حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثنا أبو المتوكل أن بن عباس حدثه أنه ثم بات ثم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الآية في آل عمران إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار حتى بلغ فقنا عذاب النار ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى. حفظ
القارئ : حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثنا أبو المتوكل أن ابن عباس حدثه أنه : ( بات ثم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الآية في آل عمران (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار )) حتى بلغ (( فقنا عذاب النار )) ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى ).
الشيخ : فعل ذلك صلى الله عليه وسلم ليجمع بين النظر في آيات الله الكونية والنظر في آيات الله الشرعية خرج في آخر الليل ولا شك أن آخر الليل ليس كأوله في كل شيء لا في برودة الجو ولا في اختلاف النجوم ولا في غير ذلك فتلا هذه الآية : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) ففي إيجاد السماوات والأرض آيات وفي اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً وحرارةً وبرودةً وخوفاً وأمناً وشدةً ورخاءً وعزاً وذلاً وملكاً وخلعاً وغير ذلك من أنواع الاختلاف كل ذلك فيه آيات تدل على عظمة الرب عز وجل وأن له الملك المطلق والتدبير المطلق: (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير ))
من الاختلاف أنك في أيام الشتاء تنام في أدفأ ما يكون في القبو وعليك الأغطية وفي الصيف تنام في أرفع ما يكون وليس عليك أغطية هذا من الاختلاف تقول كيف سبحان الله قبل ست أشهر وأنا لا أستطيع أن أصعد إلى السطح في مثل هذه الساعة والآن لا أستريح في النوم إلا إذا كنت في هذا السطح هذا من اختلاف الليل والنهار الذي فيه آيات لأولي الألباب ذوي العقول (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم )) وهذه أحوال الإنسانم إما قائم أو قاعد أو على جنب وعلى هذا يكون هؤلاء الألبا يذكرون الله على كل حال ومع ذكرهم ((يتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً )) نعم ما خلق الله هذا باطلا سماوات أرض نجوم شمس بشر رسل جهاد إلى غير ذلك هل هذا باطل هل خلقها الله باطلا ؟ كلا لو كان باطلاً لكان عبثاً ولانتفت حكمة الله عز وجل وقد قال الله تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق )) (( سبحانك )) أي تنزيها لك أن تخلقها باطلاً (( فقنا عذاب النار )) الفاء هذه للسببية وعلى هذا فيكون ما سبق من وصف الله تعالى بذلك من باب التوسل والتوسل إلى الله بأفعاله وربوبيته من أسباب إجابة الدعاء (( فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار )) وصدقوا من أدخله الله النار فقد أذله وخذله ولن يجد ناصراً ولهذا قال: (( وما للظالمين من أنصار )) إشارة إلى أن من أدخله الله النار فإن الله لم يظلمه ولكن هو الذي ظلم نفسه
(( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) والمنادي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى الأمة إلى يوم القيامة أن آمنوا بربكم فآمنا (( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا )) الفاء هذه للسببية تدل على أن الإيمان وسيلة للمغفرة والتوسل إلى الله تعالى بالإيمان والعمل الصالح من الأمور المشروعة، نعم (( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك )) أي على أيديهم من الثواب الجزيل العاجل والآجل ولا تخزنا يوم القيامة كما أخزيت من؟ أصحاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته (( إنك لا تخلف الميعاد )) والثمرة: (( فاستجاب لهم ربهم )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل العشر الآيات لكن في الحديث الذي معنا يقول : ( تلا هذه الآية في آل عمران حتى بلغ فقنا عذاب النار ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى ) فهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني فعل هذا عدة مرات.
سبق لنا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخرج وينظر إلى السماء ليتفكر فيها فيستفاد منه أن من السنة أن ينظر الإنسان إلى السماء كما أن الله حث على ذلك في قوله : (( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج )) وهذه سبحان الله إذا كان الإنسان في مكان بعيد عن الكهرباء ثم نظر إلى السماء ليلا يزداد إيمانه بالله عز وجل وما فيها من العجائب من الكواكب والنجوم فهو من التفكر في خلق السماوات والأرض.