قراءة من شرح صحيح مسلم للنووي مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : " وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المنفق والمتصدق كمثل رجل عليه جبتان أو جنتان من لدن ثديهما إلى تراقيهما ثم قال فإذا أراد المنفق أن يتصدق سبغت وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت هكذا وقع هذا الحديث في جميع النسخ من رواية عمرو مثل المنفق والمتصدق قال القاض وغيره هذا وهم وصوابه مثل ما وقع في باقي الروايات مثل البخيل والمتصدق وتفسيرهما أخر الحديث يبين هذا وقد يحتمل أن صحة رواية عمرو هكذا أن تكون على وجهها وفيها محذوف تقديره مثل المنفق والمتصدق وقسمهما وهو البخيل وحذف البخيل ".
الشيخ : وقسمهما أو قسيمهما.
القارئ : وقسمهما.
الشيخ : وقسيمهما.
القارئ : " وقسيمهما وهو البخيل وحذف البخيل لدلالة المنفق والمتصدق عليه كقوله تعالى ".
الشيخ : هذا في الحقيقة من باب التكلف لأن في الحديث مثل المنفق والمتصدق، لو أنه جاء بكلمة مثل المتصدق أو مثل المنفق لقلنا يمكن أن يكون الطرف الثاني محذوفا، لكن الوهم في هذا ظاهر، المنفق والمتصدق، ذكر اثنين والمنفق وهو المتصدق لو كانت الرواية أيضاأ بأو مثل المنفق أو المتصدق لقلنا أيضاً يستقيم ما وجهه النووي رحمه الله، قلنا أو هنا للشك، يعني هل قال مثل المنفق أو قال مثل المتصدق، أما وإن قال مثل المنفق والمتصدق فلا شك أن هذا وهم، والجواب مثل هذه الأجوبة الباردة، يدل على التعصب، فعمرو الناقد ألا يهم كما يهم غيره؟ يهم ، ثم إن نفس الحديث إذا أراد المنفق وقال الآخر إذا أراد المتصدق يدل على أنه وهم، ثم قال أيضاً الحديث وإذا أراد البخيل، يدل على أن هناك بخيلاً، على كل حال الصواب أنه وهم، الصواب أنه وهم ولا يستقيم أن يقال هذا مثل تقيكم الحر وسرابيل تفيكم بأسكم ما يستقيم، كمل.
القارئ : " كقول الله تعالى : (( سرابيل تقيكم الحر )) أي والبرد وحذف ذكر البرد بدلالة الكلام عليه، وأما قوله والمتصدق فوقع في بعض ".
الشيخ : هذا أحد القوانين في الآية الكريمة أنها تقيكم الحر والبرد، والصواب أنها تقيكم الحر بدون ، وذلك لأن أهل مكة في موطن حار وإلا بارد؟ حار، فإذا كان عليهم ثياب تقيهم الحر فهذا أكبر من الثياب التي تقيهم البرد ما يحتاجون إليها، فالصواب أنه ليس في الآية تقدير وأن كان أكثر العلماء يقولون بذلك لكن إذا تأمل الإنسان وجد أن هذا تحتاج إلى تقدير ثم على تقديري أنها تحتاج إلى تقدير ليست كالذي في الحدبث، نعم.
القارئ : وأما قوله والمتصدق فوقع.
الشيخ : أنا أردت أن أبين هذا لكم لتعلموا أن بعض الناس يأتي بأشياء أجوبة باردة متعسفة من أجل تصنيع أمر ممكن ولا يلام عليه الإنسان، يعني مثل عمرو الناقد أو غيره من الرواة إذا توهم وش يكون؟ لا يكون شيء ولا ينقص القدر نعم.
القارئ : " وأما قوله والمتصدق فوقع في بعض الأصول المتصدق بالتا، وفي بعضها المصدق بحذفها وتشديد الصاد وهما صحيحان، وأما قوله كمثل رجل، فهكذا وقع في الأصول كلها كمثل رجل بالإفراد، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وصوابه كمثل رجلين وأما قوله جبتان أو جنتان فالأول بالبا والثاني بالنون، ووقع في بعض الأصول عكسه، وأما قوله من لدن حليهما فكذا هو في كثير من النسخ المعتمدة أو أكثرها ثديهما بضم التاء وبياء ".
الشيخ : إيش حليهما.
القارئ : ثديهما.
الشيخ : الثاء .
القارئ : " بضم الثاء وبياء واحدة مشددة على الجمع، وفي بعضهما ثدييهما، للتثنية، قال القاضي ".
الشيخ : في بعضهما وإلا بعضها.
القارئ : في بعضهما.
الشيخ : بعض ايش، بعضهم هو الصواب ...
في بعض النسخ.
القارئ : " وفي بعضها ثدييهما في التثنية، قال القاضي عياض ووقع في هذا الحديث أوهام كثيرةُ من الرواة وتصحيح وتخريف وتقديم وتأخير ويعرف صوابه من الأحاديث التي بعده ، فمنه مثل المنفق والمتصدق وصوابه المتصدق والبخيل ومنه كمثل رجل وصوابه رجلين عليهما جنتان ومنه قوله جنتان أو جبتان بالشك وصوابه جنتان بالنون بلا شك كما في الحديث الآخر بالنون بلا شك، والجُنة الدرع، ويدل عليه في الحديث نفسه قوله : ( فأخذت كل حلقة موضعها )، وفي الحديث الآخر جنتان من حديد ومنه قوله سبغت عليه أو مرت كذا هو في النسخ، مرت بالراء قيل إن صوابه مُدت بالدال، أو مَدت بالدال بمعنى سبغت وكما قال في الحديث الآخر إنبسطت لكنه قد يصح مرت على نحو هذا المعنى، والسابغ الكامل وقد وراه البخاري مادت بدال مخففة من ماد إذا مال ورواه بعضهم نارت بمعنى سالت عليه وامتدت وقال الأزهري معناه ترددت وذهبت وجائت يعني لكمالها ، ومنه قوله إذا أراد البخيل أن ينفق قلصت عليه وأخذت كل حلقة موضعها حتى تجن بنانه ويعفو أثره ".