الشيخ : وكذلك لو قيل له هذه المرأة ليست زوجتك وهي زوجته ، فتأول وقال والله ليست زوجتي ويريد ليست زوجتي قبل العقد عليها ، صحيح هذا ولا غير صحيح ؟ صحيح ، لأنه مظلوم ، أما من ليس ظالما ولا مظلوما فاختلف العلماء في جواز التأويل فبعضهم قال إنه جائز وبعضهم قال إنه غير جائز والأقرب أنه ليس بجائز ، لأن من المعلوم أن المتأول سوف يكون الأمر على خلاف ظاهر كلامه لو اطلع عليه ، وحينئذٍ يتهم بأيش ؟ بالكذب ثم لا يُصدّق بعد هذا ، ثم إنه يفتح على الناس باب التلاعب بالحقائق ، فيصير الإنسان كل شيء يتأول فيه ، فالصواب أنه حرام ، وهذا الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، على أن التأويل إذا لم يكن بحق فإنه غير جائز.
تتمة فوائد حديث - (حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبدالحميد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال ( من يضيف هذا الليلة رحمه الله ) فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة )
الشيخ : ومن هذا الحديث يقول : لقد عجب الله ؟ لقد عجب الله من صنيعكما ، العجب هنا بمعنى استحسان الشيء ، استحسان الشيء والرضا به ، والعجب نوعان : الأول أن يكون العجب لخفاء الشيء عن المتعجب فيأتي مباغتا له فيتعجب ، وهذا لا تحل إضافته إلى الله ، والثاني العجب بمعنى خروج الشيء عن نظائره أو استحسانه ، فهذا جائز ، جائز على الله عز وجل ، ودليله في القرآن والسنة ، قال الله تعالى : (( بل عجبتُ ويسخرون )) هذا في القرآن ، نعم ؟ هكذا الآية ؟ ها ، فيها قراءة سبعية صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (( بل عجبتُ ويسخرون )) فيكون العجب ثابتا بالقرآن ، وفي السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ) يعني قرب تغييره ( ينظر إليكم أزلين قنطين ، فيظل يضحك يعلم أن فرجه قريب ) الشاهد قوله : ( عجب ربنا من قنوط عباده ) فإن هذا محلا يدعو إلى العجب لخروج الشيء عما ينبغي أن يكون عليه ، فإن الذي ينبغي للعبد ألا يقنط من رحمة الله وأن ينتظر الفرج من الله عز وجل ، وانتظاره الفرج عبادة يزداد به أجرا عند الله ، ثم إن الشدة إذا وقعت به تجده دائما يلهج إلى ربه عز وجل بالمعافاة منها فيكسب بهذا أجرا ، وقد تكون هذه العلة تكون ثوابها عند الله أعظم وأعظم ثم إذا جاء الفرج بعد الشدة وانتهاء الشدة صار له طعم أشد ... ، الحاصل أن نقول العجب نوعان : عجب بمعنى الإستحسان أو خروج الشيء عما ينبغي أن يكون عليه فهذا ثابت لله ، وعجب بمعنى الجهل بالشيء فيأتي على غِرّة فهذا لا يجوز إثباته لله عز وجل ، لأنه نقص ، نعم ، وفيه أيضا دليل على تلهية الصبيان وأن يلهيهم ويسليهم ويقول إن شاء الله الآن نجيبلك كذا ويجيبلك كذا ، نعم مما يصدق فيه ولا بد أن يصدق لأن الصبيان إن تعودوا الكذب من رب البيت فسيكثر فيهم الكذب ، نعم سليم.
السائل : إذا نظرنا يا شيخ إطعام الضيف وتقديمه على صبيانه ... الصبيان محتاجين مثل ما هو محتاج الضيف. الشيخ : والسؤال. السائل : صنيعهم هذا ... . الشيخ : ههه طيب إذا صار ما شاء الله عليه ، وش تبي تعذره يا سليم ، ... بارك الله فيك يمكن أن نعطيهم من طعام البيت بعد انتهاء الضيف لكن هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ما فيه إشكال ... عن قرب ، نعم.
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة: أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك قال فنزلت هذه الآية { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [ 59 / الحشر / 9)
القارئ : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة : ( أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك قال : فنزلت هذه الآية (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) ).
وحدثناه أبو كريب حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضيفه فلم يكن عنده ما يضيفه فقال ( ألا رجل يضيف هذا رحمه الله ) فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة فانطلق به إلى رحله وساق الحديث بنحو حديث جرير وذكر فيه نزول الآية كما ذكره وكيع
القارئ : وحدثناه أبو كريب حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضيفه فلم يكن عنده ما يضيفه فقال : ألا رجل يضيف هذا رحمه الله . فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة فانطلق به إلى رحله ) وساق الحديث بنحو حديث جرير وذكر فيه نزول الآية كما ذكره وكيع.
الشيخ : في هذا الحديث دليل على الجملة الدعائية بلفظ الماضي رحمه الله ، أن يقال في الدعاء رحمه الله وهذا الذي مشى عليه الناس قديما وحديثا ، يقولون قال رسول الله صلى الله عليه ويقولون قال المؤلف رحمه الله ويقولون أوصى فلان رحمه الله ، يعبرون بالماضي وهذه الجملة ليست خبرا حتى يقال ما أعلمك أن الله رحمه ، لكنها دعاء جاءت بصيغة الماضي كأنك لثقتك بالله تجزم بأنه وقع ، استبدل بعض الناس الآن يقولون فلان يغفر الله له فلان يرحمه الله ، وهذا وإن كان جائزا لكن الماضي أولى لأنه اللفظ المعتاد عند أهل العلم ونقول في يغفر الله يرحمه الله ما قلنا في رحمه الله ، هل تجزم أن الله يرحمه في المستقبل ؟ ما تجزم ، فهما سواء لكن الأُولى التعبير بالماضي أقوى رجاء وتفاؤلا من المضارع.
السائل : ... . الشيخ : والله ما أدري عنك ، أنت ... ، عجب الله عجب الملائكة يعني الله هو الملائكة ! ، هذا افتراء على الله ، كذب على الله ، هل أحد يشهد بأن الله أراد عجب الله عجبت الملائكة ؟! غلط عظيم افتراء على الله كذبا ، وأيما أعظم أن يعجب الله أو تعجب الملائكة ؟ الأول أن يعجب الله عز وجل ، فهم يحرفون الكلم عن مواضعه وسيسألون يوم القيامة عن هذا ، القرآن بين واضح ، ما فيه التباس ولا إلغاز ولا أحاجي ، ثم يأتي هؤلاء الطرطمان ويقولون المراد عجبت الملائكة ، نعم عبد الله.
السائل : بعض الناس يطلقون الحديث هذا ... أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه هنا في لفظ الحديث يقول أبو طلحة. الشيخ : وهو أبو طلحة لا شك. السائل : ليس أبو أيوب. الشيخ : ليس أبو أيوب ، لكن لا ، جائز أن تتعدد ، إذا صح أنه أبو أيوب فهو متعددة ، القصة متعددة ، سم بالله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( احتلبوا هذا اللبن بيننا ) قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النوم وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فأهلك فقال ( اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني ) قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافلة وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطعمون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أشربتم شرابكم الليلة ؟ ) قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إحدى سوآتك يا مقداد ) فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها ) قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال : ( أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم : احتلبوا هذا اللبن بيننا. قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النوم وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فأهلك فقال : اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني. قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافلة وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشربتم شرابكم الليلة ؟ قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إحدى سوآتك يا مقداد. فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها. قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس ).
الشيخ : في هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يسلم سلاما يسمعه اليقظان ولا يستيقظ منه النائم ، وهكذا ينبغي الإنسان إذا دخل مكانا فيه نوّم وفيه يقظة أن يسلم سلاما يسمع اليقظة ولا يوقظ النائم من أجل أن يتحاشى أذية الإنسان ، لأن النائم لا يحب أن يوقظه أحد ولا سيما إذا كان مشتهيا للنوم ، وكان ممن إذا استيقظ أثناء النوم لا ينام ، يعني بعض الناس إذا استيقظ أثناء النوم لا ينام ، وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم من جهة أنه لما رأى الإناء الذي كان يشرب منه اللبن ليس فيه شيء لم يدع على من شربه بل قال : ( اللهم أطعم من أطعمنا وأسق من سقانا ) وكان بصدد أن يدعو على من شربه ولكن لحسن خلقه ورباطة جأشه وطمأنينة قلبه دعا بهذا الدعاء فيسر الله له أبا قتادة وقام واحتلب العنز وجاء إليه باللبن ، وفيه أيضا حسن خلقه صلى الله عليه وسلم من حيث القسمة بينه وبين الرجال الذين معه ، فلم يكن يرى لنفسه حقا في مثل هذا ، وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وفيه أيضا استحباب شرب اللبن وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شربه يقول : ( اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) ، وأما الماء فيقول : ( زدنا خيرا منه ) ، والفرق ظاهر ، وفيه فوائد أيضا تظهر للمتأمل ، نعم.
وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبدالأعلى جميعا عن المعتمر بن سليمان ( واللفظ لابن معاذ ) حدثنا المعتمر حدثنا أبي عن أبي عثمان ( وحدث أيضا ) عن عبدالرحمن بن أبي بكر قال
: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هل مع أحد منكم طعام ؟ ) فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أبيع أم عطية - أو قال - أم هبة ؟ ) فقال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى قال وايم الله ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه وإن كان غائبا خبأ له
قال وجعل قصعتين فأكلنا منهما أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملته على البعير أو كما قال
القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى جميعا عن المعتمر بن سليمان واللفظ لابن معاذ حدثنا المعتمر حدثنا أبي عن أبي عثمان وحدث أيضا ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل مع أحد منكم طعام ؟ فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبيع أم عطية - أو قال - أم هبة ؟ قال : لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى قال : وايم الله ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه وإن كان غائبا خبأ له ، قال : وجعل قصعتين فأكلنا منهما أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملته على البعير أو كما قال ).
الشيخ : هذا أيضا فيه البركة فيما رزق الله عز وجل فكم من شيء قليل نفع كثيرا وكم من كثير لم ينفع إلا قليلا ، وفي قوله ثلاثين ومئة دليل على أن الإنسان يبدأ العدد من اليمين كما هي قاعدة الكتابة أن تبدأها من اليمين وأما قول الناس مثلا ألف وأربعمئة وواحد وعشرين فهذا خلاف ترتيب العرب ، العرب يبدأون من اليمين ، فيقولون سنة إحدى وعشرين وأربعمئة وألف ، كالكتابة تماما ، نعم.
قوله في الحديث (ندمني الشيطان) فهل ينسب التنديم إلى الشيطان؟
السائل : ... أليس الإنسان إذا أذنب ذنبا فيندم على ذلك أليس هذا الندم يكون من الله الشيخ : الندم ؟ السائل : نعم. الشيخ : منين ؟ السائل : هناك في الحديث قال فندمني الشيطان فهل ... الشيطان يندّم ؟ الشيخ : أي نعم ، (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا )) ، الشيطان يدخل على الإنسان الندم ويدخل على الإنسان الحزن ويدخل على الإنسان الفرح بالسوء ويدخل على الإنسان الغم بالحسنى ، أي نعم ، يجري من ابن آدم مجرى الدم ، نعم.
حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبدالأعلى القيسي كلهم عن المعتمر ( واللفظ لابن معاذ ) حدثنا المعتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبدالرحمن بن أبي بكر
: أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة ( من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثلاثة ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس ) أو كما قال وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر بثلاثة قال فهو وأنا وأبي وأمي - ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر - قال وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك ؟ قال أو ما عشيتهم ؟ قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم قال فذهبت أنا فاختبأت وقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا وقال والله لا أطعمه أبدا قال فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعنا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا ؟ قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار قال فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل فعرفنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل إلا أنه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون أو كما قال
القارئ : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى القيسي كلهم عن المعتمر واللفظ لابن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر : ( أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة : من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثلاثة ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر بثلاثة قال فهو وأنا وأبي وأمي - ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر - قال وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك ؟ قال أو ما عشيتهم ؟ قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم قال فذهبت أنا فاختبأت وقال : يا غنثر فجدع وسب وقال : كلوا لا هنيئا وقال والله لا أطعمه أبدا قال فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعنا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا ؟ قالت : لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار قال فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل فعرفنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل إلا أنه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون أو كما قال ).
الشيخ : هذه فيها مسائل وفوائد منها : شدة صحبة أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يلازمه حتى في البيت حتى ينام ، ومنها جواز امتناع أكل الأضياف حتى يقدم صاحب المحل ، ولكن إذا علمنا أن صاحب المحل لا يتأثر بذلك فلا بأس أن يأكلوا خصوصا إذا قيل لهم كلوا ، ومنها أن الإنسان عند الغضب قد يقول قولا ربما يندم عليه ، لأن أبا بكر سب ابنه وقال يا غنثر سب لأنه ظن أنهم مفرطون في عدم إلزام الضيوف بالأكل ، ومنها اختفاء الإنسان إذا خاف من ضرب أبيه أو أخيه الأكبر أو ما أشبه ذلك لأن الإنسان يريد أن يدافع عن نفسه فإذا خاف من ضرب أبيه أو أخيه الأكبر فلا حرج أن يختبيء حتى يهدأ الغضب ، ومنها جواز الحنث إذا كان خيرا فإن أبا بكر رضي الله عنه أقسم ألا يأكل ثم بعد ذلك أكل فهذا خير ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير ) وهكذا أيضا كل أفعال الخير إذا رأيت غيرها أفضل منها فاعدل عن المفضول إلى الفاضل ، ولهذا كان القول الراجح أنه يجوز إبدال الوقف بما هو أنفع ، يعني إنسان مثلا عنده محل موقوف ولكن الناس أعرضوا عن هذا المكان وصار غيره أنفع منه ، فنقول لا بأس أن تبيع هذا الشيء وتنقله إلى ما هو أفضل ، خلافا لمن يقول إن الوقف لا ينقل إلا إذا تعطلت منافعه بالكلية ، قيد هذا يا سمير ، قيده ، نعم.
القارئ : " قولها : لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها ، قال أهل اللغة قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان ويوافقه قيل إنما قيل ذلك لأن عينه تقر لبلوغه أمنيته فلا يستشرف لشيء فيكون مأخوذا من القرار وقيل مأخوذ من القر بالضم وهو البرد أي عينه باردة لسرورها وعدم مقلقها ، قال الأصمعي وغيره أقر الله عينه أي أبرد دمعته لأن دمعة الفرح باردة ودمعة الحزن حارة ولهذا يقال في ضده أسخن الله عينه ، قال صاحب المطالع قال الداودي أرادت بقرة عينها النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به ولفظة لا في قولها لا وقرة عيني زائدة ولها نظائر مشهورة ويحتمل أنها نافية وفيه محذوف أي لا شيء غير ما أقول وهو وقرة عيني لهي أكثر منها ". الشيخ : هذه إن صح الرواية اللي بالكسر وأنها قسم فلعل هذا قبل النهي عن الإقسام بغير الله عز وجل ، أو أنها لم تطلع على هذا ، نعم .
السائل : هل يقال إن هذا من السنة ؟ الشيخ : لا ليس من السنة هذا حسب العادة ، العشاء متى ما أتى به الناس تعشوا ، كان الناس يتعشون بعد العصر ثم صاروا يتعشون بعد المغرب ثم صاروا الآن يتعشون بعد العشاء ، لكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إذا قدم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلوا المغرب ) وفي لفظ ( قبل العِشاء ) هذه المسألة تعود للعادة ماهي ، نعم.
السائل : ... . الشيخ : هذا من شدة الغضب ، من شدة الغضب بدل أن يقول كلوا هنيئا يقول لا هنيئا كأنه يقول كلوا لا هنأكم الله ليش تَأَخّرون ، نعم ، عتاب نعم عتاب.
كيف عد ابراهيم ما فعله من التورية في قصته مع زوجه سارة عند الملك كيف عده كذبا؟
السائل : ... . الشيخ : أيش ؟ السائل : التأويل من المظلوم جائز . الشيخ : نعم ، التأويل من المظلوم جائز ، نعم. السائل : .. إبراهيم عليه السلام حينما كان ... مع امرأته يعني سارة ، وكان الملك في البلد يعني يريدها ، قال هي أختي ، وفي ذلك امتنع من ... وكذا وعدّ هذا كذبا ؟ الشيخ : هذا قال العلماء تورع من إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، لأن قوله أختي بالنسبة للملك كذب عليه ما هي أخته ، لكن بالنسبة لنيته هي أخته ، فعدّه كذبا بناء على ما يتراءى للملك ، فهو من باب الورع ، نعم يا سليم.
السائل : ... الله سبحانه وتعالى يجازي الإنسان على الحسنى ... . الشيخ : الغضب بارك الله فيك ما يؤاخذ به الإنسان ، لو طلق ما وقع الطلاق لو أعتق عبده ما وقع العتق لو حلف ما انعقدت اليمين ، الغضب الذي يفقد الإنسان صوابه لا عبرة به في كل شيئ ، عرفت.