حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك ح وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء كلهم عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بمثل حديث أبي كامل عن أبي عوانة. حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك ح وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء كلهم عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي كامل عن أبي عوانة.
الشيخ : هذا الوضوء من لحوم الإبل هذا ثبت به الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله : " فيه حديثان صحيحان عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث البراء بن عازب وحديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل " وجه الدلالة في اللفظ الأول أنه خير الرجل بين الوضوء من لحم الغنم وترك الوضوء أما في الإبل فقال : ( نعم توضأ من لحوم الإبل ) فدل ذلك على وجوب الوضوء من لحم الإبل وأنه لا يمكن أن يحمل على الاستحباب ، وجه أنه لا يمكن لأنه خيره في لحوم الغنم ولو كان على سبيل الاستحباب لكان له الخيار في الترك ، وهذه المسألة انفرد بها الإمام أحمد رحمه الله عن بقية الأئمة وانفراده بها لا يضر لأنه ما دام الدليل معه فهو الجماعة ، ولهذا قال العلماء : الجماعة ما كان معهم الدليل ولو واحدا ثم إن ظاهر الحديث لا فرق بين النيّ والمطبوخ لعمومه ، ثم ظاهر الحديث لا فرق بين الكبد والكتف والكرش والأمعاء وغيرها لأن الكل يسمى لحما ، أما إذا قيل كبد ولحم أو كرش ولحم صار بينهما فرق وأما عند الإطلاق فهو أي اللحم شامل لجميع أجزاء البعير ، فإن قال قائل : ما الحكمة من وجوب الوضوء من لحم الإبل دون لحم الغنم ؟ الجواب على وجهين للعلماء : منهم من قال لا نعلم الحكمة وإنما نتعبد لله تعالى بما أمرنا به وهؤلاء يسلمون من الإيرادات ، ما يقال ولم ، والله نحن نتعبد إذا قضى الله ورسوله أمرا لم يكن لنا الخيرة من أمرنا ، ومنهم من قال : بل العلة معقولة وهي أن الإبل خلقت من الشياطين ليس من الشياطين الذين هم الجن لكن من الشياطين الذين هم مردة يعني أنها هي طبيعتها الشيطنة والعنف فهو كقوله تعالى : (( خلق الإنسان من عجل )) مع أن الإنسان خلق من تراب لكن لأن طبيعته العجلة كذلك هذه الإبل طبيعتها إيش؟ الشيطنة ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الغلظة والجفاء في الفدادين أصحاب الإبل لأنهم يألفونها ويأخذون من طبائعها ، قالوا فلحم الإبل إذا أكله الإنسان فإنه يثور دمه ويميل إلى الانفعال ، فناسب الأمر بالوضوء منه من أجل هبوط هذا الانفعال ، والأطباء المتأخرون يقولون لا ينبغي للإنسان العصبي أن يكثر من لحم الإبل لأنها تزيده انفعالا ، وأيًا كان فإن تبين لنا وجه الحكمة فهذا هو المطلوب وإن لم يتبين فالحكمة أمر الله ورسوله لأن الله سبحانه وتعالى ورسوله لا يأمران إلا بما هو خير ، وفي الحديث دليل على طهارة بول وروث مأكول اللحم من أين يؤخذ ؟ من إذنه أن يصلى في مرابض الغنم فإن قيل هذا الاستدلال يعارض بمنعه من الصلاة في مبارك الإبل فإن أبوال الإبل وأرواثها طاهرة فأنتم إما أن تقولوا بنجاسة مبارك الغنم كما قلتم في مبارك الإبل أو لا ؟ والجواب أن يقال إننا نمنع من الصلاة في مبارك الإبل لا لأنها نجسة ولكن لأن مأوى الإبل المخلوقة من الشياطين قد يكون مأوى للشياطين.
الشيخ : هذا الوضوء من لحوم الإبل هذا ثبت به الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله : " فيه حديثان صحيحان عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث البراء بن عازب وحديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل " وجه الدلالة في اللفظ الأول أنه خير الرجل بين الوضوء من لحم الغنم وترك الوضوء أما في الإبل فقال : ( نعم توضأ من لحوم الإبل ) فدل ذلك على وجوب الوضوء من لحم الإبل وأنه لا يمكن أن يحمل على الاستحباب ، وجه أنه لا يمكن لأنه خيره في لحوم الغنم ولو كان على سبيل الاستحباب لكان له الخيار في الترك ، وهذه المسألة انفرد بها الإمام أحمد رحمه الله عن بقية الأئمة وانفراده بها لا يضر لأنه ما دام الدليل معه فهو الجماعة ، ولهذا قال العلماء : الجماعة ما كان معهم الدليل ولو واحدا ثم إن ظاهر الحديث لا فرق بين النيّ والمطبوخ لعمومه ، ثم ظاهر الحديث لا فرق بين الكبد والكتف والكرش والأمعاء وغيرها لأن الكل يسمى لحما ، أما إذا قيل كبد ولحم أو كرش ولحم صار بينهما فرق وأما عند الإطلاق فهو أي اللحم شامل لجميع أجزاء البعير ، فإن قال قائل : ما الحكمة من وجوب الوضوء من لحم الإبل دون لحم الغنم ؟ الجواب على وجهين للعلماء : منهم من قال لا نعلم الحكمة وإنما نتعبد لله تعالى بما أمرنا به وهؤلاء يسلمون من الإيرادات ، ما يقال ولم ، والله نحن نتعبد إذا قضى الله ورسوله أمرا لم يكن لنا الخيرة من أمرنا ، ومنهم من قال : بل العلة معقولة وهي أن الإبل خلقت من الشياطين ليس من الشياطين الذين هم الجن لكن من الشياطين الذين هم مردة يعني أنها هي طبيعتها الشيطنة والعنف فهو كقوله تعالى : (( خلق الإنسان من عجل )) مع أن الإنسان خلق من تراب لكن لأن طبيعته العجلة كذلك هذه الإبل طبيعتها إيش؟ الشيطنة ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الغلظة والجفاء في الفدادين أصحاب الإبل لأنهم يألفونها ويأخذون من طبائعها ، قالوا فلحم الإبل إذا أكله الإنسان فإنه يثور دمه ويميل إلى الانفعال ، فناسب الأمر بالوضوء منه من أجل هبوط هذا الانفعال ، والأطباء المتأخرون يقولون لا ينبغي للإنسان العصبي أن يكثر من لحم الإبل لأنها تزيده انفعالا ، وأيًا كان فإن تبين لنا وجه الحكمة فهذا هو المطلوب وإن لم يتبين فالحكمة أمر الله ورسوله لأن الله سبحانه وتعالى ورسوله لا يأمران إلا بما هو خير ، وفي الحديث دليل على طهارة بول وروث مأكول اللحم من أين يؤخذ ؟ من إذنه أن يصلى في مرابض الغنم فإن قيل هذا الاستدلال يعارض بمنعه من الصلاة في مبارك الإبل فإن أبوال الإبل وأرواثها طاهرة فأنتم إما أن تقولوا بنجاسة مبارك الغنم كما قلتم في مبارك الإبل أو لا ؟ والجواب أن يقال إننا نمنع من الصلاة في مبارك الإبل لا لأنها نجسة ولكن لأن مأوى الإبل المخلوقة من الشياطين قد يكون مأوى للشياطين.