فوائد. حفظ
الشيخ : وفيه أيضا من الفوائد غضب النبي صلى الله عليه وسلم على من أراد أن يتبع ملة غير ملة الإسلام ولو في فرد من أفراد الملة وذلك لما صنعه مع أسيد بن حضير وعباد بن بشر ،
وفيه أيضا دليل على العمل بالقرائن من أي جملة تؤخذ ؟ أنه لما سقاهم النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن الذي أهدي إليه عرفا أنه لم يجد عليهم أي لم يغضب عليهما والعمل بالقرائن ثابت بالقرآن وبالسنة وبالشرائع السابقة أيضا ففي القرآن (( شهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين )) لأن امرأة العزيز لما وجدت زوجها عند الباب قالت : (( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم )) فقال (( هي راودتني عن نفسي )) ادعت هي أنه هو الذي اعتدى عليها ولكنه عليه الصلاة والسلام ذكر وهو الصادق أنها هي التي راودته عن نفسها فصار عندنا الآن مدع ومدعى عليه فشهد شاهد أي حكم بهذا الحكم عملا بالقرينة لأنه إذا كان قد من قبل فالرجل هو الذي طلبها وإن كان من دبر يعني من الخلف فالمرأة هي التي طلبته ، وسليمان عليه الصلاة والسلام في قصة المرأتين اللتين خرجتا فأكل السبع ابن إحداهما فتحاكمتا إلى داود فحكم بالصبي الباقي للكبرى منهما ، فمرتا بسليمان فحكم بحكم عجيب دعا بالسكين وقال أشقه بينكما نصفين كل واحدة تأخذ النصف ، أما الكبرى فوافقت على الحكم ليش ؟ لأن ولدها أكله السبع وهذا ولد غيرها خله أيضا يتلف معه وأما الصغرى فأبت وقالت يا نبي الله هو لها فحكم به لمن ؟ للصغرى ، لأن هذه الشفقة العظيمة تدل على أن الحق معها ، فالحاصل أن العمل بالقرائن ثابت بالقرآن والسنة وعمل القضاة سابقا ولاحقا ، طيب وهنا عمل الصحابة رضي الله عنهم بالقرائن ولكن لا ينبغي المبالغة في ذلك بل نكون وسطا فلا نهمل القرائن مطلقا ولا نبالغ فيها مطلقا ، لأن المبالغة فيها يكون فيها زل وإهمالها يكون فيه قصور نعم.
السائل : ...
الشيخ : إي نعم نستدل على سوء تصرفه بأنه ليس بناصح.