فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ) حفظ
الشيخ : صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام كم من إنسان ليس عنده إلا مال قليل ولكنه قلبه غني لا يفتنه المال ولا يهتم به وكم من إنسان عنده أموال كثيرة لكنه كالفقير كالذي يأكل ولا يشبع ، ولكن بالنسبة للظاهر لنا الذي ليس عنده مال هو فقير وإن كان قلبه غنياً ولهذا نعطيه من الزكاة إلا إذا علمنا أنه لا يقبل الزكاة وهذا يقع من بعض الناس يرحم هذا الفقير المعين فيعطيه من الزكاة وهو لا يقبلها لكن يخفى عنه ، ويعطيه على أنها هدية ، أو صدقة أو هبة أو ما أشبه ذلك . وهذا لا يجوز ولهذا نقول : إذا علم الإنسان أن هذا الفقير لا يقبل الزكاة وأعطاه إياها بدون علمه فإنها لا تقبل منه لماذا ؟ لأن هذا الفقير لو علم أنها زكاة ما قبل أن تدخل في ملكه فيكون دخلت في ملكة بغير إرادته وهذا حرام ، فإن قال قائل فهل الأفضل إني اذا أردت أن أعطي أحداً أن أقول له هل أنت محتاج ؟ فنقول : لا ما دام يغلب على ظنك أنه أهل لذلك . فأعطه والأمر والحمد لله واسع حتى لو تبين فيما بعد أنه ليس بأهل فإنها مقبولة ، كما مر عليك . اللهم الا إذا كنا في عصر يغلب على ظننا أن بعض الناس يسأل المال تكثراً ، فهنا لا بأس أن نسأل ونقول هل تحل لك الزكاة ، لأن الناس فسدوا ، فصار بعضهم ليس له هم إلا أن يحصل على المال سواءً بحق أو بغير حق ، وإلا فما دام الناس على الهدى المستقيم ، فإنه لا يحتاج إلى السؤال ، بل متى غلب على ظنك أنه من أهل الزكاة فأده فأد الزكاة اليه ولا تسأل نعم .