القارئ : "فلا يشق نقض الشعر فيه ، وغُسل الحيض والنفاس يوجد فيه هذا المعنى ، بخلاف غسل الجنابة ، فإنه يتكرر فيشق النقض فيه ، فلذلك لم يؤمر فيه بنقض الشعر " انتهى كلامه. المسألة الخامسة: قال ابن رجب: " وقد تكلم بعض العلماء في لفظة". الشيخ : باقي النصف القارئ : ... الشيخ : ... في حفل صغير لحفاظ القرآن وعدناهم أننا نصلي معهم هناك البحث إن شاء الله في الدرس القادم نكمله
الشيخ : سم بالله القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العمرة في "باب متى يحل المعتمر".
حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو عن أبي الأسود أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه أنه كان يسمع أسماء تقول كلما مرت بالحجون ( صلى الله على رسوله محمد لقد نزلنا معه ها هنا ونحن يومئذ خفاف قليل ظهرنا قليلة أزوادنا فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج )
القارئ : حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، عن أبي الأسود، أن عبدالله، مولى أسماء بنت أبي بكر، حدثته : ( أنه كان يسمع أسماء تقول كلما مرت بالحجون: صلى الله على محمد، لقد نزلنا معه ها هنا، ونحن يومئذٍ خفاف قليل، ظهرنا قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة، والزبير، وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أهللنا من العشي بالحج ). الشيخ : أنا عندي فلما مسحنا البيت القارئ : أهللنا الشيخ : أحللنا بالحاء أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج ، هكذا ما عندكم أحللنا قبل القارئ : لا ما عندنا يا شيخ الشيخ : شف الشرح ؟
" قراءة من فتح الباري لابن حجر " القارئ : "قوله: ( ونحن يومئذ خفاف ) زاد مسلم في روايته: خفاف الحقائب، والحقائب جمع حقيبة بفتح المهملة وبالقاف بالموحدة، وهي ما احتقبه الراكب خلفه من حوائجه في موضع الرديف. قوله: ( فاعتمرت أنا وأختي ) أي: بعد أن فسخوا الحج إلى العمرة، ففي رواية صفية بنت شيبة عن أسماء: قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج، فقال: ( من كان معه هدي فليقم على إحرامه، ومن لم يكن معه هدي فليحل ) فلم يكن معي هدي فأحللت، وكان مع الزبير هدي فلم يحل انتهى. وهذا مغاير لذكرها الزبير مع من أحل في رواية عبد الله مولى أسماء، فإن قضية رواية صفية عن أسماء أنه لم يحل لكونه ممن ساق الهدي، فإن جمع بينهما بأن القصة المذكورة وقعت لها مع الزبير في غير حجة الوداع كما أشار إليه النووي على بعده، وإلا فقد رجح عند البخاري رواية عبد الله مولى أسماء فاقتصر على إخراجها دون رواية صفية بنت شيبة، وأخرجهما مسلم مع ما فيهما من الاختلاف، ويقوي صنيع البخاري ما تقدم في باب الطواف على وضوء من طريق محمد بن عبد الرحمن وهو أبو الأسود المذكور في هذا الإسناد، قال: سألت عروة بن الزبير فذكر حديثا، وفي آخره: وقد أخبرتني أمي أنها أهلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة فلما مسحوا الركن حلوا، والقائل أخبرتني عروة المذكور، وأمه هي أسماء بنت أبي بكر، وهذا موافق لرواية عبد الله مولى أسماء عنها. وفيه إشكال آخر وهو ذكرها لعائشة فيمن طاف، والواقع أنها كانت حينئذٍ حائضاً، وكنت أولته هناك على أن المراد أن تلك العمرة كانت في وقت آخر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن سياق رواية هذا الباب تأباه فإنه ظاهر في أن المقصود العمرة التي وقعت لهم في حجة الوداع، والقول فيما وقع من ذلك في حق الزبير كالقول في حق عائشة سواء. وقد قال عياض في الكلام عليه: ليس هو على عمومه فإن المراد من عدا عائشة، لأن الطرق الصحيحة فيها أنها حاضت فلم تطف بالبيت ولا تحللت من عمرتها. قال: وقيل لعلى عائشة أشارت إلى عمرتها التي فعلتها من التنعيم ثم حكى التأويل السابق وأنها أرادت عمرة أخرى في غير التي في حجة الوداع، وخطّأه، ولم يعرج على ما يتعلق بالزبير من ذلك. قوله: وفلان وفلان كأنها سمت بعض من عرفته ممن لم يسق الهدي، ولم أقف على تعيينهم فقد تقدم من حديث عائشة أن أكثر الصحابة كانوا كذلك. قوله: فلما مسحنا البيت، أي طفنا بالبيت فاستلمنا الركن، وقد تقدم في باب الطواف على غير وضوء من حديث عائشة بلفظ: مسحنا الركن، وساغ هذا المجاز، لأن كل من طاف بالبيت يمسح الركن فصار يطلق على الطواف، كما قال عمر بن أبى ربيعة: ولما قضينا من منى كل حاجة ومسّح بالأركان من هو ماسح أي: طاف من هو طائف. قال عياض: ويحتمل أن يكون معنى مسحوا طافوا وسعوا، وحذف السعي اختصاراً لما كان منوطاً بالطواف. قال: ولا حجة في هذا الحديث لمن لم يوجب السعي، لأن أسماء أخبرت أن ذلك كان في حجة الوداع، وقد جاء مفسراً من طرق أخرى صحيحة أنهم طافوا معه وسعوا فيحمل ما أجمل على ما بين والله أعلم". الشيخ : الظاهر الظاهر، لا شك عائشة لم تدخل في هذا في حجة الوداع، لأنها ما طافت إلا طواف الإفاضة. وفي هذا الحديث إذا كان اللفظ محفوظاً دليل على جواز العمرة صباح اليوم الثاني لأنها تقول : أهللنا من العشي بالحج ،لكن الحديث كما سمعتم فيه شيء من القلق والاضطراب. السائل : فلما مسحنا البيت أهللنا من العشي الشيخ : لا، أحللنا ثم أهللنا. أحللنا بالحاء ثم أهللنا
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ). الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. البخاري رحمه الله يقول : " إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو " والحديث: ( كان إذا رقفل من حج أو غزو أو عمرة ) مطابق للترجمة تماما، لكن هل يقال هذا في كل سفر؟ أو في هذه الأسفار الثلاثة ؟ ظاهر الحديث أنه في هذه الأسفار الثلاثة، وقوله : ( يكبر على كل شرف من الأرض ) الشرف المرتفع، يكبر ثلاث مرات، ووجه ذلك: أن الإنسان إذا علا استعظم نفسه واستكبر نفسه فيقول: الله أكبر لأجل أن يذل نفسه فلا يرتفع. ويشبه هذه من بعض الوجوه (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا رأى ما يعجبه من الدنيا يقول: لبيك إن العيش عيش الآخرة ) سبحان الله، ( لبيك ) إجابة لك لئلا تفتنه نفسه فيبعد عن الله، فيقول: ( لبيك ) ثم يقول: ( إن العيش عيش الآخرة ) من أجل أن يزهد نفسه في عيش الدنيا ويرغبها في عيش الآخرة، وهكذا ينبغي لك إذا رأيت ما يعجبك من الدنيا من قصور أو سيارات أو غير ذلك تقول: لبيك إن العيش عيش الآخرة. أما البقية واضحة، ( آيبون ) أي راجعون ، ( تائبون ) أي إلى الله عز وجل، والتوبة هي التخلص من الذنب واستقامة الحال، ( عابدون ) من العبادة، ( ساجدون ) خص السجود لأنه مختص بالصلاة التي هي أفضل أنواع العبادة. ( لربنا حامدون ) قدم المعمول لإفادة الحصر أي لربنا وحده حامدون، والحمد هو عبارة عن إظهار الإنسان لكمال صفات الله عز وجل مع المحبة والتعظيم. ( صدق الله وعده ) لأي شيء لما وعد من النصر (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )). ( ونصر عبده ) المراد الجنس ، لكن بالنسبة للإنسان إذا كان الله نصره بنفسه فالمراد العين يعني الشخص. ( وهزم الأحزاب وحده ) من غير معين، هزمهم جل وعلا بالأسباب المعلومة المعروفة، يعني لا بخسف أو وابل من السماء، بل بالأسباب المعروفة. وأبين مثال على هذا قصة الأحزاب الذين حاصروا المدينة فوق عشرين ليلة، فأرسل الله عليهم الريح الشرقية بشدة عظيمة وبرودة عظيمة حتى كفّأت قدورهم ونقضت خيامهم وصاروا يصطلون على النار من شدة الهواء وبرودته. ولعله مرّ عليكم قصة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حين ( طلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أصحابه من يذهب يخبرهم بخبر القوم، كررها مرتين أو ثلاثة ثم قال : قم يا حذيفة يقول: فلما قال قم يا حذيفة لم أر بدا من إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فأخبرنا عن القوم ولا تحدث شيئاً، يقول: فخرجت من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخلت مكانهم مع شدة البرودة كأني في حمّام، أذهب الله البرودة والريح وكل شيء، يقول: فجعلت أنظر، فإذا أبو سفيان يصطلي على النار، يعني يستدبرها ويستقبلها، يقول: فلو أردت أن أصيبه لأصبته لقربي منه وتمكني، لكني قد قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحدث شيئاً ) فلم أحدث شيئاً، يقول: ثم صاح أبو سفيان : لينظر كل واحد منكم من جليسه، يقول: فسألت الذي بجانبي من أنت؟ بادره، وهذا مما يدل على الذكاء، من أنت؟ قال فلان، قال خلاص، يقول: ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فلما دخلت يعني تعديت منطقة العدو، ودخلت منطقة الصحابة عاد البرد كما كان، يقول: فجئت والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فوضع علي من ردائه عليه الصلاة والسلام ليدفأ). فالحاصل أن الله تعالى نصر المسلمين هنا بشيء خارج عن العادة أو معتاد؟ معتاد ، لأن الريح والبرد الشديد معروف أن الناس ما هم بصابرين عليها، لكن ما نزل شيء من السماء؟ إذن هزم الأحزاب وحده بما يرسل عليهم من أسباب الهزيمة. شف كلامه على الترجمة؟ هل هذا الذكر خاص بمن رجع من حج أو غزو أو عمرة، أو عام؟ القارئ : يقول سيأتي في الدعوات.
"قراءة من فتح الباري لابن حجر " القارئ : يقول : " أورد المصنف هنا تراجم تتعلق بآداب الراجع من السفر لتعلق ذلك بالحاج والمعتمر، وهذا في حق المعتمر الآفاقي، وقد ترجم لحديث الباب حديث نافع عن ابن عمر في الدعوات: ما يقول إذا أراد سفراً أو رجع، ويأتي الكلام عليه مستوفى هناك"إن شاء الله تعالى. الشيخ : طيب، ينظر فيه إن شاء الله الليلة القابلة.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، الحديث ظاهر في أنه في الدابة التي على الأرض الشيخ : كيف الدابة؟
السائل : يعني وهو يسير على الأرض الشيخ : حداً بيسير فوق وهو على البعير السائل : في الطائرة هل يشرع مثلاً إذا كان في الطائرة إذا رآها ترتفع الشيخ : إيش السائل : إذا ارتفعت الطائرة يكبر؟ الشيخ : حين ارتفاعها يكبر، وحين نزولها يسبح.
السائل : الله يحفظكم، المناسبة إذا نزل يقول سبحان الله؟ الشيخ : المناسبة، لأن النزول سفول، والسفول نقص، فينزه الله عز وجل عن النقص والسفول. واضحة المناسبة؟ نعم.
هل الحل أن المسلم كلما وجد في نفسه شيء من الكبر أن يقول من الأذكار ما يجعله يطمأن ؟
السائل : جزاكم الله خير، هل المسلم كلما وجد في نفسه شيء من الكبر والاستكبار أن يقرأ من الأذكار ما.. الشيخ : إي نعم، ما يوجب أن يطمئن، نعم، مثل الله أكبر.
بالنسبة للسجود فإنه أكثر ما يكون من الذل وخصصت به الصلاة لعظمتها فهل هذه الخصوصية تكون لشيء آخر ؟
السائل : بالنسبة للسجود ... لو أن الإنسان لو يريد أن يسجد لأحد ويتذلل لأحد بالسجود ما يمكن يتذلل... ويسجد لله وهو مطمئن بكل الأحوال؟ الشيخ : إي نعم، وراضي. السائل : ... خصوصية للصلاة لعظمة الصلاة. الشيخ : إي نعم، ولهذا أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. السائل : هذه الخصوصية للصلاة خاصة أو تصير ... ؟ الشيخ : الظاهر أنه حتى لو سجد سجود التلاوة يدخل في هذا.
حدثنا معلى بن أسد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه )
القارئ : حدثنا معلى بن أسد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : ( لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة، استقبلته أغيلمة بني عبد المطلب، فحمل واحداً بين يديه، وآخر خلفه ). الشيخ : إي نعم، هذا فيه استقبال القادم من الحج ومن غيره أيضاً، وكان الناس فيما سبق أدركناهم يفعلون ذلك، لأن ركب الحج يذهبون جميعاً ويرجعون جميعاً، إذا ذهبوا يخرج معهم الناس يشيعيونهم وإذا رجعوا خرج الناس خارج البلد يستقبلونهم، لكن الآن فيه استقبال، الذين يصلون للمطار مثلاً يخرجون لاستقبال المسافرين.
حدثنا أحمد بن الحجاج حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح )
القارئ : حدثنا أحمد بن الحجاج، حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي، وبات حتى يصبح ). الشيخ : مسجد الشجرة؟
" قراءة من فتح الباري لابن حجر " القارئ : " أورد فيه حديث بن عمر في خروجه صلى الله عليه وسلم إلى مكة من طريق الشجرة ومبيته بذي الحليفة إذا رجع، وفيه ما ترجم له وقد تقدم الكلام على الحديث في أوائل الحج". الشيخ : ما شاء الله ابن حجر، مرة يقول يجي ومرة يقول تقدم، الله يغفر له الله يغفر له.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله كان لا يدخل إلا غدوةً أو عشيةً )
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس رضي الله عنه، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية ). الشيخ : العشي آخر النهار، والطرق هو القدوم في الليل، والآن اختلفت الأمور، قد لا يتهيأ للإنسان أن يصل إلى بلده إلا في الليل كما هو في الطائرات الآن، لكن يخبر أهله بأنه يقدم عليهم الليلة الفلانية حتى لا يبغتهم وحتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. السائل : ... الشيخ : الأفضل أن يخبرهم قبل قدومه بوقت يتمكنون من التهيؤ له.
" قراءة من فتح الباري لابن حجر " القارئ : "قوله: باب خروج النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الشجرة، قال عياض: هو موضع معروف على طريق من أراد الذهاب إلى مكة من المدينة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى ذي الحليفة فيبيت بها وإذا رجع بات بها أيضاً ودخل على طريق المعرس بفتح الراء المثقلة وبالمهملتين، وهو مكان معروف أيضاً، وكل من الشجرة والمعرس على ستة أميال من المدينة، لكن المعرّس أقرب". السائل : ... الشيخ : لا بد أن يدخل البلد، إذا دخل المسافر البلد أول ما يبدأ أن يصلي ركعتين في المسجد. القارئ : قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله: باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع فيه . فيه يحيى بن أبي إسحاق عن أنس، كذا وقع في رواية الحموي عن الفربري، ومثله في رواية أبي زيد المروزي عنه لكن بالواو العاطفة بدل لفظ باب. والمراد بحديث يحيى بن أبي إسحاق فيما أظن الحديث الذي أوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر وقد أردف صفية فلما كان ببعض الطريق عثرت الناقة، فإن في آخره: فلما أشرفنا على المدينة قال: ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة )، وقد تقدم موصولاً في أواخر الجهاد وفي الأدب وفي أواخر اللباس وشرحته هناك إلا الكلام الأخير هنا فوعدت بشرحه هنا. قوله: ( كان إذا قفل ) بقاف ثم فاء أي رجع وزنه ومعناه، ووقع عند مسلم في رواية علي بن عبد الله الأزدي عن ابن عمر في أوله من الزيادة: ( كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا ) فذكر الحديث إلى أن قال: ( وإذا رجع قالهن ) وزاد: ( آيبون تائبون ) الحديث، وإلى هذه الزيادة أشار المصنف في الترجمة بقوله: " إذا أراد سفراً ". قوله: ( من غزو أو حج أو عمرة ) ظاهره اختصاص ذلك بهذه الأمور الثلاث، وليس الحكم كذلك عند الجمهور، بل يشرع قول ذلك في كل سفر إذا كان سفر طاعة كصلة الرحم وطلب العلم لما يشمل الجميع من اسم الطاعة، وقيل: يتعدى أيضاً إلى المباح، لأن المسافر فيه لا ثواب له فلا يمتنع عليه فعل ما يحصل له الثواب، وقيل: يشرع في سفر المعصية أيضاً لأن مرتكبها أحوج إلى تحصيل الثواب من غيره، وهذا التعليل متعقب، لأن الذي يخصه بسفر الطاعة لا يمنع من سافر في مباح ولا في معصية من الإكثار من ذكر الله، وإنما النزاع في خصوص هذا الذكر في هذا الوقت المخصوص، فذهب قوم إلى الاختصاص لكونها عبادات مخصوصة شرع لها ذكر مخصوص فتختص به كالذكر المأثور عقب الأذان وعقب الصلاة، وإنما اقتصر الصحابي على الثلاث لانحصار سفر النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ولهذا ترجم بالسفر، على أنه تعرض لما دل عليه الظاهر فترجم في أواخر أبواب العمرة: ما يقول إذا رجع من الغزو أو الحج أو العمرة. قوله: ( يكبر على كل شرف ) بفتح المعجمة والراء بعدها فاء هو المكان العالي، ووقع عند مسلم من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن نافع بلفظ: ( إذا أوفى ) أي ارتفع. قوله : ( على ثنية ) بمثلثة ثم نون ثم تحتانية ثقيلة هي العقبة أو فدفد بفتح الفاء بعدها دال مهملة ثم فاء ثم دال، والأشهر تفسيره بالمكان المرتفع، وقيل هو الأرض المستوية، وقيل الفلاة الخالية من شجر وغيره، وقيل غليظ الأودية ذات الحصى. قوله: ( ثم يقول لا إله إلا الله ) إلخ يحتمل أنه كان يأتي بهذا الذكر عقب التكبير وهو على المكان المرتفع، ويحتمل أن التكبير يختص بالمكان المرتفع وما بعده إن كان متسعاً أكمل الذكر المذكور فيه وإلا فإذا هبط سبح كما دل عليه حديث جابر، ويحتمل أن يكمل الذكر مطلقاً عقب التكبير ثم يأتي بالتسبيح إذا هبط. قال القرطبي: وفي تعقيب التكبير بالتهليل إشارة إلى أنه المتفرد بإيجاد جميع الموجودات وأنه المعبود في جميع الأماكن. قوله: ( آيبون ) جمع آيب أي راجع وزنه ومعناه، وهو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير نحن آيبون، وليس المراد الإخبار بمحض الرجوع فإنه تحصيل الحاصل، بل الرجوع في حالة مخصوصة وهي تلبسهم بالعبادة المخصوصة والاتصاف بالأوصاف المذكورة. وقوله: ( تائبون ) فيه إشارة إلى التقصير في العبادة وقاله صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع أو تعليماً لأمته أو المراد أمته كما تقدم تقريره، وقد تستعمل التوبة لإرادة الاستمرار على الطاعة فيكون المراد: أن لا يقع منهم ذنب. قوله: ( صدق الله وعده ) أي فيما وعد به من إظهار دينه في قوله: (( وعدكم الله مغانم كثيرة ))، وقوله: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض )) الآية، وهذا في سفر الغزو، ومناسبته لسفر الحج والعمرة قوله تعالى: (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين )). قوله: ( ونصر عبده ) يريد نفسه. قوله: ( وهزم الأحزاب وحده ) أي من غير فعل أحد من الآدميين، واختلف في المراد بالأحزاب هنا، فقيل هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا أي تجمعوا في غزوة الخندق ونزلت في شأنهم سورة الأحزاب، وقد مضى خبرهم مفصلاً في كتاب المغازي، وقيل المراد أعم من ذلك. وقال النووي: المشهور الأول، وقيل: فيه نظر لأنه يتوقف على أن هذا الدعاء إنما شرع من بعد الخندق؟ والجواب أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي خرج فيها بنفسه محصورة، والمطابق منها لذلك غزوة الخندق لظاهر قوله تعالى في سورة الأحزاب : (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال ))، وفيها قبل ذلك : (( إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها )) الآية، والأصل في الأحزاب أنه جمع حزب وهو القطعة المجتمعة من الناس فاللام إما جنسية والمراد كل من تحزب من الكفار وإما عهدية والمراد من تقدم وهو الأقرب. قال القرطبي: ويحتمل أن يكون هذا الخبر بمعنى الدعاء أي اللهم اهزم الأحزاب والأول أظهر". الشيخ : الأول أظهر لا شك، والأظهر أيضاً أنه عام ، ليس خاصاً بالأحزاب الذين حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بل عام. أحسنت، بارك الله فيك.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العمرة: "باب لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة".
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن محارب عن جابر رضي الله عنه قال ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق أهله ليلاً )
القارئ : حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن محارب، عن جابر رضي الله عنه، قال: ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق أهله ليلاً ). الشيخ : سبق أن المراد لا يطرق أهله ليلاً إلا إذا أعلمهم، إذا أعلمهم فلا بأس، وفي الوقت الحاضر كما هو معلوم تكون مواعيد الطائرات أحياناً لا تكون إلا في الليل، لكن يكون عند الأهل خبر، باتصال هاتفي أو موعد مقدم يعني مثلاً سأحضر في الليلة الفلانية فيزول المحظور، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين السبب قال : (لأجل أن تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة).
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنساً رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابةً حركها ) قال أبو عبد الله زاد الحارث بن عمير عن حميد حركها من حبها حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل عن حميد عن أنس قال جدرات تابعه الحارث بن عمير .
القارئ : حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني حميد، أنه سمع أنساً رضي الله عنه، يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة، أوضع ناقته ، وإن كانت دابة حركها )، قال أبو عبد الله: زاد الحارث بن عمير، عن حميد: حركها من حبها. حدثنا قتيبة، حدثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: جدرات، تابعه الحارث بن عمير.
فوائد حديث : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابةً حركها .
الشيخ : وهذا يدل على محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للمدينة وأنه من شدة الشوق إذا رآها حرك الناقة، فيستفاد من هذا أنه إذا كان الإنسان يحب بلدته فإنه إذا أقبل عليها يحرك كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. السائل : كيف يعني يحرك؟ الشيخ : يعني يسرع في مشيه، لكن لا يسرع يمشي على مائتين أو ثلاثمائة.
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول : ( نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها )
القارئ : حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي الله عنه، يقول: ( نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا، لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار، فدخل من قبل بابه، فكأنه عير بذلك، فنزلت: (( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من أبوابها )) ). الشيخ : الحمد لله. هذا مما يدل على جهل الناس قبل الإسلام، وأن الرجل إذا قفل من الحج أو العمرة ما يدخل مع الباب المعروف، يذهب يتسور الجدار ويرون أن دخوله مع الباب عيب، ولكن الله عز وجل بين هذا وأن المشروع أن يأتي البيوت من أبوابها. وهذه جملة الآية صارت نبراساً يتمشى عليه الإنسان في تصرفاته فيأتي إلى البيوت من أبوابها حتى في المعاملات، مثلاً إذا كان عنده إشكال لا يذهب إلى إدارة التعليم دون إدارة المدرسة، يبدأ بإدارة المدرسة، ثم كان تنتهي بإدارة التعليم لا يرفع إلى الوزارة الوزارة، وهكذا. فصارت هذه الآية مثلاً لكل من أراد أن يعامل معاملة فيأتي البيوت من أبوابها. كذلك أيضاً لو رأى امرأة متبرجة فلا يتكلم معها ، يتكلم مع من؟ مع وليها زوجها أو أخيها أو أبيها أو ما أشبه ذلك، ليكون قد أتى البيوت من أبوابها. كذلك أيضاً في طلب العلم لا يطلب العلم أول ما يطلب يذهب إلى المغني مثلاً أو إلى شرح المهذب أو إلى التمهيد أو ما أشبه ذلك، لا، يبدأ من أسفل. فهذه الآية الكريمة صارت الآن نبراساً يمشي عليه الناس في كل أحوالهم.
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته، فليعجل إلى أهله ).
فوائد حديث : ( السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله ).
الشيخ : هذا الحديث دال على أن السفر قطعة من العذاب يعني من الألم والتعب والتأذي، وليس المراد العذاب الذي هو عقوبة الله عز وجل، لأن السفر قد يكون سفر طاعة: سفر حج ، جهاد، عمرة ، طلب علم، لكن المراد أنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام يمنع الإنسان الراحة ويكون دائماً في هم، وسبحان الله حتى في وقتنا الحاضر الذي كان السفر على الطائرات هو أيضاً فيه عذاب، وهو على الطائرة يقول أخشى أن تقع، أخشى أن تضل، وما أشبه ذلك، فالإنسان في قلق ما دام مسافراً ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذا قضى حاجته من سفره أن يعجل إلى أهله، ومن ذلك الحج والعمرة، إذا انتهيت من الحج أو العمرة فعجل إلى أهلك، لأن غرضك الذي جئت من أجله قد انتهى. وفي هذا حسن المعاشرة للأهل أن الإنسان لا يتأخر عنهم، ما دامت انتهت حاجته لا يتأخر عنهم.
في الآية اليوم يأتي شخصاً وينادي صاحبه من شباك البيت فهل يدخل هذا في النهي ؟
السائل : أحسن الله إليكم، بالنسبة للآية ((وأتوا البيوت من أبوابها )) الآن إذا جاء شخص يريد شخصاً في الغالب أنه يأتيه من شباك البيت يناديه أو يضرب له بوري فهل يدخل في النهي؟ الشيخ :لا، لأن هذا فيمن أراد أن يدخل البيت، أما هذا ما أراد أن يدخل البيت. السائل : لا حرج أن ينادي عليه؟ الشيخ : لا بأس ، لكن لا يزعجه، فيكون من جنس الأعراب الذين ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات. السائل : ... الشيخ : أي حديث ؟ السائل : حديث الرجوع من السفر، على كل المغتربين فنقول مثلاً من السنة أن يرجع فور انتهاء طلبه. الشيخ : كل مسافر سواء لحج أو عمرة أو زيارة أو تجارة أو طالب علم.