الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أن الماء الذي تزال به النجاسة لا يكون نجساً إلا أن يتغير لماذا؟ لأنه لو كان نجساً لم يمكن تطهير الأرض بصب الماء عليه إذ أن الماء الذي صب عليها سوف تشربه فدل ذلك على أنه طاهر، لأنها إذا شربته فإنه سيبقى أثره ومن فوائد هذا الحديث أيضاً أنه كوثرت النجاسة بالماء حتى غلب الماء عليها صار الماء طهوراً فلو وجدنا ماء متنجساً ثم صببنا عليه ماءً طهوراً يغلب عليه فإن الماء يطهر سواء كان المضاف قلتين أو أقل وهذا هو القول الراجح أنه إذا أضيف إلى الماء النجس أو إلى النجاسة نفسها ما يغمرها حتى تزول فإنها تطهر ويستفاد من هذا الحديث وجوب تطهير النجاسة في المسجد وهو فرض كفاية وليس فرض عين ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصبوا عليه دلواً ولو كان فرض عين لكان هو أول من يبادر إلى ذلك لكنه فرض كفاية قال أهل العلم: والفرق بين فرض الكفاية وفرض العين أن ما طلب من كل شخص بعينه فهو فرض عين وما طلب فعله بقطع النظر عن فاعله فهو فرض كفاية.