فوائد حفظ
الشيخ : نعم هذا الحديث أيضا فيه فوائد وهي أن الإنسان لا يخرج من معتكفه لعيادة المريض لأنها رضي الله عنها تقول : ( إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة ) يعني لا أقف ولا أجلس عنده إلا وأنا مارة وخروجها من المسجد ليس من أجل عيادة المريض ولكن من أجل حاجتها فإذا مرت به سألت عنه ، لكن قال الفقهاء رحمهم الله إن للإنسان أن يشترط عيادة المريض عند دخوله في الاعتكاف لأن هذا مقصود شرعي فلا حرج أن يشترطه ، وقالوا إن خروج الإنسان أعني المعتكف ينقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول ما لا بد منه حسا أو شرعا فهذا جائز ولا يحتاج إلى اشتراط ، لأن المعتكف حين دخل قد علم أنه لا بد أن يخرج لهذا الشيء إما حسا وإما شرعا ، فمن الذي لا بد منه حسا الخروج للأكل والشرب إذا لم يكن عنده من يأتي بهما كذلك الخروج للبول والغائط لا بد منهما حسا ، والذي لا بد منه شرعا مثل أن يخرج للوضوء أو يخرج لغسل الجنابة أو لغسل الجمعة هذا لا بد منه فهو وإن لم يكن مستثنى باللسان فهو مستثنى بالحال ، والثاني النوع الثاني الخروج لما ينافي الاعتكاف فهذا لا يجوز لا بشرط ولا بغير شرط ، مثل أن يخرج للبيع والشراء وغشيان أهله وما أشبه ذلك هذا لا يجوز سواء اشترطه أم لم يشترطه ، القسم الثالث أن يخرج لما هو مقصود شرعا وعبادة فهذا إن اشترطه جاز وإن لم يشترطه لم يجز نعم.