حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن سفيان قال أبو بكر حدثنا بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب. حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعاً عن سفيان قال أبو بكر حدثنا بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب خصال الفطرة
يذكر العلماء رحمهم لله خصال الفطرة والسواك وما يتعلق بهذا في كتاب الطهارة لأنها تنظيف هذه الخصال كلها تنظيف فكان من المناسب أن تذكر في هذا الموضع يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس ) أو ( خمس من الفطرة ) وبينهما فرق إذا قيل (الفطرة خمس) فهذا دليل على الحصر وإذا قيل (خمس من الفطرة) فهذا لا يدل على الحصر يدل على أن هناك خمسة من الفطرة وهناك أشياء لم تذكر والشك هنا من الراوي ولكن هناك أشياء من الفطرة غير هذه الخمس ربما تذكر إن شاء الله ومعنى الفطرة الشيء الذي فطر الناس عليه من أصل الخلقة وإنما كانت هذه من الفطرة لأن كل ذي فطرة سليمة يستحسنها ويرى أنها مصلحة وخير أولاً يقول : ( الختان ) الختان وهو ما يعرف عندنا بالطهارة أو التطهير أو ما أشبه ذلك وهو عبارة عن قطع القلفة وهي جلدة تغطي حشفة الذكر وقطع جلدة في فرج الأنثى معروفة عند الخاتنات وإنما كان ذلك من الفطرة بالنسبة للرجل، لأن الختان يمنع احتقان البول بين الحشفة والقلفة وهذا تطهير لا شك أما بالنسبة للمرأة فقد قيل إنه يحد من شهوتها حتى لا تسيطر الشهوة عندها على العقل والدين فيحصل بذلك الشر وأما الثاني ( الاستحداد ) مأخوذ من الحديدة وهو حلق شعر العانة والعانة هي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل من رجل أو امرأة هذا من الفطرة لأنه لو أبقي وطال فإنه يتلوث بالبول ولاسيما بالنسبة للمرأة فتحصل بذلك النجاسة وذكروا أيضا أن من فوائد الاستحداد أنه يقوي المثانة التي هي مجمع البول ولهذا جاء الحديث بالاستحداد وفي الإبط بالنتف لأن النتف يضعف أصول الشعر وهذا بالعكس يقويه ( وتقليم الأظفار ) يعني قصها بالقلامة والقلامة هي عبارة عن سكين صغيرة تصلح بها الأقلام وكانت معروفة بالأول كنا بالأول نأخذ عيدان العصفر ثم نبراها بهذه المقلمة لتكون صالحة للكتابة يكتب بها أما الآن والحمد لله تغير الوضع تغيرا ًكبيراً الأظفار جمع ظفر وهو معروف في اليدين وفي الرجلين وخلقه من الحكمة العظيمة البالغة لأنه يحفظ رؤوس الأصابع من الكدمات والصدمات ويقويها ويحتاج الإنسان إليه أحياناً فلهذا خلقه الله عز وجل في هذه الأطراف الرابع ( نتف الأبط ) أو الإبط يعني نتف الشعر لأن هذا المكان منبت للشعر فإذا نبت فيه الشعر وكثر اجتمعت أوساخ العرق في هذا الشعر وصار له رائحة منتنة كريهة فكانت الفطرة تقتضي أن يزال ولكن كيف إزالته يزال بالنتف لأن النتف يضعف أصوله حتى لا يبقى مع طول المدة حتى لا يبقى فيه شعرة
وأما الخامس فقال : ( قص الشارب ) من الفطرة والشارب هو الشعر النابت فوق الشفة العليا وقصه من الفطرة لأنه تنظيف لو كثر لكان عرضة للأذى والقذر لأنه يختلف به الأذى الخارج من الأنف ثم إذا كان كثيرا تدلى في كأس الشراب وما أشبه ذلك وصار منظراً بشعاً مكروهاً فكان من الفطرة أن يقص
وقوله : ( قص الشارب ) ولم يقل حلق لأن الشارب لا يحلق وإنما يقص لأن بقاءه غير محلوقاً أجمل ولذلك نرى الذين يحلقونه يكون فيه شيء من التشويه حتى إن الإمام مالكاً رحمه الله قال : " أرى أن يؤدب فاعله " لأنه يوجب أن يظهر الإنسان بمظهر قبيح فهذه خمس من الفطرة كل الفطر السليمة تستحسنها وتميل إليها، ولكن لننظر هل هي واجبة كلها أو لا؟ من العلماء من يرى أنها ليست واجبة كلها إنما هي من الآداب والفطرة ومنهم من يرى أن يعضها واجب وبعضها غير واجب ومنهم من يرى أن جميعها واجب، لأن الفطرة يجب الرجوع إليها وسيأتي إن شاء الله أن الرسول وقت ألا تترك فوق أربعين والذي يترجح عندنا وهو ترجح ليس بذاك الراجح القوي أن الواجب منها هو الختان للرجل خاصة وليس واجباً على النساء وفي المسألة ثلاثة أقوال الأول الوجوب على الجميع والثاني الاستحباب للجميع ، والثالث التفصيل وهو الوجوب في حق الرجال والاستحباب في حق النساء وهذا هو الأرجح أما الاستحداد وهو حلق العانة فالذي يظهر لي أنه على سبيل الاستحباب ما لم يحصل أذية به فإن حصل به أذية وجب إزالة الأذى.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب خصال الفطرة
يذكر العلماء رحمهم لله خصال الفطرة والسواك وما يتعلق بهذا في كتاب الطهارة لأنها تنظيف هذه الخصال كلها تنظيف فكان من المناسب أن تذكر في هذا الموضع يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس ) أو ( خمس من الفطرة ) وبينهما فرق إذا قيل (الفطرة خمس) فهذا دليل على الحصر وإذا قيل (خمس من الفطرة) فهذا لا يدل على الحصر يدل على أن هناك خمسة من الفطرة وهناك أشياء لم تذكر والشك هنا من الراوي ولكن هناك أشياء من الفطرة غير هذه الخمس ربما تذكر إن شاء الله ومعنى الفطرة الشيء الذي فطر الناس عليه من أصل الخلقة وإنما كانت هذه من الفطرة لأن كل ذي فطرة سليمة يستحسنها ويرى أنها مصلحة وخير أولاً يقول : ( الختان ) الختان وهو ما يعرف عندنا بالطهارة أو التطهير أو ما أشبه ذلك وهو عبارة عن قطع القلفة وهي جلدة تغطي حشفة الذكر وقطع جلدة في فرج الأنثى معروفة عند الخاتنات وإنما كان ذلك من الفطرة بالنسبة للرجل، لأن الختان يمنع احتقان البول بين الحشفة والقلفة وهذا تطهير لا شك أما بالنسبة للمرأة فقد قيل إنه يحد من شهوتها حتى لا تسيطر الشهوة عندها على العقل والدين فيحصل بذلك الشر وأما الثاني ( الاستحداد ) مأخوذ من الحديدة وهو حلق شعر العانة والعانة هي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل من رجل أو امرأة هذا من الفطرة لأنه لو أبقي وطال فإنه يتلوث بالبول ولاسيما بالنسبة للمرأة فتحصل بذلك النجاسة وذكروا أيضا أن من فوائد الاستحداد أنه يقوي المثانة التي هي مجمع البول ولهذا جاء الحديث بالاستحداد وفي الإبط بالنتف لأن النتف يضعف أصول الشعر وهذا بالعكس يقويه ( وتقليم الأظفار ) يعني قصها بالقلامة والقلامة هي عبارة عن سكين صغيرة تصلح بها الأقلام وكانت معروفة بالأول كنا بالأول نأخذ عيدان العصفر ثم نبراها بهذه المقلمة لتكون صالحة للكتابة يكتب بها أما الآن والحمد لله تغير الوضع تغيرا ًكبيراً الأظفار جمع ظفر وهو معروف في اليدين وفي الرجلين وخلقه من الحكمة العظيمة البالغة لأنه يحفظ رؤوس الأصابع من الكدمات والصدمات ويقويها ويحتاج الإنسان إليه أحياناً فلهذا خلقه الله عز وجل في هذه الأطراف الرابع ( نتف الأبط ) أو الإبط يعني نتف الشعر لأن هذا المكان منبت للشعر فإذا نبت فيه الشعر وكثر اجتمعت أوساخ العرق في هذا الشعر وصار له رائحة منتنة كريهة فكانت الفطرة تقتضي أن يزال ولكن كيف إزالته يزال بالنتف لأن النتف يضعف أصوله حتى لا يبقى مع طول المدة حتى لا يبقى فيه شعرة
وأما الخامس فقال : ( قص الشارب ) من الفطرة والشارب هو الشعر النابت فوق الشفة العليا وقصه من الفطرة لأنه تنظيف لو كثر لكان عرضة للأذى والقذر لأنه يختلف به الأذى الخارج من الأنف ثم إذا كان كثيرا تدلى في كأس الشراب وما أشبه ذلك وصار منظراً بشعاً مكروهاً فكان من الفطرة أن يقص
وقوله : ( قص الشارب ) ولم يقل حلق لأن الشارب لا يحلق وإنما يقص لأن بقاءه غير محلوقاً أجمل ولذلك نرى الذين يحلقونه يكون فيه شيء من التشويه حتى إن الإمام مالكاً رحمه الله قال : " أرى أن يؤدب فاعله " لأنه يوجب أن يظهر الإنسان بمظهر قبيح فهذه خمس من الفطرة كل الفطر السليمة تستحسنها وتميل إليها، ولكن لننظر هل هي واجبة كلها أو لا؟ من العلماء من يرى أنها ليست واجبة كلها إنما هي من الآداب والفطرة ومنهم من يرى أن يعضها واجب وبعضها غير واجب ومنهم من يرى أن جميعها واجب، لأن الفطرة يجب الرجوع إليها وسيأتي إن شاء الله أن الرسول وقت ألا تترك فوق أربعين والذي يترجح عندنا وهو ترجح ليس بذاك الراجح القوي أن الواجب منها هو الختان للرجل خاصة وليس واجباً على النساء وفي المسألة ثلاثة أقوال الأول الوجوب على الجميع والثاني الاستحباب للجميع ، والثالث التفصيل وهو الوجوب في حق الرجال والاستحباب في حق النساء وهذا هو الأرجح أما الاستحداد وهو حلق العانة فالذي يظهر لي أنه على سبيل الاستحباب ما لم يحصل أذية به فإن حصل به أذية وجب إزالة الأذى.