الشيخ : تعليل أخر أنه إذا نام سدس الليل نقضت هذه النوْمة سهره وأصبح أمام الناس وكأنه لم يقم الليل فيكون في هذا إبعاد له عن الرياء بخلاف ما لو قام إلى الفجر فإنه تجِده في أول النهار ينعس فيقول الناس هذا الرجل لم يبِت الليل إلا قائما، إذًا الأفضل ثلث الليل بعد النصف لينام في أخر الليل، فإن قال قائل لماذا لا تجعلون الأفضل ثلث الليل الأخر لأن ذلك وقت النزول الإلهي فنقول جوابا عليه إن الذي يقوم ثلث الليل بعد نصفه سوف يُدرك النزول الإلهي، يُدرك نصف النزول الإلهي لأنه سيأخذ السدس الأول من السدس الأخير فيحصُل المقصود والنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي قال ( أفضل الصلاة صلاة داود ) وفصّلها صلى الله عليه وسلم، فهذا الرجل الذي يقول الثلث بعد النصف لا يفوته النزول الإلهي.
طيب ولهذا قال " أفضلها ثلث الليل بعد نصفه " يبقى النظر من أين يتقيّد النصف؟ أو من أين يبتدأ وإلى أين ينتهي؟ فالظاهر أنه من غروب الشمس إلى طلوع الفجر فيكون في الشتاء بعد مُضِيّ ست ساعات من الغروب لأن الشتاء ليلُه اثنتا عشرة ساعة ويكون في مثل هذا الوقت بعد خمس ساعات من الغروب لأن هذه الأيام الليل حوالي عشر ساعات، المهم أنه يختلف فقِس من غروب الشمس إلى طلوع الفجر والنصف ما بينهما هذا هو نصف الليل.
قال " وثلث الليل بعد نصفه " .

الشيخ : " وصلاة ليل ونهار مثنى مثنى " يعني اثنتين اثنتين فلا يُصلّي أربعا جميعا وإنما يصلي اثنتين اثنتين لما ثبت في "صحيح البخاري" وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تقول أو ما ترى في صلاة الليل؟ قال ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى ) وهذا ثابت في الصحيحين وغيرهما أن صلاة الليل مثنى مثنى وأما النهار فقد رواها أهل السنن واختلف العلماء في تصحيحها والصحيح أنها ثابتة كما صحّح ذلك البخاري رحمه الله.
وعلى هذا فتكون صلاة الليل وصلاة النهار كلتاهما مثنى مثنى، يُسلّم من كل اثنتين ويُبنى على هذه القاعدة كل حديث ورد بلفظ الأربع من غير أن يُصرَّح فيه بنفي التسليم يعني أنه إذا جاءك حديث فيه أربع ولم يُصرَّح بنفي التسليم فإنه يجب أن يُحمل على أنه يُسلّم من كل ركعتين لأن هذه هي القاعدة والقاعدة تُحْمَل الجزئيات عليها، فقول عائشة رضي الله عنها لما سُئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان قالت " ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن " فإن ظاهر الحديث إن الأربع بسلام واحد ولكن يُحمل هذا الظاهر على القاعدة العامة وهي أن صلاة الليل مثنى مثنى كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُقال إنها ذكرت أربعا وحدها ثم أربعا وحدها لأنه صلى أربعا ثم استراح بدليل ثم التي للترتيب والمهلة.
طيب إذا كانت صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فما الحكم لو قام الإنسان في صلاة الليل إلى ثالثة ورابعة؟ الحكم أن صلاته تبطل إذا تعمّد لأنه إذا تعمّد الزيادة على الاثنتين فقد خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على أن صلاة الليل إيش؟ مثنى مثنى، وإذا خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولهذا قال الإمام أحمد " إذا قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر " ومن المعلوم أنه إذا قام إلى ثالثة في صلاة الفجر متعمّدا إيش؟ بطلت صلاته بالإجماع، فكذلك إذا قام إلى ثالثة في التطوّع في صلاة الليل فإن صلاته تبطل إن كان متعمّدا وإن كان ناسيا وجب عليه الرجوع متى ذكر، يجب أن يرجع متى ذكر ويسجد للسهو متى؟ بعد السلام من أجل الزيادة وبه نفهم جهل من يتعمّد في التراويح في رمضان إذا قام إلى ثالثة ثم ذُكِّر يتعمّد أن يستمر ثم يُفتي نفسه ويقول إن استتم قائما كُرِه الرجوع وإن شرع في القراءة حَرُم الرجوع فيكون جاهلا مُركّبا لأن هذا الحكم فيمن قام عن التشهّد الأول أما من قام إلى زائدة فحُكمه وجوب الرجوع على كل حال، لكن مشكلتنا أن من الناس من يتكلّم بما لا يدري وهذا خطير جدا لأن الجهل المركّب ضرره عظيم فإن الجاهل المركّب يرى أنه على حق فهو يمُدّ يدا طويلة وربما يعتقد أنه أعلم من الإمام أحمد وابن تيمية، نعم، وهو كما قال حمار توْما، يقول " قال حمار الحكيم توْما لو أنصف الدهر كنت أركب " توْما رجل حكيم يدّعي الحكمة ويركب على الحمار وقال الحمار "لو أنصف الدهر كنت أركب" ما هو اللي يركبني أنا اللي أركبه وعلّل ذلك يعني جاء بالحُكم والعلّة قال " لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركّب " وجاهل بسيط حاله أكمل من الجاهل المركّب.
المهم على كل حال أن بعض الأئمة، يُذكر لي أنهم في رمضان إذا قاموا إلى ثالثة في التراويح ونُبِّهوا استمروا وجادلوا وقالوا إن الإنسان إذا قام حتى شَرَع في القراءة حَرُم الرجوع وذُكِر لي أن بعض الناس يَطرد هذه القاعدة فيما إذا قام إلى خامسة في الظهر، يقول إذا شرع في القراءة حرُم الرجوع وهذه مشكل.
طيب، إذا قام إلى ثالثة في النهار فمقتضى الحديث أن يكون كما لو قام إلى ثالثة في الليل وأنه حرام، يعني قصدي حرام أنها لو استمر لبطلت صلاته لكن المؤلف يقول.

الشيخ : " وإن تطوع في النهار بأربع كالظهر فلا بأس " .
"إن تطوّع" يعني المصلي في النهار بأربع كالظهر فلا بأس وقوله كالظهر يعني بتشهّدين، تشهّد أول وتشهّد ثاني واستدل في الشرح بحديث أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعا لا يفصل بينهن بتسليم ولكن الحديث ليس فيه أن الأربع تكون بتشهّدين ولهذا نرى أنه إذا صلى أربعا بتشهّدين فهو إلى الكراهة أقرب بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا توتروا بثلاث لا تشبّهوا بصلاة المغرب ) وهذا يدل على أن الشارع يريد ألا تُلحق النوافل بإيش؟ بالفرائض، والرجل إذا تطوّع بأربع وجعلها كالظهر بتشهّدين فقد ألحق النافلة بالفريضة فالصحيح أنه يُكره أن يُصلِّيَ أربعا بتشهّدين وحديث أبي أيوب الذي ذكره المؤلف ما فيه أنه كان يجلس بعد الثانية وتشهّد ولكن مع ذلك إن صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه فعل هذا فمن المعلوم أن الواجب قَبوله وأن يكون هذا مستثنى من الحديث الذي هو قاعدة عامة في أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى.

الشيخ : ثم قال المؤلف " وأجر صلاة قاعد على نصْفِ أجر صلاة قائم " .
يعني وتصح أو لا؟ تصح، صلاة القاعد لكنه على النصف من أجر صلاة القائم والمراد هنا في النفل ولهذا ساقها المؤلف رحمه الله في صلاة التطوّع أما الفريضة فصلاة القاعد القادر على القيام ليس فيها أجر لأنها صلاة باطلة إذ من أركان الصلاة في الفريضة القيام مع القدرة.
وقول المؤلف رحمه الله " أجر صلاة القاعد " مراده إذا كان قاعدا بلا عذر أما إذا كان قاعدا لعذر وكان من عادته أن يصلي قائما فإن له الأجر كاملا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من مرض أو سافر كُتِب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ) وهذه من نعمة الله وتوجب للإنسان العاقل أن يُكثر من النوافل مادام في حال الصحة لأن جميع النوافل التي يعملها في صحّته إذا مرض وعجَزَ عنها كُتِبت له كاملة يعني كأنه يفعلها فعلى هذا نقول أجر صلاة القاعد إذا كان لعُذْر وكان من عادته أن يُصلِّيَ قائما في حال القدرة إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : كامل، للحديث الذي أشرت إليه أو الذي ذكرته ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ) أما إذا كان لغير عذر فهو على النصف من أجر صلاة القائم، فإذا كان أجر صلاة القائم عشر حسنات كان لهذا القاعد خمس حسنات، وورد في الحديث ( وأجر صلاة المضطجع على النصف من أجر صلاة القاعد ) لكن هذا الشطر من الحديث لم يأخذ به جمهور العلماء ولم يروا صحة صلاة المضطجع إلا إذا كان معذورا وذهب بعض العلماء إلى الأخذ بالحديث وقالوا يجوز أن يتنفّل وهو مضطجع لكن أجره على النصف من أجر صلاة القاعد فيكون بالنسبة للقائم على الربع من أجر صلاة القائم.
والحقيقة أن هذه الجملة من الحديث لو عُمِل بها لكان العمل بها صحيحا وسديدا وذلك لأنها وردت في الحديث وأيضا فيها تنشيط على صلاة النفل لأن الإنسان أحيانا يكون كسلان، هو قادر أن يصلي قاعدا لكن معه شيء من الكسل فيحب أن يصلي وهو إيش؟ مضطجع، فمن أجل أن نُنشّطه على العمل الصالح نفْلا نقول صلي مضطجعا وليس لك إلا ربع صلاة القائم ونصف صلاة القاعد ولهذا رخّص العلماء في صلاة النفل أن يشرب الماء اليسير من أجل إيش؟ تسهيل التطوّع عليه والتطوّع أوسع من الفرض، نعم.

السائل : ... .
الشيخ : ما يمنع لأن السحر من أخر الليل ما هو بأخر الليل مرّة ما هو بسدس الليل الأخر السحر، كل أخر الليل سحر، نعم؟

السائل : النفل المطلق والإنسان قيّده واستمر على تقييده هل ينقلب ... قيام مبتدع؟
الشيخ : ما أظن هذا لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ).
السائل : ... .
الشيخ : الظاهر أنه ما فيه شيء، ما فيه مانع مادام أنه مشروع في الجملة لكن لا يَعتقد أن هذا العدد نفسه مشروع.
السائل : ... أن هذا العدد هو أفضل من غيره.
الشيخ : لا، ما يجوز هذا إلا بدليل لكن هو يتنفّل نفلا مطلقا ويُحافظ عليه.

السائل : إذا فاتت الإنسان راتبة قبلية كيف قضاؤها إذا كان لها راتبة بعدية؟
الشيخ : إذا فاتت القبلية ولها راتبة بعدية فليصل البعدية أولا ثم القبلية كراتبة الفجر مثلا آه كراتبة الظهر فيصلي الراتية البعديّة ثم يصلي القبلية التي فاتته، نعم؟

السائل : المضطجع كيف يعني يصلي بالإيماء وإلا؟
الشيخ : إي نعم بالإيماء كالقاعد أيضا، القاعد بيصلي بالإيماء.
السائل : القاعد ... .
الشيخ : السجود فقط أما الركوع فبالإيماء.
السائل : والمضطجع كله بالإيماء.
الشيخ : أي نعم، كله بالإيماء.

السائل : شيخ أحسن الله إليك، إيش الأفضل إنسان إذا ... وهو جالس يصلي أكثر وإذا قام يصلي أقل إيش الأكمل من الحالين القيام أو الجلوس؟
الشيخ : يقول رجل إذا صلى قائدا أكثر من الصلاة وإن صلى قائما قلّل فأيهما أفضل؟ الأفضل الثاني أن يُصلي قائما ويصلي نشاطه.

السائل : ... إذا صلى ركعة قاعدا وركعة قائما هل يلحق بالقائم أو القاعد أو يكون بينهما؟
الشيخ : الظاهر إنه إن كان لعذر فالأمر واضح. إن كان لغير عذر فله أجر ما عمِل.
السائل : جاء الإمام وصلى ست ركعات جليسا ... يجلس ويسلم معه ناس فارقوه ... الجماعة قالوا أنت مشتت الجماعة ما يجوز لك وصلى أربع جميع بعد زيادة ... وقال هذه هي السنّة ... في البخاري ومسلم، حرام عليكم.
الشيخ : هذا سنده متصل.
السائل : ... .
الشيخ : لا هذا غلطان، هذا جاهل مركّب، جاهل ومركّب ومعتدي بعد، نعم؟

السائل : إذا تطوّع بالنهار ونسي، ناوي ركعتين عندما قام للثالثة قال يجعلها أربع.
الشيخ : الأفضل أنه يجلس ويتشهّد ويسجد للسهو بعد السلام كالليل، الصحيح أن النهار كالليل إلا إذا ثبت أن الرسول تطوّع بأربع فما ثبت فهو أولى، نعم؟

السائل : أحسن الله إليكم، لم لا يُحمل حديث أبي أيوب على حديث " مثنى مثنى " ... .
الشيخ : لا يقول لا يفصل بينهما بتسليم حديث أبي أيوب.
السائل : حديث ( ... مثنى مثنى ) ... يكون معنى هذا أنه يتشهّد ويسلّم ... .
الشيخ : لكن يقول ليس بينهما تسليم، أربع ليس بينهما تسليم.

السائل : أحسن الله إليك، تفوته صلاة الوتر فهل يعني فيأتي بها بعد الظهر أو يجب أن يُبادر بها؟ ... .
الشيخ : يقول ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) فوقتها عند ذكرها، نعم؟

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف رحمه الله تعالى " التراويح عشرون ركعة " ما هو دليل كونها عشرين ركعة؟
السائل : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بن كعب أن يقوم بالناس عشرين ركعة.
الشيخ : من أين لك هذا؟
السائل : ... هذا الأثر فيه نظر.
الشيخ : - لا تعبث يا ولد -، نعم؟
السائل : حديث ابن عباس.
الشيخ : حديث ابن عباس مرفوعا وإلا موقوفا وإلا؟
السائل : حديث بن عباس؟
الشيخ : نعم.
السائل : مرفوعا لكنه ضعيف.
الشيخ : أحسنت طيب، حديث ابن عباس مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة لكنه ضعيف. طيب ما هو العدد الصحيح؟ نعم.
السائل : إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة.
الشيخ : طيب ما هو الدليل؟
السائل : الدليل حديث عائشة في الصحيح قالت : ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا ) .
الشيخ : نعم، وصح عنها أنها قالت " كان يصلي ثلاث عشرة ركعة " أحسنت طيب. هل في ذلك أثر عن عمر؟ نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أمر أبي ... سبحان الله.
السائل : في عهد عمر بن الخطاب كانت تصلى عشرون.
الشيخ : لا لا أنا أريد أثر على أنها إحدى عشر. محمد سلامة؟
السائل : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يصلّيَ بالناس إحدى عشرة ركعة.
الشيخ : إحدى عشر ركعة، أن يقوم للناس بإحدى عشر ركعة، أحسنت.
يقول المؤلف رحمه الله إنها تفعل جماعة، ما هو الدليل على أنها تفعل جماعة؟
السائل : حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : بعد.
السائل : ... .
الشيخ : وأما الرسول فلم يفعلها.
السائل : فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، تركها خشي أن تفرض عليهم.
الشيخ : إذا ليش تستدل بأثر عمر وعندك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
السائل : ... .
الشيخ : المهم الأن لو سألك سائل هل هناك دليل على أن التراويح تُفعل جماعة فماذا تقول؟
السائل : أقول فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : تقول نعم عندي دليل وهو أن الرسول.
السائل : فعلها.
الشيخ : كم ليلة؟ ثلاث ليالي ثم تخلّف وقال ( خشيت ) .
السائل : ( خشيت أن تفرض عليكم ) .
الشيخ : أحسنت، ومتى أقيمت بعده أي متى جُمِع الناس على إمام واحد بعده؟
السائل : ... .
الشيخ : في وقت عمر رضي الله عنه. أحسنت إذًا اجتمع فيها سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنّة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أحسنت، طيب.
هل هناك دليل خاص على قضاء الراتبة؟
السائل : ... صلى الله عليه وسلم قد فاته راتبة الظهر ... ركعتان بعد الظهر فقضاهما بعد العصر.
الشيخ : أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى الركعتين بعد الظهر قضاهما بعد العصر لأنه شغل عنهما، فيه دليل أخر؟
السائل : ... .
الشيخ : أحسنت يعني حديث أبي قتادة وكذلك روى أبو هريرة نحوه، نعم، طيب.
يقول المؤلف " إن صلاة الليل أفضل من صلاة النهار " هل هذا على إطلاقه؟
السائل : لا، فيه تفصيل.
الشيخ : فصّل؟
السائل : الصلاة إما مطلقة أم مقيّدة.
الشيخ : نعم.
السائل : فإذا كانت مقيّدة بالنهار مثل تحية المسجد فإنها أفضل من صلاة الليل.
الشيخ : يعني إذا صار مطلق، إن كان مقيّد وفي وقته أفضل من المطلق، إذًا صلاة الليل في حال الإطلاق، يعني إنسان مثلا ... يقوم يصلي يقول صلاة الليل أفضل من صلاة النهار طيب.
هل لك دليل في هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما هو؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل ) .
الشيخ : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل ) أحسنت طيب، نقرأ الأن. انتهت المناقشة.

الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى " وتُسنّ صلاة الضحى " .
صلاة الضحى من باب إضافة الشيء إلى وقته ولك أن تقول إنها من باب إضافة الشيء إلى سببه كما تقول صلاة الظهر نسبة للوقت والوقت سبب هكذا أيضا صلاة الضحى نسبة للوقت والوقت سبب، وقول المؤلف " تُسنّ " يعني المعلوم أن السنّة ما أمر به لا على وجه الإلزام وأن حكم السنّة أن يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها فأفادنا المؤلف أنها سنّة وليست بواجبة ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي علّمه الصلوات الخمس حين سأله الرجل "هل علَيّ غيرها؟" قال ( لا إلا أن تطوع ) ودليل أخر حديث معاذ بن جبل لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في أخر حياته إلى اليمن قال ( أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ) ولم يذكر صلاة الضحى ولو كانت واجبة لذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقول المؤلف "تسن صلاة الضحى" ظاهره أنها سنّة مطلقة ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي الدرداء وأبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاهم بصلاة ركعتين في الضحى.
قال أبو هريرة رضي الله عنه ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ) وظاهر هذا أنها سنّة مطلقة في كل يوم وذهب بعض أهل العلم إلى أنها ليست بسنّة لأن أحاديث كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يصليها وفصّل بعضهم، فقال أما من كان من عادته قيام الليل فإنه لا يُسنّ له أن يُصلي الضحى وأما من لم تكن له عادة بصلاة الليل فإنها سنة في حقه مطلقا كل يوم، هذه ثلاثة أقوال، القول الرابع أنها سنّة غير راتبة يعني يفعلها أحيانا وأحيانا لا يفعلها وظاهر الأدلة من حيث العمل أنها سنّة مطلقا دائما إلا لمن كان له صلاة من الليل ولكن قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( على كل سلامة من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس ) ( على كل سلامة ) السلامة العضو ( من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس ) وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن السلامة ثلاثمائة وستون مفصلا في الجسم فيكون على كل واد من الناس كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة ولكن هذه الصدقة ليست صدقة مال بل كل ما يُقرّب إلى الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ففي كل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ) إلى أن قال ( وفي بُضع أحدكم صدقة ) قال ( ويُجزئ من ذلك أو قال عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) وبناء على هذا الحديث نقول إنه يُسنّ أن يصلهما دائما لأن أكثر الناس لا يستطيعون أن يأتوا بهذه الصدقات التي تبلغ ثلاثمائة وستين يعني ... صدقة وعلى هذا فيُسنّ أن يُصلها كل يوم بناء على هذا الحديث.

الشيخ : يقول " وأقلّها ركعتان وأكثرها ثمان " .
"أقلها ركعتان" لحديث أبي هريرة ركعتي الضحى ولأنه لا يُسنّ التطوّع بأقل من ركعتين إلا في الوتر إيش؟ إلا في الوتر.
" وأكثرها ثمان " لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة دخل بيت أم هانئ فصلى فيه ثماني ركعات ولكن هل هذا يدُل على أنه لا زيادة؟ الذين قالوا بأن أكثرها ثمان قالوا نعم يدل على أنه لا زيادة ولكن الصحيح أنه لا حد لأكثرها لقول عائشة رضي الله عنها " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي كل يوم من الضحى ركعتين ويزيد ما شاء الله " فقولها " يزيد ما شاء الله " هذا يدُل على عدم التحديد وأما حديث أم هانئ أنه صلى في بيت أم هانئ ثماني ركعات فلا يدل على التحديد، لماذا؟ لأنها قضية عين، صلى ثماني ركعات لأنه يريد أن يشتغل بشغل أخر ولم يقل لا تزيدوا على هذا، فالصحيح أنه لا حد لأكثرها وأن الإنسان لو بقي يُصلي من خروج وقت النهي بعد طلوع الشمس إلى وقت النهي عند الزوال وصلى أربعين ركعة فلا، فهذه من الضحى.
طيب إذًا الصحيح أن أكثرها إيش؟ لا حد له، طيب، أكثرها ثمان "أكثر" مبتدأ و"ثمان"؟ خبر لكن كيف نعرب ثمان؟ نعربها إعراب المنقوص، كيف الإعراب المنقوص أنها بياء مفتوحة في النصب منوّنة فتقول اشتريت من الغنم ثمانيًا كما تقول رأيت قاضيًا في حال الرفع والنصب نحذف الياء وتبقى الكسرة دليلا عليها لكنها منوّنة وهذا التنوين عِوَض عن الياء المحذوفة فتقول عندي من الغنم أو عندي من الضأن ثمانٍ وإلا ثمانٌ؟ ثمانٍ، وعليه فنقول ثمان مرفوعة بضمّة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين والنون عِوَض عن الكلمة المحذوفة عن الياء المحذوفة، التنوين عوض عن الياء المحذوفة، هذا إذا لم تُرَكّب يعني إذا لم تُركّب مع عشر فإنه تُعرب إيش؟ إعراب المنقوص، وفيها لغة رديئة قليلة أن تُعرَب بالحركات على النون فتقول اشتريت من الضأن ثمانًا وعندي من الضأن ثمانٌ ونظرت في الضأن إلى ثمانٍ وهذه اللغة تناست الياء نهائيا، تناست الياء كأنها لم تكن موجودة وصار الإعراب على النون، إذًا لنا في إعرابها وجهان إذا لم تُركّب، ما هما؟ تعرب إعراب المنقوص وهذا هو المشهور وأن تُعرب على الحركات على النون على حسب العوامل، أما إذا رُكّبت مع عشر أو عشرة مع عشرة لأنها ما تركّب مع عشر فإنها تُبنى على الفتح فيُقال ثمانِيَ عشرة امرأة ويجوز إسكان الياء فتقول ثماني عشرة، إذًا فيها وجهان ثماني عشرة، والثاني؟ ثمانِيَ عشرة تُبنى على الفتح، هنا أكثرها ثمان، ويش الأفصح فيها؟ أكثرها ثمانٌ وإلا ثمانٍ؟ ثمانٍ بالكسر على أنها معربة إعراب المنقوص، أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا يصلي من الضحى.
السائل : ... .
الشيخ : لا إله إلا الله.

السائل : لأن الصحابة يوم الجمعة كانوا يصلون حتى يأتي الجمعة.
الشيخ : يصلون كم؟
السائل : يصلون حتى يأتي الإمام.
الشيخ : نعم.
السائل : لو كان هذا يفعلونه في غير جمعة ... مما يدل على أنها مقيدة بثمان.
الشيخ : ما هو صحيح لأنه يمديك تصلي ثمانين ركعات قبل زوال الشمس، ما هو ثمان ركعات.
السائل : خرجنا عن الضحى إذًا.
الشيخ : لا ... بيجيك وقتها الأن من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال، وقتها واسع ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) أخرجه مسلم، نعم؟
السائل : بالنسبة للقول الذي يقول إن صلاة الضحى من كان له ورد بالليل فتركه عن عمد.

السائل : كيف يكون هذا القول مع أن عائشة تقول ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : كيف يكون هذا القول مع قول عائشة؟
الشيخ : لا يقول الذي له صلاة من الليل لا يصليها.
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم أما إذا ترك شيئا من الليل كان يقضيه بالنهار اثني عشرة ركعة.
الشيخ : نعم.
السائل : بس تقول إنه صلى ثمان.
الشيخ : صلى ثمان في عام الفتح.
السائل : ... .
الشيخ : ولهذا بعض العلماء يقول إن ثمان هذه سنّة الفتح وأنه ينبغي للإمام إذا فتح بلدا أن يُصلي فيه ثمان ركعات.
السائل : ... .
الشيخ : لا، الله أعلم.

السائل : شيخ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) هل هذا أفضل وقت لأداء الضحى؟
الشيخ : إي نعم، أخر وقتها أفضل من أولها.
السائل : أخر وقتها.
الشيخ : أفضل من أولها، بيجينا إن شاء الله، اصبر علينا يا نصر.
السائل : طيب شيخ هل تُصلى بجماعة؟
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : بعض العلماء يرى أن يوم الجمعة ما فيه نهي وهذا أيضا تأتينا إن شاء الله، نعم؟

السائل : غير السنن الراتبة لا تدخل دائما.
الشيخ : لا لا.
السائل : قبل المغرب ... .
الشيخ : إي نعم، هذه قال ثلاث لا يتخذنها سنّة يعني راتبة لأن السنن الرواتب تابعة للصلاة أما السنن غير الرواتب اللي غير تابعة للصلاة فهذا الوتر سنّة راتبة.
السائل : ... ممكن يتركها أحيانا.
الشيخ : أيهم؟
السائل : النوافل المطلق.
الشيخ : لا ما هو لازم، نعم يا عبد الرحمان؟
السائل : أحسن الله إليكم قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لراتبة الظهر بعد العصر هل يدُل هذا على جواز القضاء بعد العصر؟ ... .
الشيخ : بتجينا إن شاء الله في وقت النهي في أخر الباب.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم؟

السائل : حديث أبي هريرة المتفق عليه قال أوصاني خليلي أن أوتر قبل أن أنام ثم قال ركعتي الضحى، ألا يدل هذا على أنه إذا أوتر قبل أن ينام فإنه لا يقوم الليل، فما يدل على أنه إذا قام يعني لأنه ما قام من الليل فيأتي ... ؟
الشيخ : إي هذا استدل به من قال بهذا على أن من يقوم الليل لا يأتي بصلاة الضحى، نعم، لكن ذكرت لكم أننا نرجّحها من جهة الصدقة، نعم؟
السائل : بالنسبة للوارد في السنن الراتبة عشرة ركعات واثنى عشرة ركعة ... ترجيح بجمع ... ؟
الشيخ : لا، لأن ابن عمر شهد ما رأى وهذه زيادة.
...

السائل : شيخ أحسن الله إليكم في صلاة الليل ذكرنا أن داود عليه الصلاة والسلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام السدس، أقول كيف يتأتّى هذا أحسن الله إليك مع أنه المغرب يبدأ الليل يبدأ من الغروب، غروب الشمس لأن الإنسان الأن في وقتنا هذا إذا قلنا مثلا أن الليل مثلا الساعة الحادي عشر واثنين وعشرون دقيقة وصلاة العشاء مثلا يُفرغ منها الساعة الثامنة والنصف تقريبا كيف ينام النصف ويقوم الثلث ويقوم السدس؟
الشيخ : ما فهمت؟
السائل : الأن الليلة هذه نصف الليل سيكون الساعة إحدى عشرى واثنين وعشرين دقيقة.
الشيخ : طيب زين من إحدى عشر واثنين وعشرين يبدأ نصف اليل.
السائل : يبدأ نصفه الثاني.
الشيخ : إيه خذ من إحدى عشر واثنين وعشرين ثلث الليل.
السائل : لكن إحنا كلامنا عن داود عليه السلام أنه كان ينام نصف الليل.
الشيخ : نعم.
السائل : نعم مع أنه الأن إحنا قلنا إن الليل يبدأ من المغرب، نعم، كيف ينام نصف الليل؟
الشيخ : يعني قصدك ينام عن صلاة العشاء.
السائل : العشاء والمغرب إذا قلنا أنه ..
الشيخ : أي ما يخالف العشاء والمغرب، نقول أما داود عليه الصلاة والسلام ما نعرف على أنه العشاء عنده هو وقت العشاء في هذه الملّة أو في هذه الشريعة أو يختلف؟ فإن كان لا يختلف فيقال إنه ينام بعد العشاء إلى أن ينتصف الليل، العشاء الأن كم؟ الساعة ثمان إلا خمس، من ثمان إلا خمس إلى إحدى عشر واثنين وعشرين ينام.
السائل : ما صار النصف؟
الشيخ : إيه يعني قصدي أنه ينام نصف الليل يعني إلى نصف الليل يُحمل على أنه إلى نصف الليل. هذا إذا قلنا إنه مثلنا، إن شريعته مثلنا يعني صلاة المغرب والعشاء تستوعب هذا مع أنه فيه احتمال أن صلاة العشاء عندهم مع صلاة المغرب يكون الوقت متسع.
السائل : لكن فعل النبي عليه الصلاة والسلام لما قالت عائشة " ما ألفاه في السحر إلا نائما " هذا يدُل على أنه كان يفعل كما يفعل داود عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : أي ما يخالف ما يضر، ينام قليلا ثم يقوم.
السائل : يعني يكون المعنى إلى نصف الليل.
الشيخ : نعم.

السائل : جزاك الله خير، إذا نوى الشخص أن يقوم من الليل وخشِيَ ألا يقوم فأوتر ثم وفقه الله سبحانه وتعالى أن استيقظ فهل يكتفي بهذا الوتر الذي أوتره قبل أن ينام أم يوتر مرة ثانية أم كيف؟
الشيخ : لا، لا يوتر مرة ثانية، يكتفي بالأول ويصلي ركعتين ركعتين إلى الفجر.