال فالنصيحة للعالم
أولا أن يحمل الإنسان ما أخطأ فيه على حسن النية بقدر الإمكان لأن العالم لابد أن يخطئ إلا أن يشاء الله كل إنسان معرّض للخطأ فتحمل خطيئته على إيش على أحسن المحامل متى وجدت لذلك مساغا
ثانيا أن تناقشه فيما ترى أنه أخطأ فيه لكن قد يكون المناقشة علنية وقد تكون سرية فيتبع الأصلح في ذلك فإن أشكل عليك فعليك بإيش بالسر السرية في الغالب أنفع وأجدى ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على ذلك وقد انتهى الوقت وجزاكم الله خيرا
الطالب : ...
الشيخ : شوف يا ... هذا الأخ فؤاد يقول ما هو الراجح في مسألة من لم يطعم الجائع فأقول أنا لن أشح عليكم فيما أراه صواب إذا كان ترجح عندي شيء أقول لكم الراجح كذا وإذا لم يترجح عندي شيء أقول القولين نعم ولست بأعلم من شيخ الإسلام ابن تيمية وما أكثر ما يقول في هذه قولان للعلماء واختلف العلماء في هذا على قولين وخذوا مني هذا هذه قاعدة إذا ذكرت قولين ولم أرجح فليس معنى ذلك أني أشح عليكم في الترجيح لكن قد يكون عندي تعارض في القولين أو لا يكون عندي تحرير للقولين ما بعد حررتها يعني جاءت عرضا فاستمعوا لهذا
الطالب : ...
الشيخ : ما يخالف إذا كان عندي واضح أقول الراجح
الطالب : ...
الشيخ : منكم رسالة سم الله
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم
نقل المصنف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة "
الشيخ : عن تميم تميم الداري ما كملناه
الطالب : " وعن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن هي يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) أخرجه الترمذي وصححه الحاكم "
2 - تتمة شرح حديث :( تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
مناقشة ما سبق.
سبق لنا حديث تميم الداري وحديث عبدالله بن سلام قبله
أما في حديث عبدالله بن سلام إثبات الأسباب وجواز استعمال السجع وذكرنا أن استعمال السجع جائز بل إنه قد يكون مطلوبا لأنه يحسن اللفظ ويرغب إلى الاستماع فيه وكمال الزائري يبين لنا من أين أخذنا ذلك إثبات الأسباب والسجع
الطالب : أما السجع من خلط كلمات كلها مسجوعة قال ( أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلام )
الشيخ : إيش
الطالب : ( تدخلوا الجنة بسلام )
الشيخ : نعم
الطالب : وأما هذا فيه دليل على جواز السجع
الشيخ : وأما الأسباب
الطالب : وأما الأسباب فقوله ( تدخلوا الجنة بسلام )
الشيخ : كيف
الطالب : يعني كيف يا شيخ السؤال
الشيخ : السؤال في هذا الحديث إثبات الأسباب
الطالب : ما ..
الشيخ : سمير
الطالب : أن فعل الإنسان لهذه الأمور المذكورة في الحديث سبب لدخول الجنة
الشيخ : طيب أن هذه الأشياء المذكورة في الحديث سبب لدخول الجنة أما حديث تميم الداري ففيه حصر الدين بالنصيحة لهؤلاء فما وجه الحصر
الطالب : هذه جملة معرفة ...
الشيخ : أنها جملة معرفة في الطرفين ومثل هذا يدل على الحصر نعم بارك الله فيك طيب
عند التأمل في هذه الأشياء يتبين أن الحصر صحيح ليس إضافيا يعني أن الحصر حقيقي لأن من نصح لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم الخمسة فقد استكمل الدين كله وعلى هذا فالحصر إيش حقيقي طيب النصيحة لله تكون بأمور
الطالب : ... أن يعتقد أن الله ...
الشيخ : يعني أن يؤمن بالله عز وجل بالألوهية وإيش
الطالب : ...
الشيخ : والربوبية والأسماء والصفات طيب هذه واحد اثنين
الطالب : أن يعبده وحده لا شريك له
الشيخ : أحسنت أن يعبده وحده لا شريك الثالث
الطالب : الإيمان بأسمائه وصفاته
الشيخ : إيش
الطالب : الإيمان بالأسماء والصفات
الشيخ : على ما أراد لأن الإيمان بالأسماء والصفات سبق بأول لكن على ما أراد نعم طيب نعم إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : تصديق أخباره أخبار الله يعني
الطالب : نعم
الشيخ : هاه ما تدخل هذه في الإيمان به وأسمائه وصفاته والتزام شريعته يقول للعباد
الطالب : ... الشريعة يا شيخ ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : طيب
الطالب : وكل ما أخبر به الله سبحانه تعالى عن نفسه
الشيخ : فالنصيحة فيه إثباته لله طيب لا بأس النصيحة للكتاب
الطالب : ...
الشيخ : محبة من محبة الله أنا أسأل المثال من الكتاب أجب
الطالب : ...
الشيخ : لا قبل كل شيء النصيحة للكتاب
الطالب : ...
الشيخ : لا قبل لأنه هذا التصديق ينبني على شيء ثاني ...
الطالب : الإقرار أنه كلام الله
الشيخ : الإيمان بأنه
الطالب : بأنه كلام تعالى حقا
الشيخ : حقا
الطالب : غير مخلوق
الشيخ : الحروف والمعاني
الطالب : نعم
الشيخ : طيب بارك الله فيك أما الأدلة ما حاجة نذكر الأدلة لأنها معروفة يعني واحد يقول لنا الكلام طيب هذه واحد سامي العقيل.
الطالب : تصديق أخباره
الشيخ : تصديق ما فيه من الأخبار نعم صح نعم
الطالب : أن تؤمن بكل ما جاء في كتاب الله
الشيخ : إيش
الطالب : أن تؤمن بالأوامر التي جاءت في كتاب الله
الشيخ : أن تؤمن وإلا أن تمتثل
الطالب : أن تمتثل كل أمر جاء في كتاب الله
الشيخ : طيب صحيح نعم
الطالب : اجتناب نواهيه
الشيخ : اجتناب نواهيه هذه ثلاثة أربعة نعم خالد هاه
الطالب : ...
الشيخ : طيب النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم تكون أيضا بأمور نعم
الطالب : الطاعة فيما أمر
الشيخ : لا قبله قبله
الطالب : التصديق أنه رسول الله
الشيخ : الإيمان بأنه رسول الله حقا طيب
الطالب : ...
الشيخ : نعم الثالث
الطالب : الإيمان بأنه عبد الله
الشيخ : الإيمان بأنه عبدالله ورسوله طيب
الطالب : عدم الغلو ...
الشيخ : إيش
الطالب : عدم الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام ...
الشيخ : إيه نعم نعم اجتناب الغلو فيه أكثر مما بل الغلو مطلقا لأنه ما فيه نعم
الطالب : ألا يعبد الله إلا بما شرع
الشيخ : كيف هذه
الطالب : لا يعبد الله عز وجل ...
الشيخ : يعني معناه تصديق أخباره
الطالب : نعم
الشيخ : وامتثال أوامره واجتناب نواهيه طيب
الطالب : يا شيخ كل ما أخبر به مما علمنا أنه قاله
الشيخ : إيه هذا اللي ذكرنا
الطالب : تقديم محبته على محبة كل أحد ... سواء
الشيخ : نعم تقديم محبته على كل أحد إلا محبة الله لكن نحن ذكرنا ...
الطالب : ...
الشيخ : ذكرناه ما ذكرناه طيب إذن تطبيق اتباع السنة وتقديمه على كل شيء نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا هذه تصلح لاجتناب الغلو واعتقاد أنه بشر وأنه عبد نعم جمال
الطالب : إعانته في الجهاد في سبيل الله
الشيخ : طيب إعانته والجهاد معه والصبر طيب
الطالب : ...
الشيخ : ذكرناها طيب سليم
الطالب : سم
الشيخ : هاه
الطالب : ... الرسول صلى الله عليه وسلم ...
الشيخ : هذا ذكرناه طيب وما ذكرنا الدفاع عن سنته
الطالب : ذكرناه
الشيخ : نعم
الطالب : ذكرناه
الشيخ : كيف
الطالب : ذكرناه
الشيخ : أخذناه طيب أيضا من النصح له شيء لم نذكره لكن نذكره الآن نشر شريعته بين الناس يعني نشره سنته بين الناس هذه من النصيحة له ولاسيما إذا كنت في مجتمع يتعصبون لمذاهبهم فإن من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام أن تنشر سنته بين الناس حتى تثبت طيب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ذكرنا أن الأئمة هم العلماء ومن
الطالب : والأمراء
الشيخ : وكل من له ولاية كل من له ولاية على المسلمين فإنه إمام حتى إمام المسجد إمام حتى مدير المدرسة إمام كل من له ولاية فهو إمام في الواقع لكن أهم شيء الأمراء والعلماء ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام فرّق بينهم وبين المسلمين قال ( أئمة المسلمين وعامتهم ) مما يدل على أن النصيحة للأئمة ليست كالنصيحة للعامة لأنه يجب عند نصيحة الأئمة أن يراعي الإنسان مقامهم بحيث تكون النصيحة مناسبة لمقامهم وهذا من تنزيل الناس منازلهم ومن الحكمة
تتمة شرح حديث :( تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلمٌ.
أولا أن تعتقد وجوب طاعتهم في غير معصية الله هذا من النصيحة لهم لأنك إذا لم تعتقد ذلك فلن تطيعه أن تعتقد وجوب طاعتهم في غير معصية الله ومن الذي أوجبها الله عز وجل في قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا وأطيعوا ) وفي مبايعة الصحابة له على ذلك كما في حديث عبادة بن صامت ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا وعسرنا وأثرة علينا ) هذه واحد
ثانيا أن تطيع أمره هذا من النصيحة لهم أن تطيع أوامرهم إلا في معصية الله طيب وإن عصوا إن عصو نطيعهم نعم نطيعهم وإن عصوا إلا في معصية الله يعني لو كانوا فساقا يشربون الخمر ويعاقرون النساء ويلعبون القمار يجب علينا طاعتهم حتى في هذه الحال لأنه يجب أن نطيعهم وإن عصوا لكن في المعصية لو يأمروننا بأدنى معصية ولو لم تكن كبيرة فإنه لا يجب علينا أن نطيعهم ولكن هل ننابذ أو أن نقول لا نستطيع أن نفعل ونقابلهم بهدوء لعلهم يرجعون الثاني وإلا الأول؟ الثاني يتعين يتعين لأن منابذتهم قد تؤدي إلى أن يركبوا رؤوسهم وأن يلزموك ويكرهوك على الشيء لكن إذا أتيت بهدوء ونصيحة وقلت والله ربنا وربك الله والله عز وجل نهى عن هذا والذي أوجب علينا طاعتكم هو الله عز وجل لكن في غير معصية و... فإن اهتدى فهذا المطلوب وإن لم يهتد وأجبر فأنت المعذور لأنك مكره طيب كم ذكرنا طاعتهم في غير معصية الله حتى وإن عصوا الله
الثالث من نصيحتهم ألا نثير الناس عليهم وإثارة الناس عليهم ليس معناها أن نقول يا أيها الناس ثوروا على أمرائكم هذه ما أحد يقولها لكن ذكر المساوئ وإخفاء المحاسن يوجب إثارة الناس لأن الإنسان بشر وإذا ذكر مساوئ شخص عنده دون ذكر المحاسن سوف يمتلئ قلبه بغضا له فهذا أيضا من نصيحتهم وقد جعله الرسول عليه الصلاة والسلام من الدين طيب
الأمر الرابع إبداء خطئهم فيما خالفوا فيه الشرع بمعنى ألا نسكت ولكن على وجه الحكمة والإخفاء ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى الإنسان من الأمير شيئا أن يمسك بيده ذكر النصيحة أن تمسك بيده وأن تكلمه فيما بينك وبينه لا أن تقوم في الناس وتنشر معايبه لأن هذا يحصل فيه فتنة عظيمة السكوت على الباطل لا شك أنه خطأ لكن الكلام في الباطل الذي يؤدي إلى ماهو أشد هذا خطأ أيضا فالطريق السليم الذي هو النصيحة وهو من دين الله عز وجل هو أن يأخذ الإنسان بيده ويكلمه سرا أو يكاتبه سرا فإن أمكن أن يوصله إياه فهذا المطلوب وإلا فهناك قنوات الإنسان البصير يعرف كيف يوصل هذه النصيحة إلى الأمير بالطريق المعروف كم هذه أربعة
الخامس احترامه الاحترام اللائق به وليس احترام ولي الأمر كاحترام عامة الناس ربما يأتيك فاسق من عامة الناس لا تبالي به ولا تلتفت إليه ولا تكلمه ولكن ولي الأمر على خلاف ذلك ولاسيما إذا كان أمام الناس لأنك إذا أظهرت أنك غير مبالٍ به فإن هذا ينقص إيش من قدره أمام الناس ونقصان قدر الأمير أمام الناس له سلبيات خطيرة جدا ولاسيما إذا كثرت البلبلة وكثر الكلام فإنه يؤدي إلى مفاسد عظيمة وكما يتبين لمن كان منكم متأملا أحوال الناس اليوم طيب
السادس من النصيحة له ألا نكذب عليه ونظهر له أن الأمور على ما ينبغي وهو خلاف الواقع بمعنى أن نبين له حقائق الأمور على ما هي عليه إن سيئة أو صالحة وذلك لأن بعض الناس والعياذ بالله يغش الأمير يذكر له أن الأشياء على ما يرام زعما منه أنه يريد إدخال السرور على الأمير وهذا غلط عظيم الواجب أن تذكر الأمور على ماهي عليه لأنه لا يمكن لإنسان يداوي جرحا حتى يعرف مادته ويستخرجها وإلا فكما قال الشاعر
" إذا ما الجرح رم على فساد *** تبين فيه إهمال الطبيب "
فليس من النصيحة أنك تقول أبي أدخل السرور عليه خله يفرح تقول ما شاء الله الأمور على ما ينبغي أمن تام ورخاء تام ونعمة تامة والشعب كله شبعان والشعب كله يشكر لك والأمر بخلاف هذا هذا ماهو صحيح ولهذا من أخطر الناس وأغش الناس أولئك الصحافيون الذين إذا سمعت الصحف الأجنبية في مدح رؤسائهم قلت هؤلاء من أحسن الرؤساء وهم من أسوأ الرؤساء لكن هؤلاء ليس عندهم نصح فالواجب في نصيحة ولي الأمر أن يبين له الحقيقة حتى يسير على منهج سليم
الطالب : ...
الشيخ : كم هذه لا اصبر يا عبدالعزيز كم هذه هذه ستة أمور لابد من أن يلاحظها الإنسان إذا كان ناصحا لولاة الأمور طيب
من النصح لولاة الأمور أيضا القيام بالوظائف التي تحت إمرته لأن وهذا هو السابع لأن بعض الناس يكون موظفا عند أمير وسواء كان أمير السلطان الأعلى أو من دونه ولكنه لا يقوم بالوظيفة على ما ينبغي إما بقصد سيء يظهر فشل من؟ الأمير وأن الأمير غير قادر على تدبير ما تحت يده أو بغير قصد سيء لكنه متهاون فهذا لم ينصح لأئمة المسلمين وعلى هذا يكون ناقصا في دينه إذن كل الذين يتهاونون في أداء الواجب في الوظائف يعتبرون غير ناصحين لأئمة المسلمين لأن النصح أن تعمل وكأنك أنت المسؤول الأول يعني لو أن الموظفين عملوا وكأن الواحد منهم هو المسؤول الأول لسارت الأمور على ما ينبغي لكن كثير من الموظفين ولا نقول أكثر الموظفين إنما يعني يستخدمون الوظائف من أجل الرغبات الخاصة ولذلك قلّ أن تجد الناصح هذه سبعة أمور كلها تدخل تحت قول الرسول لأئمة المسلمين طيب ربما يكون هناك أشياء تظهر بالتأمل لا تحضرني الآن
لكن نرجع الآن إلى الأئمة الآخرين ومن هم العلماء وما أدراك ما العلماء العلماء مصابيح الدجى ومنارات الهدى العلماء هم المسؤولون الأولون عن هذه الأمة لأنهم يحملون الشريعة شريعة النبي عليه الصلاة والسلام في صدورهم يؤدونها إلى الناس فعليهم مسؤولية الأمة وهم أشد الناس مسؤولية لأن الأمراء يتوجهون بتوجيه من؟ بتوجيه العلماء العامة يتوجهون بتوجيه العلماء فالنصيحة لهم من أوجب الواجبات وهي داخلة في النصيحة لكتاب الله ورسول الله النصيحة للعلماء:
أولا أن تسأل الله لهم التوفيق للصواب لأن العلماء إذا ضلوا أضلوا فينبغي أن تسأل الله دائما لعلماء المسلمين أن يوفقوا للصواب لأن هذا من الأمور الهامة وكذلك أيضا ألحقوا هذا بالنصح لولاة الأمور من الأمراء وهو الدعاء لهم بالتوفيق والسداد والحزم وأن يصلح الله لهم البطانة ويعيذهم من سوء البطانة
ثانيا من النصيحة للعلماء إذا أخطأ العالم وكل عالم معرّض للخطأ فالنصيحة حقيقة للعالم ولدين الله عز وجل أن تتصل بالعالم وتخاطبه مخاطبة الأخ لأخيه إن كان مساويا لك أو مخاطبة الابن لأبيه إن كان أعلى منك وتناقشه بأدب واحترام وهدوء فيما كان مخطئا فيه في ظنك حتى يتبين هل هو أخطأ أو لم يخطئ وعلى العالم ألا يستنكر من بيان الخطأ ممن دونه فكم من إنسان دون غيره وفّق للصواب ولم يوفّق من هو أعلى منه تناقشه في هدوء حتى يتبين له الحق ويرجع
ومن النصيحة للعلماء ألا تنشر أخطاءهم بين الناس مع العلم بأنهم قد يكون هم الذين على الصواب لكن بعض الناس إذا رأى خطأ في ظنه من عالم طار به فرحا طار به فرحا ونشره بين الأمة لأنه يحب أن يزل هذا العالم فيشمت به الناس والعياذ بالله وهذا والله ليس من النصيحة النصيحة إذا أخطأ العالم أن يوجه وكما قلنا في الفقرة التي قبلها بهدوء وإرادة الصواب ومن العجب أيضا أن بعض الناس والعياذ بالله من غشه للعلماء أنه إذا كتب الإنسان مقالا فيه حق وفيه خطأ فيه صواب وفيه خطأ يأخذ الخطأ ويترك الصواب وربما كان هذا الصواب الذي حذفه مقيدا إيش للخطأ فيكون هذا مثل الذي يقول (( فويل للمصلين )) أو يقول (( لا تقربوا الصلاة )) وهذه جناية والعياذ بالله وخيانة جناية وخيانة وليست من النصيحة لكن مع الأسف الشديد أن الحسد بين العلماء إيش أكثر منه في غيرهم نسأل الله السلامة مع أن الواجب أن العلماء يكونون يدا واحدة لأنهم يحملون الشريعة ثم إذا آتى الله أحدا فضلا فقد قال الله عز وجل (( ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن )) بعده (( واسألوا الله من فضله )) أنت إذا رأيت الله قد منّ على شخص بعلم ودين وجاه لا تحسده قل اللهم زده حتى ينفع الناس لأن الإنسان إذا كان له جاه صار نفعه للناس أكثر وانتفاع الناس به أكثر فقل اللهم زده وكما أعطيته فأعطني اسأل الله من فضله ولا تتمنى ما فضل الله به غيرك عليه هذا من النصيحة ما هذه المادة الثالثة إيش ألا ينشر أخطاء أخيه العالم بل يتصل به ويناقشه مناقشة هادئة باحترام يعتقد المساوي له أخا والأكبر أبا ويعظمه ويجلّه
رابعا من النصيحة للعلماء نشر ما يبثونه من العلم بشريعة الله وهذه مساعدة للعلماء يعني مثل عالم حضر عنده عشرون طالبا إذا نشر هؤلاء كل واحد منهم نشر علمه لعشرة كم يكونون يكون مئتين بالإضافة إلى العشرين وهذه لا شك أنها من النصح للعلماء أن تنشر علمهم وسواء أضفت هذا إليهم فقلت قال العالم الفلاني كذا أو لم تضفه لأن الذي يعطي الأجر من الله عز وجل وهو عالم سبحانه وتعالى بمن نشر هذا العلم فيجيبه سواء نسب إليه أم لم ينسب ولهذا لا ينبغي الإنسان مثلا أن يجزع إذا قال أحد بقوله ولم ينسبه إليه يقول الحمدلله أنت لا تريد أن تشتهر عند الناس ولا تريد رضا الناس ولا تريد ثواب الناس إنما تريد ثواب الله عز وجل فإذا نشر قولك سواء نسب إليك أو لا فهذه من نعمة الله عليك ومن بركة علمك هذه كم أربع مواد
خامسا من النصيحة للعلماء أنك إذا رأيت العالم فعل يعني ما يزدريه الناس به لأي سبب أن تنصحه تقول الناس انتقدوك في كذا حتى وإن لم يكن مسألة شرعية تقول انتقدوك في كذا لأنكم تعلمون أن العوام وصفوا بأنهم هوام يأكلون الناس من تحت ثوبه فأنت إذا رأيت مثلا من عالم من العلماء ما يُنتقد عليه وإن لم يكن على وجه شرعي تبين له والعالم له إن لم أقل يجب عليه أن يبين للناس ماهو عليه ( أن النبي صلى عليه الصلاة والسلام لما مرّ رجلان الأنصاريان به وهو معه صفية ) ماذا قال؟ ( قال إنها صفية ) لأن الناس قد يشمتون بالعالم لكونه مثلا فعل ما لا يعرفون لكنه سنة مثلا رأى إنسان شخص يمشي حافيا المشي عند الناس حافيا من أكبر العيوب من أكبر العيوب حتى إنه ربما تشوف الناس يقفون يشوفون وش هل اللي يمشي وما عليه نعال نعم هذا يبين أن من السنة أن يمشي الإنسان حافيا لأنه عليه الصلاة والسلام ( كان ينهى عن كثرة الارفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا ) هذه أيضا من النصيحة للعلماء أنك إذا رأيت الناس ينتقدونهم في شيء وإن لم يكن أمرا شرعيا أن تبين لهم
طيب هذا ما يحضرني الآن أما النصيحة للعامة فالنصيحة للعامة لا تتكلف كما يتكلف الإنسان في النصيحة للعلماء لأن العامي عامي ممكن تنكر عليه بدون أن تذكر الدليل وبدون مناقشة لأنه عامي لكن أحيانا العامي يطلب الدليل يطلب الدليل فمن النصيحة له أن إيش أن تبين له الدليل وأن تنزله منزلته قد يكون بعض العوام مثلا يعني من المستحسن أن تقابله ببشاشة ومزح نعم حتى يقبل وبعض العوام يقتضي خلاف ذلك المهم أنك أن تعامل العامي بما يجعله منقادا للحق مطمئنا به هذا الضابط في نصيحة العامي
هذا الحديث الحقيقة من أعظم الأحاديث وأعمها وأنفعها ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة ) لهؤلاء الخمسة نسأل الله أن يوفقنا لذلك
4 - تتمة شرح حديث :( تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) أخرجه الترمذي وصححه الحاكم.
أكثر ما يدخل الجنة يعني هناك أسباب لدخول الجنة كما مر علينا في حديث عبدالله بن سلام وغيرها أيضا من النصوص لكن أكثر ما يدخل هما هذان الشيئان تقوى الله وحسن الخلق
وأنتم تعلمون كثرة النصوص الواردة في التقوى حثا وترغيبا وأمرا وتقوى الله عز وجل يجمعها شيئان هما امتثال امر الله واجتناب نهي الله على علم وبصيرة هذه التقوى أما حسن الخلق فسبق الكلام عليه ولا حاجة لإعادة الكلام عليه لئلا يتكرر
5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) أخرجه الترمذي وصححه الحاكم. أستمع حفظ
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) أخرجه أبو يعلى وصححه الحاكم.
وما أجدر هذا الحديث في التصحيح ( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ) صحيح الإنسان لا يمكن أن يسع الناس بماله ولو كان عنده أموال الدنيا لو كان عنده أموال الدنيا لا يمكن أن يسع الناس بأمواله وإلا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم ما يمكن يعني معناه يعني معنى ذلك إنك لابد تعطي كل الناس إذا أردت يرضون عنك تعطيهم دراهم واحد أعطيته ست ريال قال ما أرضى يحتاج إلى عشرة الثاني عطيته عشرين قال ما أرضى أبي أربعين هل يمكن أن تسع الناس بمالك لا يمكن لكن تسعهم وتجذبهم إليك وتحببهم إليك شيئان نعم بسط الوجه وبسطه توسيعه بأن يكون الوجه منبسطا وضده أن يعبّس الإنسان، الإنسان إذا عبّس ضاق وجهه تبسط وجهك للناس والثاني حسن الخلق بالمقال والفعال فإذا استعملت هذا فثق أنك ستسع الناس وستملك قلوبهم وكم من إنسان ليس إلى ذاك الجود والكرم لكن عنده حسن الخلق وبشاشة وبساطة وجه وتجده إيش محبوبا إلى الناس كثيرا لما عنده من البشاشة وبسط الوجه وحسن الخلق مثلا تعين من احتاج إلى معونة تمازح من احتاج إلى مزح تضحك إلى من احتاج إلى ضحك إن النبي عليه الصلاة والسلام كما مر علينا كان يمزح من أجل أن يدخل السرور على صاحبه حتى لا يبقى مغتما خائفا هائبا إذن استعمل هذا مع الناس إذا أردت أن إيش أن تسعهم
6 - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) أخرجه أبو يعلى وصححه الحاكم. أستمع حفظ
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن مرآة المؤمن ) أخرجه أبو داود بإسنادٍ حسن.
المؤمن مرآة أخيه وهذا أيضا حديث جيد في المعنى المؤمن مرآة أخيه تصوّر الآن أنك تنظر في مرآة المرآة لا يمكن أن تكتمك محاسنك ولا إيش ولا مساوئك إن كان للوجه لطخة من أذى رأيتها فيه إذا كان الوجه نظيفا إيش رأيته فيها نظيفا المؤمن لأخيه بهذه المنزلة لا يمكن أن يكتمه خلقا كان عليه إن رأى منه حسنا بيّنه له وشجعه عليه ورغبه فيه وقال أنت على خير وعلى أجر وثواب وإن رأى سوءا أيضا بينه له بيّنه حتى يكون صريحا معه فيحذره من هذا السوء ويبين له عاقبته حتى يرى الإنسان خلقه الباطن بفكر أخيه كأنما ينظر إلى خلقته الظاهرة بإيش بالمرآة وهذا هو الناصح حقيقة وهذا هو الأخ أما من يكتم المساوئ ويبين المحاسن وربما يزيد عليها كاذبا فهذا ليس بمؤمن هذا ناقص الإيمان بلا شك المؤمن حقا هو الذي يكون لأخيه بمنزلة المرآة ولهذا قال ( المؤمن مرآة أخيه )
لو قال قائل أخشى إن بيّنت لأخي المساوئ أخشى أن يزعل فأقول نعم هذا وارد لكن لا تبين المساوئ وتكتم المحاسن قل والله أنت فيك الخلق الفلاني وهذا خلق طيب ولكن لابد لكل جواد من كبوة ولكل صارم نبوة وربما لا تقول هذا عيب وربما يستنكر بعض الناس منك فعل كذا وكذا فلو تجنبته لكنت أكمل وأحسن وتأتيه بهدوء نعم حينئذ تكون بينت المحاسن والمساوئ الآن إلى السؤال نعم
7 - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن مرآة المؤمن ) أخرجه أبو داود بإسنادٍ حسن. أستمع حفظ
قلنا إن الأمير والعالم لا يهان قدرهما فما جوابكم عما فعله بعض السلف من الإعراض عن الأمراء ؟
الشيخ : نعم
السائل : ... عن الإعراض عن الأئمة وصدهم
الشيخ : لكن ورد حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام في وعيد من أهان السلطان وقول الرسول مقدم على كل شيء وأنت تعرف أيضا السلف وغير السلف حتى إلى وقتنا هذا الإنسان قد ينفعل على أمير أو على من دون الأمير أو على أمه وأبيه أو على زوجته وأخيه ينفعل لسبب من الأسباب فربما يكون هؤلاء مضطهدين ولاضطهادهم تكلموا بهذا الكلام ثم لا حجة لأحد بقول أحد من الناس لأن أقوال غير الرسول عليه الصلاة والسلام يحتج إيش لها لا بها وما ورد عن بعض السلف من منابذتهم للولاة يسأل الله لهم العفو والعافية وليس بحجة
السائل : أخطأوا بذلك
الشيخ : نعم
السائل : أخطأوا بذلك
الشيخ : أخطأوا في ذلك في نظرهم وإن كان قد يكون لهم حالات معينة لأن هذه قضايا أعيان قد يكونوا معذورين فيها الإنسان لو غضب ربما يشتم نفسه نعم
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : إيش
السائل : ... العلماء وبين الناس
الشيخ : نعم
السائل : ... هناك علماء ولكن يدعون إلى بدعة أو إلى ضلالة ...
الشيخ : نعم
8 - قلنا إن الأمير والعالم لا يهان قدرهما فما جوابكم عما فعله بعض السلف من الإعراض عن الأمراء ؟ أستمع حفظ
ما الواجب علينا تجاه علماء أهل البدع ؟
الشيخ : نحن عندما نتكلم عن العلماء نريد بالعلماء العلماء الربانين المعروفين بالإخلاص والنصيحة لكتاب الله أما أهل البدع فلابد أن نبين البدعة على كل حال حتى لو كان من سلفنا فأخطأ فيها لابد أن نبين أنها خطأ لكن النص على عينه سبق لنا الكلام في هذا وقلنا لا ينص على عينه إلا إذا خيف أن إيش يفتتن الناس به نعم
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ بالنسبة للحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله
الشيخ : إيش
بالنسبة للحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله إطلاقا فما موقف الإنسان اتجاههم ؟
الشيخ : نعم
السائل : فما العمل تجاههم
الشيخ : ما إيش
السائل : ما موقف المسلم تجاههم
الشيخ : موقف المسلم تجاههم أن ينظر هل هم لا يحكمون بما أنزل الله تأويلا أو استكبارا لأن من ولاة الأمور من لا يحكم بما أنزل الله بناء على إيش على فتوى من العلماء فيه علماء ضلال يفتون الولاة بغير وجه حق ألم تعلموا أن بعض العلماء ونعني بهم علماء الدولة أخذوا من قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) أخذوا من هذا الحديث أن يحللوا ما حرّم الله في كتابه كالربا مثلا الذين يسمونه ربا استثماريا عرفت فلابد من التوقف حتى ينظر ثم إذا صار الكفر بواحا عندنا فيه من الله برهان فهل يجب علينا أن نثور عليه ننظر إذا كان يمكن إزالة هذا عن مكانه حتى يقوم مقامه من يحكم بكتاب الله فهذا واجب لكن إذا نظرنا للواقع الآن رأينا أنه لا يمكن إلا بإراقة دماء كثيرة ولا ندري من المنتصر أيضا أليس كذلك هذا الواقع يعني الإنسان لا يعيش في خياله يجب أن يعيش في الواقع يعني لو قلنا إن هذا الذي حكم بغير ما أنزل الله وقرّر حكما شيطانيا بدلا من الحكم الرحماني معاندا مستكبرا مستنكرا يقول بلسان حاله أو مقاله إن هذا النظام لا يصلح للناس الآن هذا لا شك إنه كافر لكن هل من الحكمة أن نثور عليه وحينئذ لا ندري من المنتصر وتراق دماء وتذهب أموال وتنتهك أعراض ماهو صحيح هذا لكنا نستعين الله عز وجل على إزالته ونسلك السبل التي يمكن زحزحته عن الحكم بما هو أبسط من ذلك نعم
إذا كان الأمر مستحب شرعا لكنه يستحي منه عرفا فهل يفعل إحياء للسنة أو لا بد من مرعاة الناس في عرفهم ؟
الشيخ : أما إذا كان الأمر فيه واسعا يعني وليس من الأمور التعبدية مثلا كرفع اليدين في الصلاة فهذا لا بأس أن الإنسان يراعي أحوال الناس في الأمر الجائز في الأمر الجائز وأما إذا كان أمر تعبدي عبادة يعني لو لم ننشرها بين الناس ماتت فهذا لابد من نشرها ولهذا قد يكون الشيء المستحب عند العامة واجبا على العلماء من أجل الإبلاغ وحفظ الشريعة
11 - إذا كان الأمر مستحب شرعا لكنه يستحي منه عرفا فهل يفعل إحياء للسنة أو لا بد من مرعاة الناس في عرفهم ؟ أستمع حفظ
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي.
الشيخ : اللهم صل على محمد ... اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة ...
الشيخ : نستمر يقول " وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي "
وعدم تسمية الصحابي لا تضر لأن الصحابة كلهم عدول طيب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ) يخالطهم يعني يذهب معهم ويجيء معهم ويجلس إليهم ويتكلم معهم وضده من؟، من لا يخالط الناس وهو المعتزل للناس يقول عليه الصلاة والسلام ( خير ) نعم ويصبر على أذاهم لأن الإنسان اللي يخالط الناس لابد من أذية لابد أن يسمع كلاما يؤذيه لابد أن يرى فعلا يؤذيه لابد أن يهان المهم هذا شيء معروف لكن يصبر على أذاهم ويصابر ويقول الذي لا يأتي اليوم يأتي غدا ويستحضر دائما قول الله عز وجل (( خذ العفو )) هذه الآية اجعلها دائما أمامك في معاملة الناس لك خذ العفو ما عفى وسهل فخذه وما لا فلا تهتم به ولهذا قال (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) كذلك يقول ( خير من الذي ) أي خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس وعلى هذا فقوله ( من الذي ) الذي صفة لموصوف محذوف والتقدير من المؤمن دليل ذلك وجود هذه الجملة الأولى ( الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن
ثم إن المؤمن أيضا الذي يخالط الناس يعرف الناس ويعرف أحوالهم ويعرف ما أخطأوا فيه فيحاول أن يعدله ويعرف مشاكل الناس يحاول أن يحلها فمخالطة الناس فيها خير وربما يستغني الإنسان عن مخالطة الناس بتوكيل أو تعيين من يخالط الناس ويخبره بأحوالهم حتى يكون على بصيرة من الأمر ويستطيع أن يعالج مشاكل الناس
12 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي. أستمع حفظ
فوائد حديث :( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ... ).
وفيه أيضا أن الأعمال تزيد في الإيمان لأن الخيرية التي ثبتت ثبتت بإيش بأفعال وهي مخالطة الناس والصبر على أذاهم إذن الأعمال من الإيمان يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها
ومن فوائد الحديث أن الخلطة مقدمة على العزلة يعني لو قال قائل هل الأفضل أعتزل في بيتي ولا أخرج من بيتي إلا للمسجد ولا أكلم الناس ولا أخالطهم أو الأفضل أن أخالط الناس قلنا ظاهر الحديث أن الأفضل المخالطة والصبر على أذاهم ولكن في هذا تفصيل في الواقع إذا كانت مخالطة الناس تؤدي إلى الوقوع في المحرم مثل ألا أجد مخالطة إلا مع قوم يلعبون القمار أو مع قوم يعاقرون الخمر أو ما أشبه ذلك فهنا لا شك أن العزلة عنهم واجبة لأن البقاء معهم بقاء على منكر والبقاء على المنكر محرم وعلى هذا فيقال العزلة نعم الخلطة أفضل من العزلة هذا من حيث إيش من حيث الأصل لكن قد يكون هناك أحوال نفضل فيها العزلة على الخلطة فلا يقال إن الخلطة أفضل مطلقا ولا العزلة أفضل مطلقا لكن عند الموازنة بينهما بقطع النظر عن العوارض نقول إيش الخلطة أفضل
طيب ومن فوائد هذا الحديث حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاختلاط بالناس حتى يعرف الإنسان أحوالهم ويكون منهم على بصيرة أنت إذا لم تخالط الناس لا تدري ما الذي يكون في المجتمع ولا تدري ما مشاكل الناس حتى تحاول حلها ولا تدري حال الرجل المعيّن حتى تعامله بما تقتضيه حاله فلابد من الاختلاط
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) رواه أحمد وصححه ابن حبان.
نعم هذا الحديث أيضا جدير بالصحة ( اللهم كما حسنت خلقي ) يقوله الآدمي أيا كانت خلقته حتى لو كان من أشد الناس دمامة فهو إيش حسن الخلق فإنه لا شيء من مخلوقات الله فيما نعلم أكمل من خلقة الإنسان فالإنسان في خلقته مكمّل مفضّل على غيره خلقته أحسن خلقة قال الله عز وجل (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) وقال (( لقد خلقنا الإنسان في كبد )) أي في ارتفاع وعلو على غيره وقيل في كبد في مكابدة الأمور وكلا المعنيين صحيح لكن على كل حال الإنسان خلقته محسنة على كل حيوان كما إذ تقول ( كما حسنت خلقي فحسّن خلقي ) والخلق هو الصورة الباطنة كم من إنسان جميل الخلقة من أحسن الناس لكن خلقه سيء فيغطي سوء خلقه محاسن خلقته وكم من إنسان دميم الخلقة ولكنه حسن الخلق فيغطي حسن خلقه دمامة خلقته فإذا اجتمع الأمران صار هذا خير لا شك صار هذا خيرا من عدمهما أو عدم أحدهما لكن على كل حال قل ( اللهم كما حسنت خلقي فحسّن خلقي )
14 - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) رواه أحمد وصححه ابن حبان. أستمع حفظ
فوائد حديث :( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ).
جواز التوسل بأفعال الله عز وجل من أين يؤخذ؟ من قوله ( كما حسنت خلقي فحسّن خلقي ) كقوله عليه الصلاة والسلام ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) إيش ( كما صليت على إبراهيم ) والتوسل إلى الله بأفعاله توسل شرعي
ومنها أيضا من فوائد الحديث الثناء على الله عز وجل والاعتراف له بالنعمة بتحسين الخلقة
ومن فوائده حثّ الإنسان على سؤال الله تعالى أن يحسن خلقه لأنه إذا حسّن الله خلقك استراح واطمأن وصار دائما في رضا لا يغضب وإذا غضب فهو سريع الفيئة ولا يعبّس في وجه أحد تجده دائما راضيا مرضيا عنه
باب الذكر والدعاء.
الذكر باللسان بكسر الزاي وبالقلب بضم الذال فإذا كان بمعنى التذكّر فهو بضم الذال نعم تقول نسيت فلانا بعد الذُكر هذا إيش ذكر إيش ذكر القلب ولا تقول بعد الذِكر لأن الذكر هو قول اللسان كما ذكره أهل اللغة وقيل إنه يجوز الكسر في المعنيين جميعا يعني يجوز أن تجعل ذكر القلب بالكسر وذكر اللسان بالكسر أما ذكر اللسان فلا يقال بالضم فصار عندنا الآن ذكر اللسان بإيش بالكسر ذكر القلب بالضم هذا هو الأفصح وبعض علماء اللغة يقول لا يجوز غيره ولكن بعضهم قال إنه يجوز الكسر أيضا
وما المراد بالذكر المراد بالذكر ذكر الله عز وجل ثم اعلم أن ذكر الله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح إذن متعلقه إيش يا محجوب
الطالب : ثلاثة
الشيخ : ثلاثة القلب واللسان والجوارح وأهمها ذكر القلب ولهذا قال الله تعالى (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا )) قلبه ولم يقل من أغفلنا لسانه أو جوارحه قال قلبه ولذلك يكون الذكر باللسان والجوارح دون القلب قشورا بلا لب تجد الإنسان لا يزداد به إيمانه ولا ينتفع به ذلك الانتفاع لكن إذا اجتمع ذكر القلب واللسان والجوارح فهذا أعلى الإيمان
فعليك يا أخي أن تذكر الله دائما بقلبك احرص على أن يكون قلبك حاضرا عند الذكر باللسان والجوارح
الذكر باللسان هو قول اللسان وهو معروف سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر الذكر بالجوارح العمل بطاعة الله، العمل بطاعة الله يسمى ذكرا قال الله تعالى (( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) قال وايش؟ (( ولذكر الله أكبر )) ذكر الله في هذه الصلاة أكبر وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) وهذا أمر بالسعي إلى الخطبة وهي من ذكر الله وإلى الصلاة أيضا
طيب إذن الذكر يكون بإيش بالقلب إيش واللسان والجوارح لكن إذا ذكرت أفعال الجوارح والذكر صار خاصا باللسان واضح يعني مثلا ذكرت الصلاة وبعدها ذكر مثل (( فإذا قضيتم الصلاة )) إيش (( فاذكروا الله )) فجعل الله الذكر بعد القضاء من الصلاة فنقول هذا المراد بالذكر هنا ذكر اللسان المعروف سبحان الله والحمدلله والله أكبر وما أشبه ذلك
" والدعاء " الدعاء الحقيقة هو دعاء الرب عز وجل نعم
الطالب : ذكر القلب
الشيخ : ذكر القلب تذكر الإنسان التفكر مثلا في آيات الله ذكر للقلب عندما تقول لا إله إلا الله تتفكر في معناها هذا ذكر القلب يعني حضور القلب عند ذكر الإنسان أو ذكر الجوارح هذه في القلب وقد لا يكون هناك ذكر لسان أو جوارح لكن ذكر القلب كالتفكر في خلق السماوات والأرض والآيات الأخرى
طيب الدعاء دعاء الله عز وجل ودعاء الله تعالى يكون بلسان المقال وبلسان الحال بلسان المقال وبلسان الحال فإذا قلت اللهم اغفر لي فهذا إيش دعاء بلسان المقال وإذا قرأت القرآن فهو دعاء بلسان الحال لأن القارئ للقرآن ماذا يريد؟ أجيبوا يا جماعة يريد الثواب كأنه يقول بلسان حاله اللهم أثبني ولهذا نقول الدعاء عبادة والعبادة دعاء صح؟ الدين دعاء والدعاء دين ما أدري ما دخل قلوبكم اسمع قال الله تعالى (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) عن عبادتي قال (( ادعوني )) ثم قال (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) فدل هذا على أن الدعاء عبادة والدعاء دين هو الدين أو من الدين قال الله تبارك وتعالى (( وإذا غشيهم موج كالظلل )) إيش (( دعوا الله مخلصين له الدين )) هل هم يركعون ويسجدون لا، يسألون الله تعالى أن ينجيهم فسمى الله دعاءهم دينا إذن الدعاء من الدين والدعاء من العبادة والعبادة دعاء والدين دعاء لأن كل إنسان يدين الله أو يدين لله إنما يريد إيش الثواب فهو داعٍ بلسان أجيبوا
الطالب : الحال
الشيخ : بلسان الحال هو داعٍ بلسان الحال لكن إذا ذكر الذكر والدعاء فهنا يفترقان يكون الذكر ما أشرنا إليه أولا والدعاء دعاء السؤال بلسان المقال أن تقول اللهم اغفر لي وارحمني إلى آخره
واعلم أن الدعاء هو إظهار العبد افتقاره إلى الله عز وجل واستغاثته به واعتماده عليه فهو في الحقيقة يمثّل حقيقة العبودية وأن الإنسان مضطر ومفتقر إلى ربه ولهذا كل ما اشتدت الحاجة إليه كان الإنسان إلى ربه أخبت أخبت وأطوع لأنه يعلم أنه لا يجيب إلا الله عز وجل لكن له شروط وآداب
فمن أهم شروطه أن يكون الإنسان معتقدا أنه عاجز عن حصول مطلوبه إلا بالله يعني أن يعرف أنه عاجز مفتقر إلى الله غاية الافتقار أما أن يدعو وهو يشعر بأنه مستغن عن الله فهذا لا يجاب وكيف يجيب الله عز وجل شخصا يدعو الله وهو يرى أنه غير محتاج إلى الله هذا غير ممكن
ثانيا أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا يخيّب سؤاله بل هو قادر على إجابته ولهذا لو دعا وهو يشك هل يجيب الله دعاءه أم لا، لا يجاب وفي الحديث ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )
الثالث أن يتجنب أكل الحرام فإن أكل الحرام من أكبر موانع الإجابة واستمع إلى الحديث العظيم وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) هذا الرجل يا إخواننا جمع أسباب الإجابة وهي إطالة السفر والثاني أشعث أغبر مهتم بالعبادة دون هندام نفسه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين من أسباب الإجابة يقول يا رب يا رب يتوسل إلى الله تعالى بربوبيته التي بها يكون الخلق والتقدير والأمر والتدبير ومع ذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أنى يستجاب لذلك ) لأنه كان إيش يأكل الحرام يشرب الحرام يتغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك
الشرط الرابع ألا يدعو بإثم فإن دعا بإثم أو قطيعة رحم فإنه لا يجاب لو سأل ما لا يمكن شرعا فإنه لا يجاب لو سأل أن الله يجعله نبيا مسكين ما رضي أن يكون عالما قال اللهم اجعلني نبيا يجاب أو لا يجاب لايجاب لو سأل الله تعالى أن يجمع بين النقيضين يجاب أو لا، لا يجاب وكلاهما مماثلين الأول الذي سأل ما لا يمكن شرعا والثاني الذي سأل ما لا يمكن عقلا وقدرا هذا أيضا ... فمن شرط إجابة الدعاء إيش ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم وإن شئت فقل ألا يعتدي في دعائه وهذا أعم وأشمل لقوله تعالى (( ادع ربكم تضرعا وخفية إنه )) إيش (( لا يحب المعتدين ))
وللدعاء آداب كثيرة منها رفع اليدين عند الدعاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ) فقوله ( إذا رفع إليه يديه ) يدل على أن رفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء إلا في مواطن التي جاءت السنة فيها بعدم الرفع إما صريحا وإما ظاهرا فهنا لا ترفع إما صريحا وإما ظاهرا فالصريح كرفع اليدين من الخطيب في خطبة الجمعة فإن الرسول كان لا يرفع يديه إلا في الاستسقاء أو أجب
الطالب : الاستصحاء
الشيخ : أو الاستصحاء ومن ذلك أيضا الدعاء في الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في دعاء الصلاة لا في دعاء الاستفتاح وهو قوله " اللهم باعد بيني وبين خطايي كما باعدت بين المشرق والمغرب " ولا في الدعاء بين السجدتين ولا في التشهد لا يرفع يديه إلا في القنوت فإنه كان يرفع يديه صلوات الله وسلامه عليه ( كان يرفع يديه إذا قنت لقوم أو على قوم ) وما عدا ذلك فإنه لا رفع لليدين في الصلاة بالدعاء طيب
وإما ظاهرا مثل كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) فإن ظاهر الحديث أنه كان لا يرفع يديه فالمهم أن الأصل في الدعاء ماهو رفع اليدين إلا إذا وردت السنة بعدم الرفع ظاهرا أو صريحا فلا يرفع قول المصلي بعد السلام أستغفر الله هذا دعاء لكن هل كان الرسول يرفع يديه
الطالب : لا
الشيخ : نعم ظاهر السنة ألا رفع لأن الذين يصفون صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقولون إنه يرفع يديه عند الاستغفار نعم
من آداب الدعاء ألا يخص الإمام نفسه بالدعاء الذي يجهر به ويؤمن عليه الناس في دعاء القنوت قنوت الوتر لا يقول ( اللهم اهدني فيمن هديت ) مع أن الوارد في السنة الذي علمه الرسول عليه الصلاة والسلام الحسن اللهم اهدني لكن إمام لا يقول اللهم اهدني وقد جاء في الحديث ( إذا خص الإمام نفسه بالدعاء فقد خانهم ) يعني المأمومين لأنك أنت تقول اللهم اهدني والناس يقولون يؤمنون على إيش على دعائك لنفسك فإذا كان وراءك أناس فقل اللهم اهدنا فيمن هديت وإلى آخره فمن الآداب ألا يخص الإمام نفسه بالدعاء إذا كان الدعاء مما إيش مما يجهر به ولهذا جاء الدعاء في الفاتحة بلفظ الجمع (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) فقد استشكل بعض العلماء قال كيف يكون الدعاء بلفظ الجمع ولفظ الجمع للمفرد يدل على إيش التعظيم والداعي في مقام الذل ليس في مقام العظمة ولهذا علّم النبي عليه الصلاة والسلام الحسن دعاء القنوت فقال اللهم اهدني فكان الحكمة والله أعلم أن هذه السورة سوف تقرأ من المسلمين عموما فيكون الذي يقول (( اهدنا الصراط المستقيم )) مستحضرا أنه يدعو لمن للمسلمين عموما ولاسيما إذا كان إماما لأن لو كان إماما وكان لفظ الآية اهدني الصراط المستقيم صار في هذا اختصاص مع أنه يدعو للعموم انتهى الوقت
مناقشة ما سبق.
الطالب : اللسان والقلب والجوارح
الشيخ : اللسان والقلب والجوارح طيب ما معنى ذكر القلب
الطالب : ذكر القلب هو أن يذكر الله سبحانه وتعالى بقلبه دون أن ... دون ذكر اللسان
الشيخ : لا وش معناه ذكر الله في قلبه
الطالب : الاستحضار أن الله سبحانه وتعالى يراه
الشيخ : نعم
الطالب : وأنه ... عز وجل حتى لو أنه ولا ... التفكر
الشيخ : تذكر عظمة الله وأنه لا إله إلا هو وأنه ... إلى آخر ما يوصف الله به الذكر باللسان هو
الطالب : قولي
الشيخ : قول اللسان بالجوارح نعم
الطالب : العمل بطاعة الله
الشيخ : العمل بطاعة الله أحسنت بارك الله فيك الدعاء ذكرنا أنه ينقسم إلى قسمين دعاء مسألة ودعاء عبادة مثال دعاء المسألة
الطالب : اللهم اغفر لي
الشيخ : أن يقول القائل اللهم اغفر لي دعاء العبادة
الطالب : ...
الشيخ : صالح هاه
الطالب : المصلي
الشيخ : نعم
الطالب : المصلي
الشيخ : المصلي داعٍ لله لأنه يقول رب اغفر لي دقيقة لأنه يقول رب اغفر لي
الطالب : لا
الشيخ : هاه
الطالب : لأنه يريد الثواب
الشيخ : لأنه يريد الثواب فهو داعٍ بلسان الحال
فإذا قال قائل ما وجه كون العبادة دعاء قلنا لأن الداعي يرجو بذلك ثواب الله فهو داع بلسان حاله وما هو الدليل على أن الدعاء عبادة