فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) . حفظ
الشيخ : هذا أيضاً فيه أن الله طيب فهو من أسمائه تبارك وتعالى الطيب وهو أيضاً من أوصافه وله الطيبات عز وجل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في التشهد : ( والطيبات لله ) لا يقبل إلا طيب ُوأما الخبيث فلا يقبله سواء كانت خبيثاً في مكسبه أو خبيثاً في عينه، فإنه لا يقبله وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال :(( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) وقال : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) وفي هذا دليل على أن الشكر هو العمل الصالح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) وقد قال للرسل اعملوا صالحا، فيقول اشكروا لله ، الشكر هو العمل الصالح، وليس أن يقول الإنسان بلسانه أشكر الله فقط بل لا بد من عمل صالح، ثم ذكر الرجل يعني ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، فهو قد حصل على أسباب الإجابة، أولا طول السفر أنه أشعث أغبر يعني أنه مهتم بأمور دينه دون من أمور دنياه والثالث يمد يديه إلى السماء ، ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة والرابع ريقول يا رب يا رب ، فينادي ربه باسم بوصف الربوبية لأن إجابة الدعاء من متعلقات الربوبية ، إذا هو فعل ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) .استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله لهذا الرجل مع وجود أسباب الإجابة وهي كما قلناأربعة، لكن وجد المانع وهو كونه يأكل الحرام ويشرب الحرام ويلبس الحرام وغذي بالحرام. وفي هذا الحديث دليل واضح على ان الله تعالى في السماء، حيث قال يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، لو كان الله تعالى في كل مكان كما زعموا أهل الباطل، ما صح أن يرفع يديه إلى السماء، ولو كان الله ليس في السماء ما صح ذلك أيضاً، كالذين يقولون إنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوق العالم ولا تحت العالم ولا متصل ولا منفصل، وفي هذا التحذير من أكل الحرام، وأنه سبب لمنع إجابة الدعاء والعياذ بالله، والحرام، ليس هو أن الإنسان يمشي على الناس يسرق أموالهم فقط، بل من فرط فيما يكافأ عليه، فأن أخذه ما زاد عن عمله، يُعتبر حراما، فالموظف مثلاً، إذا كان يأتي بعد الدوام، ويخرج قبل الدوام ، فما زاد على العمل الواقع، تكون مكافأته حراماً، فيكون أكل الحرام، من عامل بالربا أكل الحرام، من غش وكذب في بيعه وشرائه يكون أكل الحرام، فالمسأله خطيرة جدا، ولذلك نجد أن الناس يدعون الله تعالى كثيراً ولا تجد إجابة، كانوا يدعون الله تعالى بالاستسقاء ولا تجد إجابة، كانوا يدعون الله تعالى بأشياء أخرى ولا تجد إجابة، السبب أن كثرة الحرام، كثرة أكل الحرام تمنع هذا ، فلذلك يجب على الإنسان أن يطيب مأكله ومشربه وملبسه وغذاءه وأن لا يكون فيها شيء محرم، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : حديث الصدقة التي يأخذها الرحمن بيمينه إلى آخره وقد.
السائل : ... .
الشيخ : حديث الصدقة التي يأخذها الرحمن بيمينه إلى آخره وقد.