حدثنا سويد بن سعيد عن مالك بن أنس ح وحدثنا واللفظ له أخبرنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب. حفظ
القارئ : حدثنا سويد بن سعيد عن مالك بن أنس ح وحدثنا أبو الطاهر واللفظ له أخبرنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث فيه بيان خروج الخطايا مع ماء الوضوء، وفيه شك في المسلم أو المؤمن ، أو مع الماء أو مع آخر قطر الماء، وهذا الشك يحتمل أنه من أبي هريرة أو ممن دونه، وإذا جاء فيه مثل هذه العبارة فالغالب أنها للشك ،وقد تكون للتنويع، لكن مثل هذا الحديث لا يصح أن يكون المراد بذلك التنويع، بل هي شك بلا شك، إما من أبي هريرة أو ممن دونه، ولكن الظاهر أنه لا يختلف المعنى بالنسبة للمؤمن والمسلم، لأن المؤمن حيث أطلق شمل المسلم، والمسلم حيث أطلق شمل المؤمن. أما قوله مع آخر قطر الماء او مع الماء فكذلك، لأنه إذا قلنا مع الماء شمل أول قطرة وآخر قطرة، وإذا قال آخر قطرة فهو في آخر قطرة، والمعنى لا يختلف، المهم أن في هذا دليل على أن الوضوء يطهر الإنسان من الخطايا، كل عضوٍ يطهره فإنه يتطهر من الخطايا التي عملها هذا العضو، فبالنسبة للوجه ما الذي يحصل به من الخطايا؟ يقول (خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه)، وهذا على سبيل المثال وخص العين لأنها أكثر ما يحصل به العمل في الوجه، وإلا فهناك الشم، ربما يكون به خطيئة، هناك الأكل ربما يكون فيه خطيئة، لكن العين هي أعمها وأكثرها، والظاهر أن ما عمله أيضاً بأنفه من الشم المحرم، أو بفمه من أكل المحرم، أنه داخلٌ بذلك، أما اليد فيقول: ( كل خطيئة كان بطشتها يداه ) وهذا واضح
بقي الرجلين، كل خطيئةٍ مشت إليها رجلاه، بقي الرأس، الرأس الغالب أن خطاياه إنما تكون في أعضاء الوجه وقد حصل تطهيره، لأن الغالب أن الإنسان لا يعمل برأسه خطيئة، ربما يعمل لكن الغالب أنه لا يعمل، أو يُقال أنه سكت عن مسح الرأس لأنه لا يُغسل وإنما يُمسح، أو يقال أن الرأس يقاس على بقية الأعضاء، لأن مسحه تطويل والله أعلم، لكن آخر الحديث قوله حتى يخرج نقياً من الذنوب، يدل على أنه سواءً قلنا أن الرأس تخرج خطاياه مع المسح أو لا تخرج فإنه يكون الإنسان نقياً من الذنوب.