فوائد حديث : ( ... قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس قال تعدل بين الإثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة قال والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) حفظ
الشيخ : في هذا قال حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال محمد ولا بأس، إذا أخبر، أما إذا دعاه فإنه يقول رسول الله أو نبي الله أوما أشبه ذلك، أما الخبر فلا بأس لكن مع هذا في هذا الحديث جمع بين وصفه بالرسالة مع أنه خبر وقوله : ( تعدل بين اثنين ) يشمل العدل بين اثنين في حكم بينهما، أو إصلاح، أو الزوج مع زوجاته المتعددات ، أو الرجل مع أولاده، المهم أن العدل هنا يشمل كل ما يصدق عليه أنه عدل، فإنك إذا عدلت بينهما فهذا صدقة كذلك أيضا تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه فهذا أيضا صدقة، مثل أن يكون عاجزاً عن الركوب بنفسه فتحمله وتركبه، أو يكون عاجزا عن تحميل عفشه فتعينه في ذلك، ومن ذلك دف السيارة مثلاً، إذا احتاجت إلى دف، أو وضع اشتراك معها من أجل أن يتحرك الماتور وما أشبه ذلك ، المهم أن المعونه تعتبر صدقة ،قال : والكلمة الطيبة صدقة وهذا يعم كل كلمة طيبة كقراءة القرآن ،والذكر وتعليم العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة وغير ذلك ، كل كلمةٍ طيبة فهي صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة تمشيها إلى الصلاة صدقة هذا أيضا من نعم الله عز وجل، ولكن هل يتقصد الإنسان أن يقارب القراء بكثرة الخطوات وهل يتقصد أن يذهب مع الطريق البعيد من أجل أن تكثر الخطى؟ الظاهر لا، لأن هذا يحتاج إلى دليل ، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقصر خطواته ولا أنه أمر بذلك ولا أنه يقصد الطريق الأبعد، بل كان في العيدين عليه الصلاة والسلام يخرج من طريق ويرجع من طريق آخر، لا للبعد ولكن المفاوتة ، فالصحيح أنه لا يسن تقصير الخطى ولا يسن أيضا تقصد الطريق البعيد، قال تميط الأذى عن الطريق صدقة، الأذى كل ما يؤذي إما لكونه يجرح أو لكونه يلوث كالماء أو لكونه يكون سبباً للزلق، أو ما أشبه ذلك، كل ما يؤذي إذا أمطته عن الطريق صدقة، حتى لو كان شيئاً من الريش الذي يتأذي به الناس، فإنك إذا عزلته عن الطريق فهو صدقة، وإن وضعته في الطريق فهو سيئ لأن ضد الخير هو الشر وضد الشر هو الخير، وأيضا يدخل في عموم قوله تعالى : (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) نعم.