ذكر الفوائد. حفظ
الشيخ : وفيه أيضا في هذا الحديث بيان شدة الصحابة رضي الله عنهم مع أعداء الله ، حيث إنه دفعه دفعة كاد يصرع منها لأنه لم يقل يا رسول الله بل قال يا محمد مع أن اليهودي يعلم أنه رسول الله ، قال الله تبارك وتعالى : (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) لكنهم كتموا الحق وهم يعلمون ، ومن فوائد هذا الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي ) كما قال اليهود ، ويتفرع من ذلك أيضا من هذه الفائدة أنه يجب أن يصدق الحق ولو قال به من ليس من أهل الحق لأن النبي صلى الله عليه وسلم صدق اليهودي ، ومن المعلوم أن الحق يقبل من أي قائل به فقد قبله النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود في مثل هذا الحديث وفي مثل حديث الحبر الذي قال إنا لنجد في التوراة أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على أصبع كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، وفي كتاب الله عز وجل : (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) فأنكر قولهم والله أمرنا بها وسكت عن قولهم : وجدنا عليها آباءنا إقرارا لها وهكذا يجب على الإنسان أن يقبل الحق من كل من جاء به وأن يرد الباطل من كل من جاء به ، وفي الحديث بيان عناد اليهود حيث قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أينفعك شيء إن حدثته ؟ قال : أسمع بأذني ) ولم يقل ينفعي أو أرجو أن نفعني لأنه معاند وهو يشبه قول المشركين : (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) وهذا من سفههم كان مقتضى العقل أن يقولوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليك لكن لعنادهم واستكبارهم قالوا هذا ، وفيه أيضا بيان أول من يعبر الصراط وأول نزل يعطى إياه أهل الجنة كما سمعتم نعم.
السائل : قوله أذكرا وآنثا ...
الشيخ : نحمله على أن هذا الحديث فيه نظر وأن الإذكار والإيناث إنما هو من إرادة الله عز وجل ولا تأثير لعلو ماء المرأة وماء الرجل بذلك إنما التأثير بالشبه فقط.
السائل : قوله أذكرا وآنثا ...
الشيخ : نحمله على أن هذا الحديث فيه نظر وأن الإذكار والإيناث إنما هو من إرادة الله عز وجل ولا تأثير لعلو ماء المرأة وماء الرجل بذلك إنما التأثير بالشبه فقط.