قراءة من شرح صحيح مسلم للنووي مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : قال القاضي : " قال الإمام المازري هذا مما يتأول لأن اليمين إذا كانت بمعنى المناسبة للشمال لا يوصف بها الباري سبحانه وتعالى ، لأنها تتضمن إثبات الشمال وهذا يتضمن التحديد ويتقدس الله سبحانه عن التجسيم والحد، وإنما خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يفهمونه وأراد الإخبار بأن الله تعالى لا ينقصه الإنفاق ولا يمسك خشية الإملاق جل الله عن ذلك وعبر صلى الله عليه وسلم عن توالي النعم بسح اليمين لأن الباذل منا يفعل ذلك بيمينه ، قال ويحتمل أن يريد بذلك أن قدرة الله سبحانه وتعالى على الأشياء على وجهٍ واحد، لا يختلف ضعفا وقوة وأن المحظورات تقع بها على جهةٍ واحدةٍ ولا تختلف قوةً وضعفا، كما يختلف فعلنا باليمين والشمال، تعالى الله عن صفات المخلوقين، ومشابهة المحدثين، وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية : ( وبيده الأخرى القبض ) فمعناه أنه وإن كانت قدرته سبحانه وتعالى واحدة فإنه يفعل بها المختلفات ولما كان ذلك فينا لا يمكن إلا باليدين عبر عن قدرته على التصرف في ذلك باليدين ليفهمهم المعنى المراد بما إعتادوه من الخطاب على سبيل المجاز، هذا آخر كلام المازري ".
الشيخ : شو علق عليه شو قال؟
القارئ : تكلم على لا يغيضها سحاء.
الشيخ : لا لا كلام المازري.
القارئ : لا ما علق عليه.
الشيخ : على كل حال هذا كلام المازري نسأل الله أن يعفو عنه، هذا على طريق أهل التحريف، الذين يسمون أنفسهم أهل التأويل، لتزيين اللفظ وعدم النفرة من طريقهم، وإلا فهذا تحريف واضح ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يتكلم بكلام كالألغاز والأحاجي يغر الناس به، بل وقسم، قال يمين الله، قال وبيده الأخرى، تقسيم واضح، ولا يلزم من ذلك أن تكون يد الله سبحانه وتعالى أن تكون يداه مشابهتين لأيدي المخلوقين، يعني مماثلتين، هذا لا يمكن، أولاً لأن الاشتراك في الإسم والصفة لا يلزم منه تماثل المسميات والموصوفات،كما نقول للأسد يد وللقط يد وهل يلزم من ذلك التماثل؟ لا لا يلزم.
ثانياً : أن اليد المضافة إلى الله مضافة إلى الله نفسه، والمضاف يتقيد ويتميز بحسب المضاف إليه، فأنت إذا أضفت اليد للإنسان عرف المراد وإذا أضفت اليد للجمل عرف المراد، إذا أضفت اليد الى الخالق عز وجل عرف المراد، وأنها يد حقيقة تليق به عز وجل ولا تماثل أيدي المخلوقين، كما أن ذاته لا تماثل ذوات المخلوقين فهي يد مضافة إلى الله ... مطلقة حتى تشمل كل يد، هذه يد مضافة الى الله عز وجل وما المانع من أن نقول من أن الله له يد ولكن لا تماثل أيدي المخلوقين؟ما المانع ؟ لا مانع في الواقع ، وهنا قال بيده الأخرى، لم يعبر بالشمال، لكن جاء في رواية مسلم في غير هذا الحديث أنه عبر بالشمال واختلف العلماء في هذه الكلمة، هل نثبت لله شمالا أو لا؟ منهم من قال لا نثبت، وهذه اللفظة الشاذة، ولا يعول عليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلتا يديه - يعني يدي الله - كلتا يديه يمين ) ولكن الصحيح أنها ثابتة وأنها حق، لكنها ليس كشماله، نحن شمالنا تختلف عن يميننا، أليس كذلك ، يختلف، لكن شمال الله عز وجل كيمينه، ولهذا قال كلتا يديه يمين، يعني لا تختلف إحداهما عن الأخرى ، كما تختلف إحداهما عن الأخرى في جانب الإنسان، والواجب على المسلم الذي يخاف الله عز وجل ويحطاط لنفسه أن يجري أيات الصفات وأحاديثها على ظاهره وليعلم أن ظاهرها ليس كما قال المازري وأشباهه، أن ظاهرها التجسيم بأن نقول إن كان يستلزم من الإثبات التجسيم فلنقل به ، وكلام الله ورسوله لازمهما حق، وإن كان لا يستلزم فإنه لا يلزم. كيف تقول لازم التجسيم، ثانيا من قال لك أن الجسم ممنوع على الله، أو أنه ثابت لله من قال هذا؟ ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله لفظ جسم لا نفياً ولا إثباتا، فكيف تشنعون على ما أثبت لله ما أثبته لنفسه، أو أثبته رسوله أعلم الخلق به، كيف تشنعون عليهم فتقولوا أنتم مجسمة وهذا تجسيم تعلى الله عما يقول المجسمون علواً كبيرا، نسأل الله العافية، فيقال أنتم الذي اجترأتم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحرفتموهما عن ظاهرهما فنفيتم ما يراد وأثبتم ما لا يراد، نسأل الله أن يعفو عنا وعنهم ، إذا كان المحتهدين يريدون الحق وهم إن شاء الله المحتهدون يريدرن الحق لكن كونهم يشنعون على أهل السنة على السلف الذين يأخذون بظاهر الكتاب والسنه وظاهرهما حق وينفون المماثلة، لأن الله قال : (( ليس كمثله شيء ))، وقال : (( لا تضربوا لله الأمثال )) وما يضرهم لو أثبت لله ما أثبته لنفسه بدون مماثلة فمشوا على الطريق الصحيح.