وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم فذكر أنه قال من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. حفظ
القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكر أنه قال من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ).
الشيخ : هذا الذكر المستحب بعد فراغ الإنسان من الوضوء، في السياق الأول عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ( كان علينا رعاية الابل فجائت نوبتي فروحتها بعشي ) يعني روحتها أي أتيت بها من المرعى بعشي أي مبكراً، فوجد رسول الله صلى الله عليه سلم يحدث الناس فيقول : ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء، فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلٌ عليها بقلبه ) هذه العبارة مقبل فيها إشكال من حيث الإعراب وذلك أن مقتضى السياق أن تكون مقبلاً لأنها حال من فاعل يصلي، وفاعل يصلي ضمير، والضمير يقولون إنه لا ينعت، ولا ينعت به، ولكن نقول إذا كانت الرواية محفوظة، فإن مقبل تكون خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير هو مقبل، مقبل عليهما بوجهه ، وهذا يشبه ما في حديث عثمان رضي الله عنه:( لا يحدث فيهما نفسه ) فإن الإنسان إذا كان لا يحدث فيهما نفسه فقد أقبل، يقول مقبل عليها بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة، وحبيت أي حقت له، ومن الذي أوجب ذلك؟ الذي أوجب ذلك هو الله ، لأن رسوله صلى الله عليه وسلم بلغ ذلك، قال فقلت ما أجود هذه، وكأنه قالها فرحاً فرفع صوته بذلك، شوف هو راعي إبل، ويأتي للحديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويقع الحديث في قلبه هذا الموقع وهذا الفرح، وكأنه أدرك غنيمة كبيرة، يقول فإذا قائل بين يدي يقول التي قبلها أجود، التي قبلها أجود منها، لأن عقبة بن عامر تأخر، وعمر كان من أول الحديث، فنظرت فإذا عمر فقال: ( إني قد رأيت جئت آنفاً ) يعني قريباً فأخبره بالأجود ، وفي هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعليم الناس العلم، فإن عمر لم يفوت الفرصة حتى أخبر هذا الرجل بما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الوضوء، أنه قال : ( ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ) يعني يتمه، والإسباغ بمعنى الإتمام، ومنه قوله تعالى: ((وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء، وهذا الذكر فيه تخليص القلب وتطهيره من الشرك، كما أن الوضوء فيه تطهير البدن وتخليصه، ويقول في هذا الحديث، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كيف تُفتح؟ المعنى أنه تُيسر له أعمال هذه الأبواب تيسر له الصلاة والصيام والصدقة والجهاد وغير ذلك من الأبواب التي هي ثمانية، وفي هذا الحديث دليل على ان أبواب الجنة ثمانية وهو كذلك، وأما أبواب النار فهي سبعة، لأن رحمة الله سبقت غضبه، فكانت أبواب رحمته أكثر من أبواب عقابه، أما اللفظ الثاني فيقول:( من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله )، فهل يقيد هذه الجملة من توضأ وهي جملةٌ مطلقة ليس فيها ذكر الإسباغ أو الإبلاغ، هل نقيدها بما سبق؟ الجواب نعم لأن الحديث مخرجه واحد فلعل بعض الرواة نسي ولم يتذكر إلا الوضوء فقط فقال من توضأ، طيب، ( فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وفي اللفظ الأول حذفت هذه الجملة، وحده لا شريك له، فهل نأخذ بهذه الزياده؟ الجواب نعم أيضاً، لأن الحديث مخرجه واحد، والرواة كما تعلمون بشر، ربما ينسى الراوي أو يحاول نقل الحديث بالمعنى، (وأشهد أن محمد عبده ورسوله ) هذه في معنى عبد الله ورسوله، فصار ينبغي للإنسان إذا انتهى من الوضوء أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وعند الترمذي زيادة اللهم أجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين وهي زيادة لا بأس بها.