فوائد حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث فيه دليل على سعة وقت العشاء وأن لا بأس بتأخيرها إلى قريب مننصف الليل لكن بشرط ألا ينتصف الليل إلا وقد انتهى من الصلاة، وفيه مشروعية إقبال الإمام على المصلين بوجهه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وفيه لبس الخاتم من الفضة وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله لما قيل له إن الملوك لا يقبلون الكتاب إلا مختوما، فاستعمله صلى الله عليه وسلم وهل هو سنة أو من قسم المباح؟ الظاهر أنه من قسم المباح إلا لمن احتاج إليه كالحاكم والمفتي والأمير ومن أشبههم ممن يحتاجون إلى ختم كتاباتهم، وفيه دليل على التوثقة توثقة الكتابات بالأختام وشبهها وكان أكثر الناس اليوم يوثقون هذا بالتوقيع، لكن التوقيع نوعان توقيع يتميز به من وقعه عن غيره، وتوقيع لا يتميز به، فمن الناس من يوقع توقيعا لو بقيت نصف ساعة لتقلد هذا التوقيع ما استطعت إلى ذلك سبيلا وهذا تمام توقيع مميز، ومن الناس من توقيعه خط كالهلال أو نحو ذلك هذا توقيع كل يستطيع أن يقلده لكن على كل حال الإنسان يعرف خطه إذا كان بقلمه أو من سياق كلامه لأن بعض الناس يكون كلامه واضحا بينا في أسلوبه على كل حال الأمور السهلة سهلة، لكن الأمور التي يخشى منها في المستقبل ينبغي لإنسان ألا يكتفي بالتوقيع السهل بل يجعل معه خاتما نعم.