تتمة فوائد أحاديث باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء حاجة إلى حفرها. حفظ
الشيخ : في هذا الحديث الثاني في هذا السياق وجوب تعليم الجاهل لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه فعلمه وفيه أيضا أنه لا يجوز إحداث ما يؤذي أو ينجس في المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يصلح فيها شيء من هذا البول ولا القذر ) وفيه أيضا حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ولهذا روى الإمام أحمد في هذا الحديث أن الأعرابي قال : ( اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ) لماذا ؟ لأن محمدا رفق به وغيره صاح به وزجره وكأن هذا الأعرابي أراد أن يتحجر واسعا ( اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ) وفي هذا الحديث أيضا نص واضح صريح على جواز رواية الحديث بالمعنى لقوله : " أو كما قال " وعلى هذا فإذا سقت حديثا وشككت في لفظه فأنت تقول أو كما قال وإن شئت فقل هذا الحديث أو معناه المهم أن تعبر بشيء يدل على أنك لم تضبط اللفظ.
السائل : ... واقعا في مفسدة ...
الشيخ : يقول إذا وجدنا رجلا وقع في مفسدة هل نتركه حتى ينتهي منها ؟ الجواب : في ذلك تفصيل إذا كان يترتب على إقلاعه منها مفسدة أكبر فندعه وإلا فلا فلو رأينا إنسانا يريد أن يفك القفل علشان يسرق إيش نقول له ؟ نسكت ؟ ما ينفع نسكت أو وجدنا شخصا يحاول أن يفجر بامرأة لا يمكن أن نسكت لكن إذا كان يترتب على إقلاعه من هذا الذنب ما هو أشد منه فحينئذ نسكت ولذلك يؤخذ من هذا الحديث وجوب دفع أعلى المفسدتين بإيش ؟ بأدناهما يعني إذا كان لا بد من إحدى المفسدتين وجب أن تدفع العليا بالدنيا.