حدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظم أو ببعر. حفظ
القارئ : حدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظم أو ببعر ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب الاستطابة الاستطابة مأخوذة من الطيب يعني طلب الطيب والمراد بالطيب هنا التطيب من آثار البول أو الغائط وحكمها أنها واجبة لمن أراد الصلاة وهل تشترط لصحة الوضوء على قولين لأهل العلم : فمنهم من قال إنها شرط لصحة الوضوء والتيمم وأنه لا يصح قبل الاستنجاء وضوء ولا تيمم سواء كان ناسياً أو ذاكراً عالماً أو جاهلاً وهذا هو المذهب والقول الثاني أنه يصح الوضوء والتيمم قبل الاستنجاء وهذا هو الصحيح، لأنه لا دليل على اشتراطه ويبقى على هذا القول إشكال في أن من استنجى بعد الوضوء فسيمس فرجه القبل أو الدبر والجواب عن هذا الإشكال أنه وإن مس ذكره أو دبره فإنه على القول الراجح لا ينتقض وضوءه، لأن المسألة ليست مسألة إجماع حتى يعارض بهذا القول ثم ذكر رحمه الله حديث سلمان أنه قال له المشركون : لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة يعني حتى آداب الخراءة هذا القول أو هذا القيل من الكفار والمشركين يحتمل وهو الأقرب أنهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء كأنهم يقولون لماذا يتنزل إلى أن يعلمكم آداب الخراءة؟ فهم قالوا ذلك لا على سبيل الثناء على هذه الشريعة لم يقولوا ذلك على سبيل الثناء على الشريعة كيف وهم مشركون لكن قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء أنه تنزل إلى هذا الحد فقال رضي الله عنه أجل علمنا كل شيء وهذا يشبه قول أبي ذر رضي الله عنه : " لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما " حتى الطيور في أجواء السماء ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم منها علما لكن هذا الذكر منه ما هو مفصل ومنها ما هو مجمل ومنه ما هو بصريح العبارة ومنه ما هو عن طريق الإشارة وإلا فكل ما يحتاج الناس إليه قد علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اليوم أكملت لكم دينكم )) ترك أمته على المحجة البيضاء ويؤثر عن الشيخ محمد عبده الشيخ المشهور في مصر شيخ محمد رشيد رضا أنه كان في مطعم في باريس فجاءه رجل من النصارى وقال له إن كتابكم تبيان لكل شيء وها نحن الآن بين أيدينا طعام فهل بين كتابكم كيف يصنع هذا الطعام ؟ فقال له نعم نعرف من كتابنا كيف يصنع هذا الطعام قال سبحان الله فدعا الشيخ محمد عبده دعا صاحب المطعم وقال له كيف تصنعون هذا الطعام ؟ قال نفعل كذا وكذا وبين له قال هكذا علمنا القرآن فتعجب النصراني قال أين ؟ قال إن الله يقول : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فبهت الذي كفر يعني هذا كافر يريد منا أن القرآن يتكلم عن البصل والطماطم والسكين وما أشبه ذلك ليس معقول هذا، القرآن ليس دفتر إيضاح كيف يصنع الطعام لكن فيه إيماء وإشارة يعني يمكن أن تأخذ من هذه الآية أي شيء يشكل وتطلب من يعرفه تقول دلني على ذلك القرآن قواعد، فالنبي صلى الله عليه وسلم علم أمته كل شيء ليس هناك شيء يحتاجه الناس إلا بينه حتى الخراءة آداب الأكل آداب الجلوس آداب الدخول آداب دخول المنزل موجودة في القرىن آداب الجلوس موجودة في القرآن أليس كذلك ؟ طيب السنة مملوءة من الآداب، فالحمد لله على هذا الدين الكامل قال : أجل نعم إنه نهانا اللفظ الأول ( لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ) وسبق البحث في هذا على صحيح البخاري فلا حاجة للتطويل ثانياً قال: ( أو أن نستنجي باليمين ) يعني أن نستنجي بالماء أو بالأحجار باليمين تكريماً لليمين ولا يرد على هذا قول عائشة : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في طهوره ) لماذا؟ لأن اليد اليسرى هي التي تباشر الأذى ولهذا ذكر الفقهاء على هذا قاعدة قالوا : " تقدم اليسرى للأذى واليمنى لما سواها " وقال : ( أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ) وسبق الكلام عليه أو أن نستنجي برجيع أو عظم الرجيع هو الروث أرواث البهائم والعظام معروفة وسبب ذلك أن الرسول نهى عن هذا لأنه لما وفد إليه الجن وآمنوا به أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم نزلاً يعني ضيافة قال : ( كل بعرة فهي علف لدوابكم كل عظم تجدون أوفر ما يكون لحماً ) يأكلونه وهذا أيضاً من أخبار الغيب فلا يرد علينا أننا نرى عظامنا أي العظام التي نرميها نراها وهي ليس فيها لحم أليس كذلك؟ والبعر أيضا نراه باقياً لا يؤكل فيقال هذا من علم الغيب نؤمن بذلك وإن كنا لا نراهم طيب العظم قال: النبي صلى الله عليه وسلم : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ) إذا كان لم يذكر اسم الله عليه بأن كان عظم ميتة أو عظم غير مذكاة ذكاة شرعية فهل يجوز أن نستنجي؟ به نقول: لا، لأنه نجس والنجس لا يجوز الاستنجاء به.