شرح الحديث. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث حديث واحد اختلفت الفاظه، باعتبار نقل الرواة له، وفيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) يعني معناه الذنوب التي تفعلها بين الصلاتين تكفرها الصلاة والذنوب التي تفعلها بين الجمعتين تكفرها الجمعة، والذنوب التي تفعلها بين الرمضانين يكفرها رمضان، لكن اشترط النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم اشترط شرطاً وهو قوله: ( ما اجتنبت الكبائر) ، وقوله : (ما لم تغشى الكبائر)، وقوله: ( إذا اجتنب الكبائر ) فاختلف العلماء رحمهم الله في هذا الشرط، هل هو شرط لتكفير الصغائر، بمعنى أن هذه العبادات العظيمة لا تكفر الصغائر إلا إذا اجتنبت الكبائر، وهذا هو ظاهر السياق وهو ظاهر اللفظ، وقال بعض العلماء أن هذا كالاستثناء، يعني أن هذا الشرط كالاستثناء، والمعنى مكفرات لما بينهن إلا الكبائر، وعلى هذا فيظهر الفرق بين القولين، لو فعل الإنسان كبيرة وصغائر كثيرة بين الصلاتين، فعلى القول الأول لا تكفر الصغائر لأن الرجل فعل كبيرة، والحديث فيه أنه إذا اجتنب الكبائر، وعلى الثاني نقول تُكفر الصغائر وأما الكبيرة فلا بد لها من توبة، لا بد لها من توبة، وهذا هو الذي نُأمله من الله عز وجل ونرجوه منه ويرشحه يعني يقويه قول الله تبارك وتعالى:
(( إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم )) نكفرها بماذا؟ بما جاءت به السنة، بالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان.