حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى قالا حدثنا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. حفظ
القارئ : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى قالا حدثنا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه )
الشيخ : هذا يراد به معنيان : المعنى الأول أن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الله دائما على كل أحيانه ، وعلى هذا فتكون على بمعنى في ، أي في كل أحيانه ، والثاني على كل أحيانه يعني على كل حال حتى لو كان جنيا أو محدثا حدثا أصغر وكلا المعنيين صحيح ، وهذا تطبيق لقول الله تعالى : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) نسأل الله أن يوفقنا لذلك وأن يعيذنا من إغفال القلوب ، يعني أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يذكر الله قاعدا وقائما وعلى جنب فمن منا يطيق هذا ؟ من منا يذكر الله على كل أحيانه ؟ إن الغفلة تستولي على القلوب حتى لو ذكرنا الله في موضع الذكر فالقلوب غافلة ، وإياك أن يدركك قول الله تعالى : (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) والله إن الإنسان يخشى على نفسه إذا رأى أن أمره فرط تمضي عليه الأيام والليالي ولا يجد شيئا أنتجه يخشى أن يكون ممن أغفل الله قلبه عن ذكره ، وفيه أن الإنسان إذا وفقه الله لكثرة الذكر بارك الله له في وقته وبارك له في عمله وهذا شيء نسمع عنه جربناه وجربنا هذا الشيء ، لكن نسمع العلماء السابقون تجد الواحد منهم يكتب الكراسات الكثيرة في المدة القليلة مع أعمالهم ومع أحوالهم وضيق المعيشة وعدم الإنارة في الليل حتى إن بعضهم تعمى عيونه من أجل قلة الضوء ، يقال شيخ الإسلام رحمه الله أنه كتب الحموية بين الظهر والعصر
القارئ : والواسطية ؟
الشيخ : والواسطية كلها الحموية كذلك لكنه زاد فيها بعد من النقول التي نقلها رحمه الله فمن يستطيع هذا ؟ من يستطيع ؟ لو أراد الإنسان ينقل الواسطية بعد الظهر لكان ذلك صعبا عليه كيف عاد وهو ينشؤها ويؤلفها ، فالمهم إذا أردت أن يبارك الله لك في وقتك فداوم ذكر الله وليس ذكر اللسان ذكر القلب (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه )) نسأل الله أن يعيننا وإياكم على هذا ، إذا على كل أحيانه لها معنيان المعنى الأول في كل أحيانه قائما وقاعدا وعلى جنب والثاني على كل حال نعم.