فوائد حديث : ( ... عن حكيم بن حزام قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتحمله وعدم سآمته وملله من السؤال ، فقد سأله حكيم رضي الله عنه ثلاث مرات كل يعطيها، ولما خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن تفسد حال حكيم ، ذكر له هذا المثل، أن المال حلوُ خضرة، حلوة الذاق خضرة اللون ، فهي محل رغبة الإنسان في مذاقها وفي مرآها ، لأن الخضرة كلنا يطلب الرؤيا إليها، فالمال حلو المذاق ، وكذلك يعجِب بالنسبة للمنظر واللون ، وإذا كان حلو المذاق وحسن المنظر فإن النفوس بطبيعتها سوف تطلبه ، ولكن احذر احذر هذه الحلاوة وهذه الخضرة أن تأخذها بغير حقها بغير حقها ، ولهذا قال : ( فمن أخذها بطيب نفس بورك له فيه ) بطيب نفس كممن؟ من المعطي بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، ومن أخذه بالسؤال ، ها هو أشد من الإشراف ، الإشراف بالنفس يعني أن يأخذ بإشراف نفس بحيث تتعلق نفسه بما يأخذه من هذا الغني، أو من هذا الوزير، أو من هذا الأمير، وتجده أحياناً يلمح ما يسأل ، يلمح ف وأشد من ذلك الذي يسأل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإنه لا يبارك له فيه ) وكان كالذي يأكل ولا يشبع، الذي يأكل ولا يشبع هل ينفعه أكله؟ لا ينفعه، هكذا أيضاً من ألح في طلب المال، أو استشرف له، ثم أخده فإنه لا يبارك له فيه ويكون كالذي يأكل ولا يشبع، وعلم من ذلك أن ونعم
ومفهوم هذا ما صرح به من قبل ، أن من أخذه بإيش؟ بطيب نفس من ... ولم تتعلق به نفسه ولم يستشرف له فإن الله يبارك له فيه، نعم.