شرح باب جديد من أبواب الأدب المفرد وهو باب ( إذا لم يتكلم الكبير فهل للأصغر أن يتكلم ) .
ذكرنا في الدرس الماضي أن الباب السابق والحديث الذي تحته يدلنا على أدب من آداب المجالس وهو أنه لا ينبغي للصغير علما وسنّا أن يتقدم بين يدي الكبير سنا وعلما، الآن من دقة الإمام البخاري رحمه الله أنه يأتي بسطر جديد تحت هذا الباب فيقول إذالم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم؟ الجواب يُفهم من الحديث الآتي وهو بالإيجاب كما سيتبين لنا .
1 - شرح باب جديد من أبواب الأدب المفرد وهو باب ( إذا لم يتكلم الكبير فهل للأصغر أن يتكلم ) . أستمع حفظ
شرح حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..........) .
نعود إلى شيء من التعليق على الحديث، في مجلس أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أن يختبر أصحابه وأن يمتحن أفهامهم فوجّه إليهم السؤال الآتي ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ) شو معناها مثل المسلم؟ يعني أنها دائما تنفع الناس، ذلك طبيعة الرجل المسلم أنه نافع للناس دائما وأبدا وقد ... الرسول عليه السلام الشجرة التي مثّلها بالمسلم بقوله عليه السلام تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وهذه القطعة من القرآن الكريم (( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها )) والحين في لغة العرب هذه اللفظة تطلق ويُراد بها أوقات متفاوتة ما بين اللحظة وما بين السنين الطويلة فهنا في هذه الجملة التي اقتبسها الرسول عليه السلام في هذا الحديث من الآية السابقة الذكر (( تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها )) فالحين هنا المقصود بها السنة على عكس مثلا (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) فهناك المقصود بالزمن الطويل يقال أنه أربعون سنة، الشاهد إن من صفة هذه الشجرة التي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل لها بالمسلم فوصفها أنها ( تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) أي كل سنة وهو من صفاتها لا تحتّ ورقها أي لا يتساقط فيظل ثابتا على أغصانها وعلى أعضائها لا يتساقط كأكثر الأشجار وإنما يظل كما هو أخضر، هذا هو السؤال كان يطلب الرسول عليه السلام من الصحابة أن يُخبروه عن شجرة مثلها مثل المسلم فهي تنفع الناس دائما وأبدا لأن شجرة النخل صحيح أنها تحمل في السنة مرة ولكن يظل هذا الثمر طعاما مدخرا لأصحابه إلى العام القابل الذي تكون الشجرة قد أثمرت من جديد وهكذا فهي تنفع الناس وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، هذه الصفة بارزة في شجرة النخل فأضاف الرسول عليه السلام إلى هذه الصفة صفة أخرى مثلها في البروز ألا وهي ... وبقاء الشجر على الأم وعلى الأصل ... قال عليه السلام ( لا تحتّ طرفها ) لما سأل الرسول عليه السلام هذا السؤال لأصحابه الكرام ألقي في نفس عبد الله بن عمر بن الخطاب أنها النخلة، عبد الله بن عمر بن الخطاب فعمر الخطاب من كبار الصحابة الذين أسلموا قديما وابنه صغير السن بطبيعة الحال كان حاضرا في المجلس حينما توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا السؤال فهو كان عنده حكمة عبد الله بن عمر كان عنده حكمة وعنده كياسة وعنده علم وعنده أخيرا أدب العلم وأدب العلماء، مجالس العلماء، ألقي في نفسه أنها الشجرة التي من صفتها أنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والتي من صفتها أنها لا يسقط ورقها، من تكون هذه ؟ إلا النخلة لكن ضبط أعصابه وكما أشرت في الدرس السابق خلاف الشباب المسلم اليوم الذي لا يكاد يسمع سؤالا يوجّه إلى رجل من أهل العلم فيتطفل هو ويُبادر إلى الجواب دون أن يحال السؤال إليه، ابن عمر لم يكن كذلك لأنه نشأ وربّي فتخرّج من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، هذه المدرسة التي تعلّم مع العلم الأدب فألقي في نفس عبد الله بن عمر أنها النخلة ولكنه أسرها في نفسه ولم يبدها لهم أدبا، قال فوقع في نفسي أنها النخلة فكرهت أن أتكلم، ليه؟ يقول "وثم أبو بكر وعمر بن الخطاب" هناك في المجلس أبو بكر أفضل صحابة الرسول عليه السلام من جهة وهناك أبوه وهو أكبر منه علما وسنا فكيف يتكلم، قال بن عمر فلما لم يتكلما أجاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السؤال الذي طرحه على الصحابة بقوله ( هي النخلة ) قال بن عمر " فلما خرجت مع أبي قلت يا أبت وقع في نفسي النخلة " بعد ما انفض المجلس أفضى عبد الله بن عمر بما كان ألقي في نفسه أنها النخلة، هنا أصاب أباه شيء من الحزن والأسى وال ... ذلك ما يُعبر عنه قول عمر " ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحبّ إليّ من كذا وكذا " يعني مما الناس يحبّونه من المال والجاه و وإلخ لأنه يظهر والحالة هذه أن بن عمر الصغير السن يظهر أمام الصحابة بأنه كبير العقل، لو أنه صرّح بأنها النخلة ولكن قد أكّد بن عمر السبب الذي منعه من أن يتحدّث بهذه النعمة التي أنعم الله بها عليه حيث فهم كلام الرسول عليه السلام الذي لم يفهمه الصحابة بعد فقال متأدبا ومعتذرا في آن واحد لأبيه " ما منعني إلا لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت " لما شفتك أنت وأبو بكر الصديق سكت وما حكيته لأنه بيسكت ما بدي أحكي من باب أولى .
هذا الحديث كله ترجم به المصنف لهذا الباب، " باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم ؟ " هكذا فقه البخاري بيترجم عن الحديث بباب يتساءل فيه هل له أن يتكلم؟ ما بيعطيك الجواب لأنه يريد من طالب العلم أن يأخذ الجواب هو بنفسه من دراسته وتفقهه في الحديث الذي أورده تحت الباب فالآن ماذا نفهم من هذا التساؤل هل للصغير أن يتكلم إذا لم يتكلم الكبير وقد أورد المصنّف تحت هذا الباب هذا الحديث الصحيح؟ قد يتبادر لأذهان بعض الناس القارئين لهذا الحديث أن الجواب لا ، لأنه بن عمر ما تكلم لكن الصحيح أن الجواب له أن يتكلم ذلك لأن الرسول عليه السلام لما وجه الخطاب بقوله أخبروني عن شجرة مثلها كذا وكذا ما خص أبا بكر ولا عمر ولا غيرهما من كبار الصحابة ... وإنما وجه خطابا عاما فلما لم يبادر إلى الإجابة عن هذا السؤال كبار الصحابة حينئذ يأتي دور صغارهم أمثال عبد الله بن عمر فلا مانع هنا بعد ذاك أن يُبادر إلى الجواب عن هذا السؤال فهذا مثله تماما كمثل معلم الدرس أو أستاذ الدرس أو شيخ الدرس أو ما شابه ذلك يوجه سؤالا إلى الحاضرين جميعا ماذا تقولون في كذا وكذا يجوز أو لا يجوز ؟ فالسؤال موجه للجميع، لو كان موجّها إلى كبار القوم فهناك يأتي الأدب الذي التزم به عبد الله بن عمر، لا بأس عبد الله بن عمر التزم لكن إلى متى ما دام وجد أبا بكر وعمر سكتا فكان عليه أن يُفضي بما أنعم الله عليه من الفقه بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن يقول هي النخلة يا رسول الله فنحن نأخذ أن تساؤل البخاري في هذا الباب هل له أن يتكلم الصغير إذا سكت الكبير، نأخذ الجواب من هذا الحديث بالإيجاب وليس بالسلب من ناحيتين، الناحية الأولى ما شرحناه آنفا أن السؤال كان موجها للجميع فلما لم يتكلم الكبير فعلى الصغير أن يتكلم، والناحية الأخرى أن أحد الكبراء وهو عمر بن الخطاب والد عبد الله هو نفسه قال لو تكلمت لكان أحب إلي من كذا وكذا فلو كان من أدب المجلس أن يتكلم الصغير حينما يصمت الكبير ما تمنى عمر بن الخطاب لابنه خلاف الأدب .
إذًا نستلخص من هذا الدرس ومن الدرس السابق أدبين اثنين الأدب الأول أنه إذا كان هناك مجلس لا سيما إذا كان له خطورته وهناك كبار في العلم وفي السن فمن أدب الصغار أن لا يتقدموا بالكلام بين يدي الكبار والأدب الآخر أنه إذا عجز الكبير أن يتكلم بما يناسب الموضوع فهناك ينبغي على الصغير أن يثبت نفسه وشخصيته وعلمه لأن القضية ليست قضية السن فقط فكثيرا ما يكون الأمر على العكس من ذلك لكن القاعدة هو مراعاة الأكبر فالأكبر فإذا لم يتكلم الكبير فعلى الصغير أن يتكلم كما أوحى بذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنه " لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا "
2 - شرح حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..........) . أستمع حفظ
بيان الشيخ لوجه مطابقة الحديث للترجمة .
شرح باب تسويد الأكابر وتحته حديث حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى بنيه عند موته افقال : اتقوا وسودوا أكبركم.........) .
4 - شرح باب تسويد الأكابر وتحته حديث حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى بنيه عند موته افقال : اتقوا وسودوا أكبركم.........) . أستمع حفظ
شرح وصية الصحابي وأول ذلك شرح قوله ( اتقوا الله ) .
شرح قوله : ( وسودوا أكبركم ) .
شرح قوله : ( فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم ) .
شرح قوله : ( وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم ) .
شرح قوله : ( وعليكم بالمال واصطناعه لأنه منبهة الكريم ويستغنى به عن اللئيم ) .
شرح قوله : ( وإياكم ومسألة الناس ) .
شرح قوله : ( فإنها من آخر كسب الرجل ) .
شرح قوله : ( فإذا مت فلا تنوحوا فإنه لم ينح على النبي صلى الله عليه وسلم........) .
شرح قوله : ( وإذا مت فادفنوني بأرض لا تشعر بي بكر بن وائل فإني كنت في الجاهلية أغافلهم ) .
ثم هذا الرجل أسلم وبطبيعة الحال حسُن إسلامه لكن خشي أن تثور النعرة الجاهلية في بعض من كان غافلهم في الجاهلية وقتل منهم والإسلام يجبّ ما قبله فخشي أنه إذا دُفن في مكان فيتنبه بكر بن وائل أي بعض أفرادهم فيأتون وينبشون قبره فأوصى بهم أن يدفنوه في أرض لا يعرفها بنو بكر بن وائل لأنه لهم ثأر عندهم في الجاهلية فقد يكون ثأرهم منه بأن ينبشوا قبره وهذا لا يجوز في إسلاميا هذه آخر وصية أوصى بها قيس بن عاصم أولاده رحمه الله وجعلنا نتمثل وصاياه هذه كلها ونعمل بها وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
13 - شرح قوله : ( وإذا مت فادفنوني بأرض لا تشعر بي بكر بن وائل فإني كنت في الجاهلية أغافلهم ) . أستمع حفظ
استفتاح الشيخ لدرس جديد بخطبة الحاجة .
شروع الشيخ في الباب الثامن والستين بعد المائة وهو باب يعطي الثمر أصغر من حضر من الولدان .
بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين، كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المائة " فضل الكبير " بعد منه " إجلال الكبير " بعد منه " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " بعد منه " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " والباب الأخير من الدرس الماضي " باب تسويد الأكابر " فسلسل العديد من الأبواب بيبين الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر الأن على العكس من ذلك يسرد أبوابا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك يقول باب يُعطي الثمرة يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر أصغر من حضر من الأولاد من الولدان .
15 - شروع الشيخ في الباب الثامن والستين بعد المائة وهو باب يعطي الثمر أصغر من حضر من الولدان . أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالزهو قال اللهم بارك لنا في مدينتنا ........)
هذا الحديث التفصيل أو كثير من التفصيل لحديث مضى وبوّب له بابا جديدا فقال في الباب الذي يلي الباب السابق باب رحمة الصغير وذكر الحديث المتقدم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) تذكرون أظن أن هذا الحديث كان تقدم معنا فالآن كترجمة عملية لجملة ليس منا من لم يرحم صغيرنا من جملة الرحمة للصغير أنه ها الفاكهة الجديدة تقدم إلى الطفل الصغير قبل الكبير لأن الطفل الصغير يبقى تائق إلى الشيء الجديد أكثر ممن هو أكبر منه فهذا من جملة رحمة الصغير، نعم .
السائل : ... ؟
الشيخ : لا، هذا خلاف السنة السكر شيء موفور وكثير، السنة الشيء ... والجديد هالي ما هو معروف إلا بالسنة شهر شهرين ستة أشهر بالكثير أما التوزيع المعتاد فهذا لعله مضى أو يأتي ما أدري في أحاديث صريحة ( الأيمن فالأيمن ) ما فيه هنا تنظيم ولا في ترتيب إنما هذا الأدب السابق في الفاكهة الجديدة والشاهد أن هذا الباب الثاني هو كأنه يُلمح ويُشير إلى أن ذاك الأدب بالبدء بإعطاء الفاكهة الجديدة للصغير هو من جملة ما يدخل في رحمة الصغير الذي حض عليها الرسول عليه السلام في هذا الحديث ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا )
16 - شرح حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالزهو قال اللهم بارك لنا في مدينتنا ........) أستمع حفظ
شرح باب معانقة الصبي وتحته حديث يعلى بن أمية أنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الحسين يلعب في الطريق ...........) والتعليق عليه .
نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودُعينا إلى طعام، خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحضور دعوة دعي إليها الرسول عليه السلام فإذا الحُسين في الطريق يلعب بطبيعة الحال طفل صغير فلما رآه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع أمام القوم، ترك الجماعة اهتماما به وعناية به ثم بسط يديه بدو بقى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا وهذا شيء معروف عادة ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه يعني عانقه وهكذا ثم اعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال ( حُسين مني وأنا من حُسين، أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط ) الحديث جله مفهوم بطبيعة الحال فكون الحسين من الرسول عليه السلام فهو واضح لأنه ابن فاطمة من علي رضي الله عنهم جميعا وفاطمة كما قال عليه السلام ( بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما يؤذيها ) فحسين من فاطمة فهو إذًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا من حُسين يعني من طائفته ومن حاشيته بل هو جده عليه الصلاة والسلام ( أحب الله من أحب حسينا ) هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لأن يحب الله عز وجل من أحب الحسين لأن أهل البيت يجب محبتهم لصلتهم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( الحسين سبط من الأسباط ) سبط أي أمة، جماعة كبيرة في الخير وهذا طبعا تعظيم ورفع من شأن الحسين رضي الله عنه لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحدا ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن الحارثة ما يحضرني الآن اسمه كان موحّدا فقال عليه الصلاة والسلام في حقه يُبعث أمة وحده كذلك إبراهيم عليه السلام الخليل لأنه كان أمة وحده لأنه دعى إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عباد الأصنام فالرسول عليه السلام جعل أيضا من قدر الحسين ورفع من شأنه أن قال إنه سبط من الأسباط أي أمة من الأمم في الخير وكان ذلك باعتبار ما سيتناسل منه من ذرية طيبة مباركة، أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق، فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل فالسبط في بني إسرائيل يطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أبناء إسماعيل وهذا كله إنما المقصود تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم لشأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة أن الحق ليس بالكثرة وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه، من هذا القبيل باب جديد وهو قال " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة "
17 - شرح باب معانقة الصبي وتحته حديث يعلى بن أمية أنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الحسين يلعب في الطريق ...........) والتعليق عليه . أستمع حفظ
كلام الشيخ عن موضوع معانقة الكبير للكبير ومدى شرعيتها .
إذا كان هذا حكم المعانقة فيُفهم من باب أولى حكم التقبيل الذي نحن الآن سنقرأ بابه وما جاء تحته من أثر.
شرح باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة وتحته حديث بكير والد مخرمة أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة ..........) .
عبد الله بن جعفر هذا صحابي صغير وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عبد الله بن جعفر الطيار الذي استشهد في غزوة مؤتة وكان مات جنبا فرآه الرسول عليه الصلاة والسلام قد حملته الملائكة تغسله ورآه في الجنة يطير بجناحين لذلك سُمي والد هذا جعفر بن أبي طالب بالطيّار، ابنه هذا عبد الله بن جعفر هو الذي رُئي يقبل تلك الفتاة الصغيرة بنت السنتين وعبد الله بن جعفر كان من أكارم وأجاويد العرب من الصحابة، يُضرب به المثل في الجود والكرم وله قصص كثيرة جدا في ذلك، فإذًا هذا الأثر من هذا الصحابي بن الصحابي في تقبيله للفتاة الغريبة عنه الصغيرة فيه أيضا بيان أن هذا التقبيل هو من رحمة الصغير فإذًا هذا التقبيل تقبيل رحمة وتقبيل شفقة فهل يجوز للرجل أن يُقبل الرجل؟ الجواب لا للحديث السابق حديث أنس فيه " أيقبل بعضنا بعضا؟ " قال ( لا ) " أيعانق بعضنا بعضا؟ " قال ( لا ) كذلك لا يصح للرجل أن يقبل الرجل على الإطلاق لا فرق في ذلك بين سفر وحضر وإذا كان هذا غير جائز فكذلك بل ومن باب أولى لا يجوز للنساء أن يقبل بعضهن بعضا وهذه فتنة ابتليت بها النساء جميعا، وإلا أنا غلطان، لذلك يجب أن تجاهدن أنفسكن وأن تقلعن جميعا عن هذه العادة لا تقبل امرأة امرأة أبدا لأنه لا يقبل الرجل الرجل " أيقبل بعضنا بعضا؟ " قال ( لا ) فالمرأة لا تقبل إحداها الأخرى لأن القبلة التي جاءت هي قبلة الرحمة ، قبلة الشفقة على الصغير أما قبلة التحية لا ، ففي حديث أنس السابق " أحدنا يلقى أخاه أفيقبله؟ ( لا ) " أفيعانقه؟ " ( لا ) " أفيلتزمه؟ " ( لا ) " أفينحني له؟ " لا أفيصافحه؟ " قال ( نعم ) .
إذًا المصافحة هي الأدب في التحية في الإسلام مع طبعا كلمة السلام عليكم، أما تقبيل الرجل للرجل أما تقبيل المرأة للمرأة هذا ليس من الأداب الإسلامية في شيء وعلى النساء خاصة اللاّتي يزعمن بأنهن يردن أن يتمسكن بالكتاب وبالسنة أن يحاربوا هذه العادة بطريقتين اثنتين، الأولى وهي أحق وأولى بعضهن مع بعض والأخرى الإشاعة والإذاعة أنه كلما رأت الواحدة أخرى تقبل إمرأة يا أختي هذا غير وارد في الكتاب لذلك أذكركن ولازم تحفظن هذا الحديث حديث أنس " أيقبّل بعضنا بعضا؟ " قال ( لا ) .
19 - شرح باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة وتحته حديث بكير والد مخرمة أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة ..........) . أستمع حفظ
كلام الشيخ عن مسألة تقبيل يد العالم .
هل يجوز تقبيل الأم لأولادها وإن كانوا كبارا ؟
الشيخ : هذا
السائلة : ... .
الشيخ : الصبية يعني كانت صغيرة
سائلة أخرى : ... .
الشيخ : كبيرة ؟ أه كبيرة
السائلة : ... .
الشيخ : طيب بدنا نلاحظ نحن هذا المعنى، تقبيل الرحمة والشفقة هو المشروع فإذا قبّلت الأم ولدها سواء كان ذكرا أو أنثى من هذا الباب ما فيه مانع، أما يكون أدب اجتماعي ما له طعم سوى إيش؟ إنه هيك العادة، لا ، هوبلا شك الرحمة والشفقة بتكون في سن تقبل ها الملاحظة هاي، إذا قبّلت الأم مثلا ابنها والفارق بينهما في السن مثلا خمسة عشر سنة عشرين سنة وهناك قصص نادرة كان الفارق في السن بين عبد الله بن عمرو بن العاص وبين أمه عشر سنوات لأنه زوجه أبوه مبكرا فالشاهد إذا كان الفارق في السن، الفارق كبير كأن تكون الأم مثلا عمرها ستين وولدها لو فرضنا أربعين مو وارد هذا التقبيل، تقبيل رحمة، أي نعم، لكن السن الذي هو أقل من ذلك لسى يعني التقبيل له طعمة فيه شفقة وفيه رحمة فلا أرى في ذلك مانعا لهذا الأثر لكن من مساوئ إشاعة تقبيل الكبير للصغير هي راح تكون واقفة بين الأم وبنتها حتجي الست مثلا حتجي العمة حتجي الخالة حتجي الأبعد فالأبعد وراح تصير بقى عادة لا فرق في ذلك قبّلتها أمها وإلا ستها وإلا جارتها لذلك ينبغي سد هذا الباب، والسلام عليكم.