حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا ينعقد حدثنا مالك جميعا عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال ثم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون بمثل حديث إسماعيل بن أن حديث مالك فليذادن رجال عن حوضي. حفظ
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا يعن حدثنا مالك جميعاً عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) بمثل حديث إسماعيل بن أن حديث مالك ( فليذادن رجال عن حوضي )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث سبق الكلام على أكثر جمله، وسبق الكلام على قوله، ، ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) وبينا الاستثناء يراد به أن لحوقنا بهم كائنٌ بمشية الله، وليس عن شك أو تردد، وقلنا إن مثل هذا قد يرد في الأمر المحقق مثل قوله تعالى: (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين )) فإن هذا خبر من الله لا تردد فيه، لكن معناه أن دخولهم سيكون بمشيئة الله عز وجل لا بفعلهم وجهدهم وشجاعتهم ، ولهذا لما ناقش عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين صلح الحديبية وعزم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يرجع ولا يُتم عمرته، قال: ( يا رسول الله الست تحدثنا انا نأتي البيت ونطوف به، قال بلى، ولكن أقلت لك العام )، يعني أنا قلت هذه السنة؟ ( قال : لا، قال أنك آتيه ومطوفٌ به ) لأن هذا أمر جزم، لا إشكال فيه.
وفي هذا الحديث أيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي) تمنى صلى الله عليه وسلم أن يرى إخوانه لتقر بهم عينه ويسر ويستبشر، لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم أو يغلب على ظنه أن من يأتي بعده من أمتة أكثر بكثير ممن معه بذلك الوقت، فقالوا يا رسول الله أولسنا أخوانك؟ قال أنتم أصحابي وأخواننا الذين لم يأتوا بعد ، يعني ممن يؤمنوا به ولم يرونه، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنتم أصحابي ) لا يعني أنهم ليسوا إخوانه، بل هم إخوانه، لكن الصحبة أخص من الأخوة، إذ أن الإنسان يكون أخ لك في دين الله وهو بعيد عنك ولم تره، وأما الصاحب فهو أخص، ولهذا قال أنتم أصحابي يعني مع الأخوة ولا شك، لأنهم مؤمنوا به أكثر من إيماننا به عليه الصلاة والسلام، ثم سألوه كيف يعرف من لم يأتي بعده من أمته، فضرب لهم مثلاً بالخيل الغر المحجلة يعرفها صاحبها من غيرها من سائر الخيول، وفي قولهم: ( فقالوا كيف تعرف من لم يأتي من أمتك ) ثم قال : أرأيت إن كان هذا اللفظ محفوظاً فهو دليل على أن قول الواحد من الجماعة الذين لا يخالفونه قولٌ للجميع، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاطب واحدا ، فقال أرأيت، وهذه القاعدة لا إشكال فيها لكن قصدي هل تؤخذ من هذا الحديث أو لا، أما القاعدة فهي مقررة بما ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل الذين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث يوبخهم على أمر فعله أسلافهم كما في قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من موتكم لعلكم تشكرون )) هل اليهود الذين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين قالوا ذلك؟ لا، لكنهم بنو إسرائيل في عهد موسى، لكن هؤلاء راضون بذلك، فما قاله أحد الأمة من القول الذي لا تنكره بقية الأمة فإنه يُعزى لمن؟ يُعزى للجميع، لأن الإقرار به والرضا به وعدم إنكاره يدل على أنهم راضون به.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث سبق الكلام على أكثر جمله، وسبق الكلام على قوله، ، ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) وبينا الاستثناء يراد به أن لحوقنا بهم كائنٌ بمشية الله، وليس عن شك أو تردد، وقلنا إن مثل هذا قد يرد في الأمر المحقق مثل قوله تعالى: (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين )) فإن هذا خبر من الله لا تردد فيه، لكن معناه أن دخولهم سيكون بمشيئة الله عز وجل لا بفعلهم وجهدهم وشجاعتهم ، ولهذا لما ناقش عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين صلح الحديبية وعزم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يرجع ولا يُتم عمرته، قال: ( يا رسول الله الست تحدثنا انا نأتي البيت ونطوف به، قال بلى، ولكن أقلت لك العام )، يعني أنا قلت هذه السنة؟ ( قال : لا، قال أنك آتيه ومطوفٌ به ) لأن هذا أمر جزم، لا إشكال فيه.
وفي هذا الحديث أيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي) تمنى صلى الله عليه وسلم أن يرى إخوانه لتقر بهم عينه ويسر ويستبشر، لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم أو يغلب على ظنه أن من يأتي بعده من أمتة أكثر بكثير ممن معه بذلك الوقت، فقالوا يا رسول الله أولسنا أخوانك؟ قال أنتم أصحابي وأخواننا الذين لم يأتوا بعد ، يعني ممن يؤمنوا به ولم يرونه، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنتم أصحابي ) لا يعني أنهم ليسوا إخوانه، بل هم إخوانه، لكن الصحبة أخص من الأخوة، إذ أن الإنسان يكون أخ لك في دين الله وهو بعيد عنك ولم تره، وأما الصاحب فهو أخص، ولهذا قال أنتم أصحابي يعني مع الأخوة ولا شك، لأنهم مؤمنوا به أكثر من إيماننا به عليه الصلاة والسلام، ثم سألوه كيف يعرف من لم يأتي بعده من أمته، فضرب لهم مثلاً بالخيل الغر المحجلة يعرفها صاحبها من غيرها من سائر الخيول، وفي قولهم: ( فقالوا كيف تعرف من لم يأتي من أمتك ) ثم قال : أرأيت إن كان هذا اللفظ محفوظاً فهو دليل على أن قول الواحد من الجماعة الذين لا يخالفونه قولٌ للجميع، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاطب واحدا ، فقال أرأيت، وهذه القاعدة لا إشكال فيها لكن قصدي هل تؤخذ من هذا الحديث أو لا، أما القاعدة فهي مقررة بما ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل الذين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث يوبخهم على أمر فعله أسلافهم كما في قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من موتكم لعلكم تشكرون )) هل اليهود الذين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين قالوا ذلك؟ لا، لكنهم بنو إسرائيل في عهد موسى، لكن هؤلاء راضون بذلك، فما قاله أحد الأمة من القول الذي لا تنكره بقية الأمة فإنه يُعزى لمن؟ يُعزى للجميع، لأن الإقرار به والرضا به وعدم إنكاره يدل على أنهم راضون به.